بالصــور : لاجئة سورية تأمل في المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو
تأمل اللاجئة السورية، يسرى مارديني، أن تشارك في الألعاب الأولمبية المقرر تنظيمها في شهر أغسطس/آب في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل.
وسيشارك فريق صغير يمثل لاجئين ينتمون إلى بلدان مختلفة بمن فيهم لاجئون سوريون في دورة الألعاب الأولمبية في ريو.
وتقول يسرى مارديني البالغة من العمر 18 عاما "أرغب في يكون اللاجئون فخورين بي. أريد أن أشجعهم".
وفرت مارديني مع أسرتها من العاصمة دمشق برفقة أختها الكبرى، سارة، في أغسطس/آب الماضي، ونجت من رحلة محفوفة بالمخاطر عند عبور بحر إيجه في محاولة للوصول إلى الشواطئ الأوروبية.
وقالت مارديني التي انضم إليها باقي أفراد أسرتها في ألمانيا "دمر منزلنا. لم يعد لنا أي شيء نملكه".
وغادرت الأسرة دمشق في أغسطس/آب وانضمت إلى موجة من اللاجئين السوريين الذين فقدوا الأمل في انتهاء النزاع الذي يشهده بلدهم.
وانتقلت أولا إلى لبنان ومن ثم إلى تركيا.
ثم دفعت أموالا إلى مهربين لينقلوهم إلى اليونان عبر الممرات المائية التي تفصل بين البلدين.
وفشلت المحاولة الأولى للعبور عندما اعترض خفر السواحل الأتراك المركب الذين كانوا يستقلونه وأعادوه من حيث انطلق.
واضطر ركاب المركب الذين كان عددهم يتراوح ما بين 20 شخصا في المحاولة الثانية إلى إلقاء أغراضهم في البحر لإبقاء المركب عائما بسبب هبوب رياح قوية في بحر إيجه.
لكن ذلك لم يكن كافيا. ولهذا، فقزت يسرى وأختها سارة وشخص آخر إلى مياه البحر لتخفيف حمولة المركب وإبقائه عائما.
وقالت يسرى تعليقا على ما حدث "كان الأمر سيكون مخزيا لو لم نساعد الأشخاص الذين كانوا معنا لأن بعض الركاب لم يكونوا قادرين على السباحة. وطبعا كرهت البحر بعد هذه التجربة. لقد كانت صعبة بكل ما في الكلمة من معنى".
تشبثت الفتيات بجانب المركب الصغير لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة حتى وصل إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.
ثم بدأوا رحلة إلى مقدونيا وصربيا والمجر. وكان عليهم أن يختبئوا من الشرطة الصربية في حقول الذرة حتى يصلوا إلى المجر المجاورة.
وقالت مارديني "قبض على الكثير من اللاجئين".
أعطاهم غرباء ملابس في حين انتزع آخرون منهم ما يملكون من متاع قليل. قُبِض عليهم في في المعابر الحدودية واضطروا إلى شراء تذاكر غالية في المجر بعدما رفضت السلطات توفير قطار للاجئين.
ووصلت الأخوات إلى النمسا ثم إلى ألمانيا. وبعد وصولهن إلى برلين، ساعدهم مترجم فوري مصري يعيش في ألمانيا في التعرف على المسبح المحلي.
وقال المسؤولون على المسبح إنهم فوجئوا بالتقدم الكبير الذي أبدته يسرى في مجال السباحة، وحظوظها كبيرة في الترشح للألعاب الأولمبية ممثلة للاجئين.
ومارديني من ضمن 43 لاجئا من بلدان مختلفة يأملون في المشاركة في فريق سيتكون على الأرجح من 5 إلى 10 لاعبين تحت راية "فريق الرياضيين اللاجئين المشاركين في الألعاب الأولمبية".
وكانت الاختان مارديني من بين ألمع السباحات السوريات قبل أن تندلع الأزمة السورية في عام 2011.
واضطرت الأسرة إلى الانتقال إلى أماكن أكثر أمانا في سوريا لكن احتدام الحرب الأهلية حال دون الاستمرار في تطوير مهاراتهن في مجال السباحة.
وتتدرب مارديني الآن على السباحة في مسبح بُنِي بمناسبة تنظيم الألعاب الأولمبية في عام 1936 في ألمانيا في عهد الزعيم النازي، أدولف هتلر.
وقال رئيس اللجنة الدولية الأولمبية، توماس باخ "نساعدهم على جعل حلمهم في التألق الرياضي حقيقة حتى لو كانوا هربوا من الحرب والعنف".
وسيصدر قرار نهائي بشأن حجم الفريق وأعضائه في شهر يونيو/حزيران المقبل.
.