رسالة إلى القائمين على المؤتمر التاسيسي للصحافيين الجنوبيين .

 

 *محمد الأمير* 

..................

 

إن إنعقاد مؤتمر تأسيسي للصحفيين الجنوبيين يعني الكثير للصحفيين الجنوبيين وللجنوب عامة

وهو أكبر من القائمين على التحضير له .

فقد تم التحضير للمؤتمر على عجالة وتم إختيار اللجنة التحضيرية للمؤتمر وفق أسس المحاباة والمجاملة والمحسوبية .

 

لم يتم العمل على أسس مهنية للبدء في التحضير ماعدا الشكليات العامة  .

او كما كان مؤملا منه أن يكون من خلال ماهية الجنوب والبناء على الخبرات المتراكمة . 

 

فالجنوب بلد عريق في البناء المؤسسي ومدرسة صحفية عربية عريقة ضاربة أطنابها في عمق الزمن وتدفقت من بين ظهرانيها ريادات ومؤسسات صحفية ومنشآت وصرح إعلامية شامخة وصحف كبرى وأعلام صحفية وتزخر بكم وافر من الكوادر الصحفية والهامات العالية التي تحنى لها الجباه والجبال .

 

بينما تسيد الساحة الصحافية الجنوبية مؤخرا أشخاص لم يُعرف عنهم شيئا من قبل ولم يكتبوا قط 

 

جاءوا كالسيل العرم . وتم الصعود بهم إلى قمة الهرم الإعلامي في الجنوب .

ويحتلون اليوم كل المناصب في كل الدوائر الإعلامية الجنوبية .

 

أما الكوادر الصحفية الجنوبية سواء الأكاديمية منها أو ذات الباع الطويل في الحقل الصحفي

والتي عانت الأمرين منذ ماقبل 94 وتصدت للغزو وقاومت الإحتلال اليمني فلاتزال تعاني التهميش والظلم .

 

وأسف كبير

أن تكون هذه الهامات غائبة عن المؤتمر بعد أن عانت الأمرين في سني الوحدة الغاشمة 

 

وعليه فأننا نرى إن المؤتمر الذي من المفترض أن يهدف إلى الدفاع عن حقوق الصحفيين

سيتمخض عنه تكريس التهميش للقامات الكبيرة والكوادر الحقيقية

هذا المؤتمر الذي هرمنا في إنتظاره طويلا

والذي يعد بمثابة الجمعية العمومية للصحفيين ويجب أن يحضره كل  صحفي  

 

فما بالك بمؤتمر تأسيسي ملزم كل صحفي بحضوره ( إلا لظرف خارج عن الإرادة ) . 

ولاندري لماذا يتم التحجيم في أعداد الصحفيين للحضور ؟؟ 

وبقدر محدد ومحدود بالعدد والإسم .

وماهي الأسباب الكامنة وراء الأكمة ؟؟؟ 

 

فتسويق حجة ما . هو أمر ممكن لذوي الشأن في أي زمان ومكان

وصاحب الحجة لايهتم إن كانت حجته مقنعة للجمهور بقدر مايهمه هو الخلاص إلى غايته من التحجيم

طالما يحقق أهدافه .

 

فتحجيم العدد في حضور أعضاء المؤتمر التأسيسي سيعطي الصحفيين حجة في المستقبل لعدم شرعيته لتمثيل من لم يحضر . 

ولن يستطيع حينها المؤسسون التنصل بالحجج الواهية التي يسوقونها اليوم .

 

ومعروف إن الخوف يعتري بعض ممن يسوّقون الحجج .

 

 ورهبتهم  من مؤتمر متكامل كامل العدد بقدر المستطاع سيحضره الكل تقريبا

وتوجس من سقوط ورقة التوت عن أشباه الصحفيين الذين يريدون البقاء والهيمنة  على كل المناصب الإعلامية الخاصة بالجنوب . 

ناهيك عن إنه لا تنطبق عليهم المواصفات المطلوبة لصفة الصحفي . 

 

والمؤتمر كما هو مقرر ليس حكرا على مكون جنوبي بحد ذاته

فهو مؤتمر عام للصحفيين الجنوبيين من كافة المذاهب والمشارب 

وعليه لايجوز ان يكون للقائمين على التحضير له إختيار العدد كما يشاؤون مهما ساقوا من حجج .

 

عدا إنهم يريدون عددا محدودا ومعروفا لهم ليرفعهم في الترشح والفوز المريح بما تبقى من المناصب على الساحة الجنوبية .

 

ثم

إذا كنتم تشرعنون لتحجيم العدد لتمرير إنتخاب مركزي - بعيدا عن الديمقراطية - لبعض الشخصيات فهذا أمر مرفوض كلية والحجة التي تسوقونها واهية

وأما إن كان لظروف قاهرة

فقد كان الأحرى بكم حسن الإنتقائية ولو بالقدر المستطاع وليس بالحد الأدنى الذي يحاول البعض الإحتواء عليه بطريقة ترقى إلى الهدف الذي نريده من المؤتمر وبعيدا عن الطرق الملتوية التي لن تاتي سوى بحضور يخدم المتسلقين ولاغير . 

 

فإن نجح المؤتمر بطريقة مسلوقة اليوم فسيسقط غدا

وسيجد الكثيرون الفرصة للتفنيد القانوني ولعدم الإعتراف به مستقبلا . 

حيث إنه مؤتمرا كان لشرعنة تسلق أشخاص بعينهم لصالح جماعات بعينها بعيدا عن المشروعية والبناء المؤسسي الذي ينشده الجنوبيون .