في اليوم العالمي للمرأة.. نساء اليمن ضحية القتل والتشريد وخدلان المنظمات الحقوقية
قالت الدكتورة نوال الحنحنة المحاضرة في جامعة صنعاء إن المرأة اليمنية صارت إما نازحة داخل الوطن "بسبب عصابات الانقلاب التي أخرجت النساء من بيوتهن وشردت أسرهن واعتدت عليهم، أو نازحة خارج الوطن تبحث عن إقامة وسكن ولقمة العيش".
وفي ندوة عقدت يوم الأربعاء في العاصمة الماليزية كوالا لمبور أكدت نوال الحنحنة أن الإنقلابيين لم يراعوا أياً من أخلاقيات وقوانين الحرب تجاه النساء،ووأن ذلك "يؤدي إلى غياب القيود الطبيعية على الأفعال العنيفة الموجهة ضد المرأة".
الندوة التي نظمها مركز الدراسات اليمنية "يمنيون" بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ناقشت "مستقبل المرأة اليمنية بعد الحرب" اعتبرت المحاضرة في جامعة صنعاء نوال الحنحنة العنف ضد المرأة، بأنه "سلاح من أسلحة الحرب الذي تعمدت الميلشيات استخدامه بغرض نشر الرعب، وزعزعة المجتمع، وكسر مقاومته".
واستنكرت صمت منظمات الحقوق والحريات، تجاه ما تعرضت له المرأة من دماج إلى عمران وصنعاء وتعز وعدن وكل اليمن، واصفة إياها بـ" الوجه القبيح الآخر للانقلاب".
وبينت أن المرأة قامت بأدوار بارزة في ثورة فبراير 2011، وستكون شريكا فاعلا للرجل في مختلف المجالات عقب انتهاء الحرب، مشيرة إلى دور الرجل الداعم لها من أجل الوصول للمشاركة السياسية الحقيقية في صنع القرار وصياغته، فهي ليست ممثلة فعليا في مناصب صنع القرار.
وطالبت بإعداد برامج تأهيل النساء، اللائي صنعن الحضارات والثورات من بلقيس إلى توكل كرمان، وذلك لإدارة مؤسسات الدولة، وليقمن بدورهن بعد انتهاء الحرب، مشيدة بالمرأة التي تدفع نتائج الحرب الكارثية التي تمر بها اليمن، والتي ستكون قادرة على إعادة البناء الاجتماعي والنفسي.
بدورها تحدثت مدير نادي الأسرة السعيدة وفاء الصلاحي، عن تأثير الحرب على المرأة اليمنية، وقالت إن معاناتها بدأت من قبل الحرب وليست وليدة اللحظة.
وأفادت أن المرأة لم تعد تخاف من الموت، فهو في ظل الحرب راحة من وجعها، مشيرة إلى تدهور الأوضاع المختلفة في اليمن في ظل الحرب التي شردت قرابة 3 مليون داخل البلد، فضلا عن مقتل 666 امرأة منذ بداية الحرب في أبريل/ نيسان 2015، وحتى نهاية يناير/كانون الثاني 2017.وأشارت إلى أن المرأة وبرغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها، كانت هي أول من خرجت في مظاهرة سلمية بتعز رفضا للانقلاب.
حضر الندوة التي نضمها مركز" يمنيون عديد من الأكاديميين والمهتمين بهذا اليوم، وأثروا النقاش والأفكار التي طرحت خلالها. ويعد مركز الدراسات اليمنية (يمنيون) مؤسسة يمنية بحثية متخصصة في الدراسات اليمنية الإنسانية والانثربولوجية، والدارسات التاريخية والاقتصادية والسياسية والعلاقات اليمنية المختلفة مع دول ومنظمات العالم، تأسست في 2015 في المهجر، وحسب القائمين على المركز فإنه يهدف إلى جمع وتوثيق الدراسات اليمنية المتخصصة في التاريخ والعلاقات المختلفة بين اليمن ودول العالم، لإبراز الوجه الحضاري والثقافي لليمن، وكذلك للتواصل مع الإنسان اليمني -ذي الجذور اليمنية الضاربة في التاريخ-باعتباره امتدادا ثقافيا وحضاريا لبلده اليمن
.