فضيحة : بيع لاعب منتخب اليمن لـ قطر بـ 100 الف دولار .. وعرض باقي اللاعبين على الاندية

كتب – سامي العمري :

كشف مصدر في الاتحاد اليمني العام لكرة القدم أن رئيس الاتحاد شاجع المقدشي باع نجم المنتخب الوطني، العداء ياسر باغراب الذي يعد حالياً أفضل عداء يمني ناشئ، إلى الاتحاد القطري في صفقة بلغت قيمتها نحو 100 ألف دولار.

وأكد المصدر في تصريح نشره ملحق " اليمن اليوم الرياضي" أن المقدشي استكمل الأسبوع الماضي إجراءات الصفقة التي تضمنت منح النجم اليمني ياسر باغراب جنسية قطري للمشاركة في المحافل الخارجية باسم قطر، مشيرا إلى أن الجنسية تقتصر فقط على منح اللاعب الجواز القطري فقط ويمكن سحبه في أي وقت كما يعمل هذا البلد مع جميع اللاعبين المجنسين لديه.

ووفقا للوائح الدولية، فإن باغراب لن يتمكن من المشاركة باسم قطر في أي محفل خارجي إلا بعد مرور عامين من حصوله على الجنسية القطرية، لأنه كان مسجلا في الاتحاد الدولي باسم اليمن، وحقق نتائج متميزة خلال الفترة الماضية منها تأهله إلى نهائيات بطولة العالم لناشئي ألعاب القوى بعد إحرازه برونزية المركز الثالث في البطولة الآسيوية للناشئين التي جرت في الدوحة خلال مايو من العام الماضي، وكذا تحقيقه بعد ذلك بشهرين برونزية المركز الثالث في البطولة العربية للناشئين التي جرت في تونس.

جنسية الجواز فقط

 ولفت المصدر إلى أن قطر ستقوم بإعداد وتدريب العداء الصغير ياسر باغراب طوال فترة العامين المحددين في اللوائح الدولية، قبل أن يشارك باسم قطر في المحافل الدولية والعربية، وفي حال لم يكن مستوى باغراب مقنعا فإنها ستسحب منه جواز السفر، لتقضي بذلك على مستقبله كما تفعل مع غيره من اللاعبين المجنسين.

  وأوضح المصدر أن عملية البيع والشراء جاءت بعد قرابة عام ظل فيه لاعبو المنتخب الوطني لألعاب القوى في معسكر خارجي في قطر منذ بدء العمليات العسكرية في اليمن في 26 مارس 2015م.. مشيرا إلى أن طول مدة معسكر المنتخب في قطر كانت متعمدة من قبل رئيس الاتحاد.

عمولات المقدشي

 وكشف المصدر عن أن رئيس الاتحاد اليمني شاجع المقدشي الذي استلم مبلغ كبير كعمولة لبيع العداء باغراب، حاول أيضاً بيع ستة آخرين من لاعبي المنتخب الوطني لألعاب القوى غير أن الاتحاد القطري رفض شرائهم، وعرضهم على أندية قطرية بواسطة تعميم أصدره لمن يرغب في شراء لاعبين يمنيين، وذلك للتخلص من الحمل الثقيل حيث بلغت مديونية الاتحاد القطري لدى اللجنة الأولمبية القطرية مليون ريال قطري هي تكاليف إقامة المنتخب الوطني في الدوحة.

  وأشار إلى أن الأندية القطرية رفضت شراء اللاعبين، وفضل بعضها إبرام عقود احتراف مع اللاعبين الستة وبأجر زهيد، وهو ما تم فعلا الأسبوع الماضي حيث سيستلم كل لاعب نحو 800 دولار كراتب شهري بالإضافة إلى تأمين السكن والغذاء فقط، مؤكدا أن هذه العقود مجحفة جدا وتعامل اللاعبين كعبيد لا كمحترفين، علما أن المقدشي استلم عن عقودهم عمولات أخرى.

تحول رئيس الاتحاد لسمسار

 ولفت إلى أن المقدشي أفهم المسؤولين في قطر والسعودية أنه مستهدف من الحوثيين في اليمن، مستغلا في ذلك تشابه لقبه مع لقب رئيس هيئة الأركان لقوات هادي، محمد المقدشي.

 وبيّن المصدر أن المقدشي قام بإغراء اللاعب الناشئ باغراب بالأموال القطرية، سيما وأن الحالة المادية للاعب وأسرته سيئة للغاية فضلا عن مرض والده، فما كان من اللاعب الصغير سوى الموافقة على عرض المقدشي، الأمر الذي شجع بقية لاعبي المنتخب على إتباع نفس سلوك زميلهم غير أن جهود المقدشي في إقناع الاتحاد القطري وأنديته في شراء وتجنيس بقية اللاعبين باءت بالفشل واضطر للموافقة على إبرام عقود احتراف للاعبين في أندية قطرية على أمل ارتفاع مستوياتهم وبيعهم لها لاحقا.

 وأشار إلى أن القطريين ضغطوا على بعثة اليمن بعدم تجديد التأشيرات، لأنهم كانوا يريدون شراء باغراب وحده بعدما عرضه المقدشي عليهم وبعد تأكيد مدرب منتخب قطر بأنه خامة متميزة.. مبيناً أن الاتحاد القطري طلب باغراب للمشاركة في بطولة محلية في الدوحة، لكن الجهاز الفني لمنتخب اليمن رفض ذلك باعتباره ضمن بعثة المنتخب، قبل أن يأتي المقدشي على جناح السرعة من الرياض إلى الدوحة ليسلمهم باغراب.

 ولفت المصدر إلى اللاعب ياسر باغراب انضم عمليا من الأسبوع الماضي إلى منتخب قطر لألعاب القوى ويمارس تدريبات يومية معه.

وتحدث المصدر لـ"اليمن اليوم الرياضي" عن فساد مهول في اتحاد ألعاب القوى وبتواطؤ بعض قيادات قطاع الرياضة بوزارة الشباب، كما تحدث عن التعامل المهين من قبل المقدشي وأمينه العام عبيد عليان مع اللاعبين الذين حولهم الأخير إلى مادة للشحت من الجمعيات الخيرية في قطر.

 وقال المصدر أن القصة تبدأ عندما غادرت بعثة المنتخب الوطني لألعاب القوى اليمن قبل ثلاثة أيام من بدء العمليات العسكرية في اليمن في 26 مارس العام الماضي، حيث كان المنتخب في الصين للمشاركة في بطولة العالم لاختراق الضاحية، بينما كان رئيس الاتحاد في اليمن، وتفاجئت البعثة وهي في الصين ببدء العدوان، ثم تفاجأت بالمقدشي وهو يتواصل معهم من الأردن، وأبلغهم بأنه لا يمكن العودة إلى اليمن، ووجه البعثة بالعودة إلى قطر بعد انتهاء مشاركتها في الصين حيث ستصلهم التأشيرات.

عليان الدوحة ومقدشي الرياض

 وأضاف المصدر "وصلت البعثة إلى قطر وانضم إليها بعض اللاعبين ليقيموا معسكرا خارجيا في قطر وجلسنا هناك على حساب قطر التي تكفلت بالسكن والتغذية وبعض المواصلات، وبتكلفة مشاركة المنتخب في البطولة الآسيوية للناشئين، وأقنع المقدشي بعثة المنتخب بأن اليمن تدمر ولم يعد بالإمكان العودة، والمواطنين هناك لا يجدون ما يأكلون، وبالعفل ظل المنتخب منذ مارس من العام الماضي وحتى الأسبوع الماضي في معسكر قطر بمعية أمين عام الاتحاد اليمني لألعاب القوى عبيد عليان، فيما كان المقدشي مستقر بالرياض حيث منحت له شقة سكن، ولم يزر المنتخب إلا نادراً، وطوال هذه الفترة ظلت البعثة بدون مصروفات، وكان كلما زاد ضغط اللاعبين في طلب مصروف لهم، جاء إليهم المقدشي وهو زعلان منهم، ويقول لهم إنه لايملك أي فلس ويحمدوا الله لأنهم يأكلون ويشربون.. ووصل الأمر إلى تهديده اللاعبين بترحيلهم إلى اليمن في حال استمروا في المطالبة، ولم يصرف للاعبين طوال العام كاملا سوى 200 دولار فقط".

الشحت باسم منتخب اليمن

 وتابع المصدر "الشهر الماضي زاد ضغط اللاعبين للحصول على مصروف مالي، وبعد أسبوع جاء أمين عام الاتحاد عبيد عليان ووزع نحو 200 دولار جديدة للاعبين، وعندما سُأل عن مصدرها، قال لهم: قدمتها جمعية خيرية مساعدة لنا بعد أن ذهبت إليهم وعرضت عليهم حالتنا.. عندها أصيب عدد من أعضاء البعثة بصدمة كبيرة وشعروا بإهانة كبيرة ليس في حقهم وحسب بل وفي حق وطنهم أيضا، فقرروا العودة لليمن، وبالفعل عاد المدرب ومعه ثلاثة لاعبين مطلع فبراير الجاري بعد أن شاركوا في ماراثون بغداد".

الحقيقة المرة

 واستطرد "اكتشف الجميع فيما بعد أن المقدشي كان يتسلم مخصصات الاتحاد التي ترسل له من اليمن إلى مقره بالرياض، حيث كانت وزارة الشباب وصندوق رعاية النشء والرياضة يصرفان له المخصصات بدعوى أن المنتخب الوطني في معسكر خارجي طويل ويشارك في بطولات خارجية رغم أن المعسكر وجزء من المشاركات تكفلت بها قطر.. وذلك ما شكل صدمة لبعثة المنتخب لأن المقدشي كان يقول لهم باستمرار: لا يمكننا العودة إلى اليمن، لا أحد يستطيع العودة إلى اليمن بسبب الحصار، ولا يوجد لدينا أموال نصرفها لكم".

 وأكمل المصدر "عندها اكتشف أفراد البعثة أن المقدشي كان يستخدمهم للاسترزاق، وأن إقناعه لهم بالاستمرار في معسكر قطر، لم يكن سوى خدمة لمصلحته الشخصية، حيث كان يتسلم وهو في الرياض تكاليف المعسكر والمشاركات من اليمن، بينما المعسكر والمشاركات على حساب قطر".

قوى اليمن من بيوت الشباب بقطر

 وكشف المصدر عن أن الاتحاد اليمني لألعاب القوى بات يدار حالياً من بيوت الشباب في قطر سيما بعد أن انضم إلى الأمين العام، قبل نحو أسبوعين، كل من المشرف الفني رضوان شاني، وعضو الاتحاد مجاهد الصراحة ليشكلوا هناك خلية لإدارة القوى اليمنية ومشاركاتها داخل الوطن وخارجه.

تواطؤ قطاع الرياضة

 وأشار المصدر إلى احتمال كبير لوجود تواطؤ من قبل قطاع الرياضة بوزارة الشباب والرياضة مع المقدشي، مؤكدا أنه كان يبلغ مسؤولي القطاع بكل ما يحدث للمنتخب وتصرفات رئيس الاتحاد، لكن القطاع وبدلا من التحقق من الأمر، كان يسهل وصول أموال الاتحاد إلى المقدشي الذي كان يتواصل مع تلك القيادات من الرياض ويغريهم ببعض الأمور.

شيكات الرياض تصرف في صنعاء

 ولفت مصدر إلى أن المذكرات والشيكات كانت تأتي من الرياض إلى اليمن مع مغتربين عائدين للوطن وموقعة من رئيس الاتحاد المقدشي وأمينه العام عليان، ليتم التعامل معها وصرفها من البنك وتحويل الأموال إلى مقدشي الرياض طوال العام الماضي، دون أن يحاسبه أحد عن مصير الأموال التي كانت تصرف كأقساط.

 وأضاف "اتحادنا مستأجر مقر ضخم في صنعاء ويدفع 900 دولار كإيجار شهري، وذلك عبث كبير بأموال الاتحاد لأن المقر تحول الآن إلى لوكندة للراحة والنوم.. وما خفي كان أعظم".

ميزانية الاتحاد في جيب المقدشي

 وكشف المصدر أن ميزانية اتحاد ألعاب القوى للعام الماضي 2015 والبالغة قرابة 18 مليون ريال ذهبت إلى مقدشي الرياض، ولم ير منها لاعبو المنتخب سوى 200 دولار فقط، وذلك رغم أن قطر تكفلت بمعسكر المنتخب ومشاركاته، مشيرا إلى أن المقدشي يرسل ببعض المال من الرياض إلى أشخاص معينين في اليمن كي يخلوا العهد بطرق ملتوية وسط تعاون بعض قيادات الوزارة.

 وفيما قلل مصدر فني في الاتحاد يتواجد حاليا في قطر من قضية بيع لاعبي اليمن إلى قطر، مبررا ذلك بأنه يخدم الرياضة اليمنية لأنه يشجع اللاعبين اليمنيين على رفع مستواهم.. سخر مصدر "اليمن اليوم الرياضي" من ذلك المبرر باعتباره يعلّم اللاعبين كيف يبيعون أنفسهم ووطنهم.