50 ألف امرأة ضحية الختان في فرنسا
أرسلت بينتا ديالو، قبل أيام قليلة، التماساً عبر شبكة الإنترنت، لعناية وزيرة التربية والتعليم الفرنسية، المغربية الأصل، نجاة فالو بلقاسم.
وتطالب بينتا، البالغة 25 عاماً، في هذا الالتماس، الذي وقع عليه أكثر من 84 ألف شخص، بإدراج موضوع الختان في خطة وطنية للتوعية بالعنف ضد المرأة، في إطار المؤسسات التعليمية.
وقالت بينتا ديالو، الناشطة في مجال محاربة العنف ضد المرأة: “لقد سمعت بختان الإناث لأول مرة عندما كان عمري 4 سنوات، اكتشفتُ ذلك خلال إقامة قصيرة في ساحل العاج، موطن والديّ، من فتاة صغيرة كانت تعيش معنا”.
وأضافت: “لا أذكر كيف بدأت المحادثة بيننا في هذا الموضوع، أتذكر فقط كيف تمددت على السرير وكشف لي عن الجزء الحميمي من جسدها، اكتشفت فجأة أنها تختلف عني في هذا الجزء الحساس! في ذلك الوقت لم أسأل نفسي حول هذا الموضوع، كنت مذهولة فقط، وقد ظلت هذه الصورة راسخة في ذاكرتي”.
وأشارت بينتا، التي تنتمي إلى ثقافة يمارس فيها الختان على نطاق واسع، أنها كثيراً ما كانت تطرح الأسئلة من حولها حول هذه الظاهرة، لكنها لم تتلق إجابات شافية، وتابعت: “كانوا يكتفون بالقول إنها عادة طيبة”.
دوافع كثيرة
وتضيف: “وعندما كبرت تحدثت في هذا الموضوع مع أعضاء من عائلتي، ومع أشخاص من مجتمعي، ومن مجتمعات أخرى تمارس ختان الإناث، وكانت واحدة من أكثر الأسباب التي ذُكرت أن هذه المجتمعات تمارس ختان الفتيات الصغيرات حتى يتعقلن ولا يقتربن من الذكور”.
وتتابع: “ومن خلال قيامي بالبحث في هذا الشأن وجدت المئات من الأسباب التي تفسر فوائد هذه الممارسة، لكني وجدت أنه يستحيل علي أن أؤيدها أو أن أوافق عليها، وكنت على يقين أني سأحارب ضد هذه الظاهرة.
30 مليون فتاة مرشحة
ووفقاً للأمم المتحدة، فقد خضعت أكثر من 125 مليون امرأة لبتر الأعضاء التناسلية أو لختان الإناث، ومن المتوقع أن تخضع نحو 30 ألف فتاة للختان في العقد المقبل.
وتقول “الإكسبريس” الفرنسية، في تحليل لها، أنه مع ذلك وبفضل حملات التوعية العديدة المنددة بعواقب ختان الإناث الخطيرة، انخفضت هذه الممارسة في بعض البلدان، ولكنها ما تزال قائمة في العديد من البلدان الأخرى.
فرنسا ليست بمنأى
وتؤكد بينتا أن فرنسا ليست بمنأى عن هذه الآفة، ففي هذا البلد أكثر من 50 ألف امرأة تخضع قسراً للختان أو هن معرضات له.
وتشير هذه الناشطة إلى أنه على الرغم من أن ختان الإناث محظور في فرنسا، فإن هذه الممارسة تطال العديد من فتيات الجاليات المعنية، المقيمة في فرنسا، حيث يتم ختانهن أثناء زيارتهن لبلدانهن الأصلية.
وتقول بينتا أن الدكتور بيير فولد، وهو طبيب جراح مشهور، شاهد كل يوم، حيث يؤكد أن ضحايا كثيرات يلجأن إليه لإصلاح التشوهات التي يتعرضن إليها نتيجة الختان.
ولهذا تطالب بينتا وزيرة التربية والتعليم بإدراج موضوع الختان في خطة التوعية الوطنية في المدارس.
وترى هذه الناشطة أن موضوع الختان من التابوهات التي يجب على المدرسة أن تتطرق لها، لأن كسر هذه التابوهات من الطرق الفعالة لكي تغير الذهنيات هذه الممارسة التقليدية العريقة، وحتى تتطور مكانة المرأة ودورها في المجتمع.
وتؤكد أن تشجيع تعليم الفتيات ضروري حتى لا يكررن هذه الممارسة مع أطفالهن مستقبلاً، فمن الضروري أن يدرك الجميع خطورة هذه الممارسة التي، في الحالات القصوى، تؤدي إلى تدمير حياة الكثير من الفتيات.
.