واعد الجنوب اعتقل مرتين في عدن وانتصر في الضالع واستشهد في ردفان (تقرير)

 نشأته 

نشأ واعد عبده صالح مثنى الحداد في مدينة العوابل عاصمة مديرية الشعيب

ولد في 1989م درس الابتدائية في مدرسة الشهيد محمد بن محمد العبادي وأكمل دراسته الثانوية في ثانوية العبادي .

 ( واعد الجنوب ) كما كان يحلو للبعض تسميته وكما أطلق على اسم صفحته في الفيس بوك، تميز واعد الجنوب بحسن السيرة والسلوك وأخلاقه العالية وتواضعه مع الجميع كان يعتبر قدوة في سلوكه وتعامله مع الجميع هادئ وغالبا يعمل بصمت انخرط مبكرا في صفوف الثورة الجنوبية وعمل وشارك في كل قرى ومناطق الجنوب لحشد الجماهير وشحذ الهمم والبحث عن وطن جنوبي حر وعيش كريم كانت علاقات واعد طيبة مع جميع قادة الثورة وعمل معهم جميعا دون تفرقة أو موالاة لقائد دون الاخر .

تخرج من الثانوية العامة في عام 2008 م وعمل مع رفاقه الشباب في المشاركة في المسيرات الطلابية داخل المديرية وخارجها وعمل مع القادة على منح فرص أكثر للشباب للمشاركة، فكان يردد دائما المستقبل مستقبلنا نحن الشباب ويجب علينا تقديم الغالي و الرخيص لأجل وطننا الغالي .

( مرحلة السجن والكفاح )

7/7/2009م تم اعتقاله في العاصمة عدن في الذكرى الثانية لانطلاق ثورة الجنوب وزج به في سجن المنصورة مع العشرات من أبناء الجنوب، وبعد متابعات حثيثة تم إطلاق سراحه بعد نصف شهر من اعتقاله ، زادت معنوياته قوة وصمودا بعد خروجه من السجن ، وزاد حقده على عصابة صنعاء وأذنابها وظل واعد الجنوب يصول و يجول في كل المحافظات الجنوبية حاملا ثورة داخل قلبه لن تنطفئ إلا بعودة الوطن الجنوبي .

وتم اعتقاله مرة أخرى في الذكرى الـ 42 لثورة ٣٠ نوفمبر ٢٠٠٩ وتم زجه في سجن المنصورة ومنع عنه الزيارة لمدة شهر كامل قضاها في سجن العدو وبعد ضمانات من أجل خروجه من السجن، خرج البطل وغيّر كل الاتفاقيات، وكان يقول لرفاقه هذا وطننا وهم غزاة، لقد نكثوا باتفاقيات الوحدة ويريدون منا أن نلتزم لهم باتفاقياتنا معهم .

( الدراسة والنضال الواعي )

في2010 م التحق واعد الجنوب بكلية العلوم الإدارية تخصص محاسبة وهناك أشعل ثورة داخل صفوف الجامعة، أخلاقه وطريقة تعامله مكنته من تغيير أفكار عددٍ من رفاقه الطلاب وجعلهم يؤازرون ثورة الجنوب ، عمل واعد بكل حرية وشجاعة داخل الجامعة رغم المضايقات الجسيمة من إدارة الجامعة والبطش الهمجي من قبل عصابة العدو، لكنهم لم يستسلموا وظل واعد ورفاقه أقوياء حتى سمع صدى أصواتهم الجميع ، لم يكن واعد ثورة داخل الجامعة فقط بل كان خارج الجامعة واحدا من حملة الفكر الجنوبي ساهم كثيرا في جمع وجهات النظر وتوحيد مكونات الثورة الجنوبية وحل كثيرٍ من الخلافات داخل صف الثورة ومساهمته في بث روح المحبة والإخاء داخل الثورة وخارجها ، كان واعد الجنوب مشاركا في التنظيمات السرية المسلحة التي كانت تهاجم معسكرات العدو عقب اعتداءاتهم على ضالع الصمود وخصوصا أيام المسيرات السلمية ومجزرة سناح التي أجبرت كل جنوبي على حمل السلاح والانتصار لكل دماء الشهداء .

2014 غادر أسوار جامعة عدن منتصرا لحلمه الذي جد واجتهد وكافح لأجله كثيرا حاملا شهادة البكالريوس من قسم المحاسبة ، فخلال سنوات دراسته تحمل هم الجامعة وهموم الوطن وظروفه الصعبة التي كانت تعيق أحلامه أحيانا، لكنه قدم كل ما بوسعه وحصد حلمه الواعد بعد سنين من البذل و العطاء .

( حلم الزواج ووجع الفراق )

في 2015 م حلم واعد بالخروج من حياة العزوبية وأعد العدة للدخول للقفص الذهبي والعيش مع شريكة حياته التي حلم بها سنوات، كان واعد الجنوب على أهبة الاستعداد لتدشين حفل زفافه، فاشترى الذهب وجهز معظم متطلبات الزفاف، لكن الحرب العفاشية والحوثة وقفت عائقا أمام أحلام واعد وبقي حائرا بين الانتصار لحبيبته أو لوطنه قرر واعد الانتصار للوطن وتأجيل حلم الزفاف حتى إشعار آخر .

خرج واعد الجنوب ورفاقه مدافعين عن الأرض والعرض، فوقفوا جبالا صلبة أمام أحلام عفاش و الحوثي كسروا شوكته ومرغوا أنفه في التراب وطردوه من الضالع خائبا ذليلا  لا يلوي على شيء، فمدينة الصمود لا تقبل الغزاة و القتلة ولو كلفها حياة أبنائها جميعا ، لم تتوقف أحلام واعد الجنوب في تحرير الضالع فاسمه واعد الجنوب ووطنه كل الجنوب، انخرط واعد ومعه عدة كتائب من المقاومة باتجاه ردفان وهناك انطلق واعد الجنوب إلى خطوط التماس مع العدو وسطر أروع ملاحم الفداء والصمود وفي تاريخ 29/7/2015م تقدم واعد الجنوب ومعه ثلاثة من رفاقه في أقوى معركة بين المقاومة و العدو، دخل واعد ورفاقه في المدرعة وقذائف العدو تنطلق نحوهم، انتشر واعد و رفيق دربه رياض عبدالله شكع في أحد جبال ردفان وأثناء اشتباكهم مع العدو اتجهت نحوهم إحدى قذائف المدفعية مصوبة واعد الجنوب و رياض شكع وعلى إثرها سقطا شهداء سقيا بدمائهما الشريفة تربة الجنوب مقدمين أرواحهم قرباناً للجنوب .

استشهاد واعد الجنوب كارثة هزت الجنوب، حزن باستشهاده كل من عرفه فباستشهاده خسرت العوابل و الجنوب واحدا من أنبل شبابها .

لم ينسه رفاقه ومحبوه، فقد سعى الشهيد واعد الجنوب ومعه الكثير، أبرزهم العميد شلال شائع والشيخ محمد حسين وعدد من المغتربين من أبناء العوابل في تأسيس معسكر النصر لتدريب الشباب وإرسالهم إلى جبهات القتال أثناء الحرب وبعد استشهاد واعد تم تجميع الكتائب من معظم قرى الشعيب تحت اسم كتائب الشهيد واعد، أعلنت عن نفسها رسميا في عام 2016 بحضور العميد شلال شائع وقائد المقاومة الشعبية في الشعيب الشيخ محمد حسين الخيلي ومدير المجلس المحلي وعدد من قادة المقاومة من عدن وأبين ولحج و الضالع وتضم كتائب الشهيد واعد الجنوب أكثر من ألف مقاتل .

همسة محب

حسام عبده صالح الأخ الأصغر للشهيد واعد الجنوب تكلم بحزن قائلا: واعد الجنوب كان أخا وأبا وصديقا، حمل هم الوطن على عاتقه منذ بداية الثورة، وحين انطلقت الحرب على الجنوب لم يتراجع وانطلق مع أوائل الثوار، أخّر حفل زفافه الذي كان يرتب له منذ فترة، لكن إرادة الله كانت فوق إراداتنا حقق حلمه ونال الشهادة التي تمناها، استشهاد واعد صنع لنا وجعا لن ننساه إلى الأبد، لكن التفاف الجميع حولنا أشعرنا بأننا لسنا وحدنا خسرنا واعد فواعد خسره الجميع، رحمك الله يا واعد وأسكنك فسيح جنانه .

أما الشيخ محمد حسين الخيلي قائد معسكر النصر فعلق عن خسارتهم بفقد الشهيد واعد الجنوب، لا أستطيع التعبير وشرح حجم الخسارة الكبيرة التي خسرناها برحيل واعد الجنوب، فقد كان نعم الأخ والرفيق والصديق المخلص الوفي الطموح الثائر الغيور الذي يؤثر الاخرين عن نفسه، يحب الخير للجميع ساعد الجميع وعمل ليل ونهار من أجل تحرير واستقلال وطننا الغالي، لم أجد شابا يحمل الروح التي كان يحملها شهيدنا واعد الجنوب عزيمة وإصرار وإقدام وشجاعة، لا أستطيع الوفاء بحقه أو أصف ولو الشيء القليل من الصفات التي كان يتحلى بها، آه يا عادل فوالله إن خسارتنا لواعد لا تضاهيها خسارة، آه يا عادل لقد كانت فاجعتنا برحيله لا تضاهيها فاجعة وما كتائب الشهيد واعد إلا قليلا من الوفاء ورد الجميل لشهيدنا الواعد رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه .