حلم ميسي لم تحققه الكرة الخامسة
محمد عيسى
- بدا حفل التتويج بالكرة الذهبية لافضل لاعب بالعالم هادءً وسلساً، دون مشاحنات ومنغصات، حتى افضل لاعب بالعالم الأرجنتيني ليونيل ميسي الفائز بالكرة الذهبية تخلى عن عادته الدائمة بإثارة الحفل عن طريق ملابسة التي كانت دائماً ما تثير الجدل واللغط، وخاصة من انصار المنافس اللدود كريستيانو رونالدو، ففي الحفل الأخير اخرس ميسي منتقديه، وترجل لإستلام الكرة الذهبية الخامسة ببدلة سوداء رسمية انيقة جداً، مع انحسار مشاعر الفرح البهجة كثيراً بفضل حسمه اللقب مبكراً بفضل انجازاته مع فريقه برشلونه الذي فاز معه بكل الالقاب الممكنة، ففاز بالدوري الاسباني، وكأس اسبانيا، ودوري أبطال اوروبا، وكأس السوبر الأوروبي، واخيراً كأس العالم للأندية، فيما فشل الفريق في العام المنصرم من إحراز بطولة واحدة وهي كأس السوبر الإسباني التي خسرها لصالح اتلتيكو بلباو.
دولياً قاد ميسي منتخب بلاده الى نهائي بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) في تشيلي قبل أن يسقط أمام المنتخب التشيلي بركلات الترجيح، وعندما ترجل ميسي لإستلام كرته الخامسة التي فاز بها أعوام 2009 و2010 و2011 و2012، بدا هادئاً، واثق الخطوة يمشي ملكاً، وحرص على مصافحة منافسه رونالد قبل التوجه الى المنصة، دون بكاء ولا دموع ولا مسلسلات ولا انفعالات مصطنعة. كما كانت كلماته متزنة، تخرج منه بثقة، وبادر بشكر الجميع ولم ينسى رفاقه بالفريق، وعبر عن استيائه خلال العامين الماضيين حينما كال كنت يتفرج على تتويج كريستيانو رونالد.
وقد ذهبت الكرة بالفعل لمن يستحقها، بعد ان حقق ميسي كل ما يمكن تحقيقه مع برشلونه، وقاده الى منصات التتويج الخمس في الموسم الماضي ويقوه اليوم لتصدر الدوري وتقديم مستوى مبهر، سواء في تسجيل الأهداف او صناعتها لضلعي الرعب الآخرين في البرشا نيمار وسواريز.
ولكن السوال الذي يطرح نفسه بعد حقق ميسي كل هذا الكم من الإنجازات، وابهر عشاق الليجا وفريق برشلونة، واصبح ظاهرة نادرة بتحطيمه الأرقام القياسية في التسجيل والتمرير والفوز بالاقاب على صعيد الدوري الاسباني او حتى على الصعيد الأوروبي، ويبقى السؤال متى يحمل ميسي كأس العالم؟ وهل ستحقق له الحلم الأكبر؟.
اننا ندرك قيمة البطولات التي يحضدها اللاعب مع فريقه، ولكن لكأس العالم طعم ومذاق خاص لا يعلمه الا من حمل كأس العالم، فما يحتاجه ميسي اليوم، وما هو مطلوب منه لتسطيره في سيرته الذاتية المليئة بالإنجازات والألقاب المحلية والأوروبية ان يسجل له فوزه بكأس العالم، وان تضاف لكم الصور الهائلة للبرغوث الأرجنتيني مع الكؤوس والميداليات والكرات والاحذية الذهبية، صورته وهو يحمل كأس العالم، فهل تتحقق له تلك الأمنية قبل الاعتزال، خاصة وان الفرص تتضاءل كلما تقدمنا بالنسنين، والتي معها يقترب ميسي من طي صفحاته المضيئة مع المستديرة.
.