تطورات طارئة ..المقاومة تفاجأ الحوثيين وتتقدم لعمق الحديدة ..والميلشيا تلجأ لخيار كارثي سبق استخدامه بصنعاء (صور )

تقدمت قوات المقاومة المشتركة اليمنية في عمق الحديدة، وأسرت أمس الجمعة عشرات الحوثيين، وأسقط الجيش اليمني طائرة استطلاع تابعة للميليشيات فوق حيس، .

وفي وقت أكدت مصادر في المقاومة التهامية (محافظات الحديدة وحجة والمحويت وريما)، أن ميليشيات الحوثي فرضت على سكان الأحياء بالحديدة تشكيل «لجان شعبية» مسلحة على غرار اللجان التي شكلتها الميليشيات بصنعاء والمحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرتها، في حين اقتحمت عناصر الميليشيات السجن المركزي بالمدينة، وقتلوا نزيلاً وأصابوا عشرين آخرين، واختطفوا عدداً من النزلاء نقلوهم إلى مكان مجهول، فيما فرضوا حصاراً على باقي النزلاء، ومنعوا عنهم الزيارة والطعام.
فقد واصلت قوات المقاومة اليمنية المشتركة، بإسناد من تحالف دعم الشرعية أمس الجمعة، تطهير جيوب المتمردين في مديريتي التحيتا وزبيد في جبهة الحديدة، وسط فرار للمتمردين الحوثيين من المنطقة. وقالت مصادر ميدانية، إن قوات المقاومة المشتركة تقدمت بعمق 30 كيلومتراً إلى مشارف مديريتي التحيتا وزبيد في جبهة الحديدة، وتواصل حالياً عملياتها لتأمين الخط الساحلي الممتد من الخوخة إلى الجبهات المتقدمة في الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة الحديدة.

وأضافت المصادر أن المقاومة تمكنت من أسر 60 عنصراً من ميليشيات الحوثي الإيرانية، بينما فرت بقية العناصر من المنطقة. وذكرت أن ميليشيات الحوثي لجأت إلى استخدام المدنيين دروعاً بشرية في التحيتا وزبيد مع تقدم القوات المشتركة.
ونشرت الميليشيات آليات عسكرية في عدد من الأحياء السكنية في مدينة الحديدة، كما نصبت المدفعية داخل إحدى المدارس.
إلى جانب ذلك أسقطت قوات الجيش الوطني، مساء أمس الجمعة، طائرة استطلاع تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، كانت تحلق في سماء مديرية حيس، بمحافظة الحديدة.

وأكد مصدر ميداني ل «سبتمبر نت» أن الطائرة التي تم إسقاطها إيرانية الصنع تستخدمها الميليشيات في العمليات الاستخباراتية.
وكانت قوات الجيش الوطني قد تمكنت، الخميس الماضي، من إسقاط طائرة استطلاع مسيّرة تابعة للميليشيات، قرب مطار الحديدة.
من جهة أخرى أكد الناشط في المقاومة التهامية بالحديدة «طاهر عبده مارش» في تصريح ل«الخليج»، أن طلب الميليشيات من سكان الأحياء بالمدينة تشكيل لجان شعبية مسلحة يندرج ضمن محاولاتها المتواصلة لفرض التجنيد الإجباري، مشيراً إلى أن الحوثيين قاموا بتوزيع منشورات في معظم أحياء الحديدة، تطالب السكان بتشكيل لجان شعبية تضطلع بمهام حفظ الأمن في الأحياء الشعبية.
واعتبر أن الهدف الحقيقي للميليشيات من وراء محاولة فرض تشكيل مثل هذه اللجان يتمثل في الدفع بأعضاء هذه اللجان للمشاركة في القتال.
وكشف مارش عن اختطاف الميليشيات الإيرانية العديد من عقال الحارات والوجاهات الاجتماعية التي رفضت الإسهام في تشكيل اللجان الشعبية، عبر حث سكان الأحياء للانخراط في عضويتها.
وشددت ميليشيات الحوثي الإيرانية إجراءات احتجاز محافظ الحديدة حسن الهيج، الموضوع قيد الإقامة الجبرية، حسبما أفاد مراسل «سكاي نيوز عربية» في اليمن.

وكلّف الانقلابيون وكيل المحافظة محمد عياش قحيم بمهام منصب المحافظ، وسط تعاظم الخلافات بين المسؤولين المحليين الموالين لهم.

وكان الهيج مقرباً من الميليشيات الانقلابية، إلا أن الخلافات التي طفت على السطح على وقع الهزائم الميدانية التي تعرض لها الحوثيون في الحديدة غربي اليمن، أدت إلى عزله.
وتتزامن هذه الخلافات بين الانقلابيين مع تقدم القوات المشتركة في معركة الحديدة، واقترابها من الميناء الأهم في اليمن على ساحل البحر الأحمر، بعد سيطرتها على مطار الحديدة.

وسيمثل استعادة الحديدة بالكامل، أكبر ضربة للانقلابيين الحوثيين منذ انقلابهم على السلطة الشرعية في اليمن في سبتمبر/ أيلول 2014.
وتلجأ ميليشيات الحوثي حالياً إلى تجنيد المدنيين والضباط السابقين، وإرسالهم إلى جبهات القتال في الساحل الغربي، وتهدد الرافضين منهم بالفصل من أعمالهم.
ويتكبد الحوثيون خسائر كبيرة عدداً وعتاداً يومياً في مختلف الجبهات، بالتزامن مع عزوف كليّ لمعظم السكان الخاضعين لسيطرتها عن الانضمام إلى صفوفها والمشاركة في حربها العبثية.
إلى جانب ذلك ما زالت الميليشيات تفرض حصاراً على نزلاء السجن المركزي بالحديدة، بعد أن قتلت ثلاثة منهم، وأصابت عشرين آخرين في وقت متأخر مساء أول أمس الخميس، إثر اقتحامها السجن، ومحاولتها نقل السجناء عبر شاحنات إلى خطوط المواجهات، وهو الأمر الذي رفضه النزلاء، ما حدا بعناصر الميليشيات إلى استخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.
وأفادت مصادر محلية أن الميليشيات منعت، أمس الجمعة، أهالي النزلاء من زيارتهم والاطمئنان عليهم، ومنعت تزويدهم بالغذاء وإدخال الأطعمة إليهم، لافتة إلى أن الميليشيات نقلت عدداً من النزلاء يقدر بالعشرات، إلى جهة مجهولة.

وأضافت المصادر المحلية أن الهدف من اقتحام السجن كان نقل أعداد من المساجين في الحديدة إلى محافظة حجة وصنعاء وجهات مجهولة، إضافة إلى نقل المحكوم عليهم بالإعدام إلى الجبهات للقتال في صفوف الانقلابيين، ما أدى إلى احتجاج السجناء على هذه القرارات.
ويخشى السجناء من أن يتم نقلهم إلى أماكن عسكرية، ليتم استخدامهم كدروع بشرية، كما وقع في أوقات سابقة في عدة مناطق باليمن، حسب المصادر.

ونشر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، تسجيلاً تداوله ناشطون يمنيون على شبكات التواصل الاجتماعي، قالوا إنه أول فيديو من داخل سجن الحديدة عقب اعتداء الميليشيات الحوثية على نزلاء السجن؛ بسبب رفضهم لعملية نقلهم إلى مكان آخر.