من نحن | اتصل بنا | الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 10:20 مساءً

مقالات
الأحد 02 نوفمبر 2025 01:40 مساءً

لغة الكون ومعاهدة الوجود

 
 
ليست الثوابت أرقاماً جامدة في دفاتر الفيزياء، بل هي الأعمدة التي يتوازن عليها الكون منذ 13.8 مليار سنة. لو تغير ثابت كـ π أو G أو c لأنفرط عقد المادة وتلاشى النظام إلى فوضى كونية. تلك الثوابت هي «عهد الاستقرار» الذي مكن النجوم من الإشعاع، والماء من الجريان، والأنسان  من الحياة والوعي من التأمل. إنها لغة الكون ومعاهدته الأولى مع الوجود، توقيعه الأبدي على اتفاق البقاء.
 
وكما أن  الكون والمادة يحتاجا إلى ثوابتهما ليستقرا، يحتاج الإنسان إلى ثوابته الأخلاقية ليبقى مجتمعاً. «لا تفعل بالغير ما تكرهه لنفسك» هو قانون حفظ الطاقة الإنسانية. حين يُهمل الصدق والأمانة والعدل، ولذا لا تظهر الكوارث فجأة، بل كنتيجة منطقية لفقدان الثابت: فساد يتكاثر، وثقة تتبخر، ومدن تنهار دون زلازل. الثابت الأخلاقي هو المعادلة التي تحفظ توازن الحياة كما تحفظ المعادلات و ثوابتها الكونية ثبات الطبيعة.
 
إعادة تثبيت القيم لا تبدأ من القوانين بل من التجربة والذاكرة. في البيت والمدرسة تُزرع الثوابت عبر الممارسة لا التلقين، وفي المؤسسات تُحمى بالعقاب العادل، وفي الحكايات تُروى لتبقى حية في الوجدان. من يحافظ على ثوابته يصنع مجتمعه كما يحافظ π على انتظام الدائرة، فالكون آمن بثوابته، أما نحن فعلينا أن نعيد ثوابتنا لتستقر حياتنا  وتثبت ذواتنا.

 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    لم يكن الأستاذ عقيل مجرد مدير مدرسة أو قائداً إدارياً، بل كان نموذجاً للعقل والحكمة والإنسانية
  من قال إن الأماكن جدران وهياكل تأوي من بداخلها؟ من الذي أكد أنها مجرد مواد صماء تُطوع وتُبنى؟ إن الأماكن
    ها قد طل عصر الكيوبتات التي تعمل كأياد خفية تمسك بخيوط المعرفة وتنسج منها المستقبل. تحلق فوق البيانات
    تستقبلكَ منافي الدُّنيا ، وأنت  مَا تزَال  فِي عُنْفُوَانِ شَبَابِك، تبحث لاحلامك الجميلة  عن
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025