من نحن | اتصل بنا | الأحد 14 سبتمبر 2025 01:32 مساءً

الأخبار

الوزير نايف البكري يكتب عن ٢٧ رمضان وتحرير عدن

أنباء عدن: الأربعاء 26 مارس 2025 11:10 مساءً
ليلة السابع والعشرين من رمضان، هي الليلة التي رسمت قدر عدن وأعلنت التحولات المصيرية حين خطَّت هذه المدينة بدماء أبنائها وتضحيات قادتها وصبر أهلها أروع الملاحم التي تكللت بانتصار للحاضر والتاريخ.
كان انتصار عدن لحظة فارقة في مسيرة اليمن من أقصاه إلى أقصاه، وأذان فجر جديد بأن تحمل هذه المدينة هم الوطن على أكتافها، وتقود مشروع استعادة الدولة.
دفعت عدن ثمن النصر غاليًا، ولكن قدر الكبار أن يبقوا كبارًا، لتنفض عدن غبار الأشهر العصيبة، وتنتفض من كبوة السقوط، وتتحول من مدينة محاصرة تعاني ويلات الحرب والجوع إلى رمزٍ شامخٍ للإرادة التي لا تلين. هذه البقعة المباركة، التي حملها أبناؤها الشجعان على أكتافهم، أبناءٌ اتسموا بالتحضر والمدنية عبر العصور، وكانوا خيرة الجنود وأشدهم بأسًا حين نادتهم عدن للدفاع عن الأرض والعرض والدين.
مع مطلع رمضان ذاك العام، بدأت عدن تسترد أنفاسها بنبض شبابها، فقاوموا الغزاة في ملحمةٍ نادرة، توحَّد فيها الجميع، وفدوا مدينتهم بالنفس والمال، وبذلوا التضحيات العظيمة، فكانت كل عدن جسدًا واحدًا.
كتبت عدن أنَّ الإرادة أمضى من السلاح، وأنَّ الحق منتصر مهما تفشى الباطل واستكبر، ولقد تحقق ما أرادت حين علت رايات النصر، لتسجل لحظةً تجاوزت الوصف. مزيجًا من الفرح العارم والألم العميق، لترسم دماء الشهداء حروف النصر بضياءٍ لا ينطفئ، وتصدح تهاليل الفرح أخيرًا بعد الطريق العصيب. 
في هذه الذكرى العظيمة، ننسب الفضل لأهل الفضل، فهذا النصر كان نصرًا لدماء الشهداء ممن كانوا عماد المقاومة، فباعوا الأنفس حبًّا للمدينة التي كانت لهم مهدًا ولحدًا. 
كما أنَّ انتصار عدن كان نتيجة منصفة للثابتين على الأرض، المؤمنين بالغيث بعد الشدة، لأبناء عدن وقادتها، الذين ما أرعبتهم الحشود، ولا كسرهم الخذلان، فكانوا درعًا قاوم بالمتاح، ورقمًا لم تتمكن قوة من تجاوزه.
ولم يكن هذا النصر ليترسخ لولا الدعم السخي من التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ودولة الإمارات العربية المتحدة. كان الدعم الجوي والبري بقيادة المملكة حاسمًا في فك الحصار عن الأحياء المكبلة، حتى اكتمل التحرير، وانتصرت الشرعية الدستورية على التمرد الانقلابي. وفي لحظةٍ مفصلية، وصلت المساعدات الإماراتية لتعزز هذا الانتصار، مؤكدةً أخوة الدم والمصير التي تربط اليمن بأشقائه. تلك المعركة الفاصلة في تاريخ الجزيرة العربية أثبتت أن الوحدة والتكاتف هما السلاح الأقوى في وجه التحديات.
وعلى صعيد المقاومة، حرصنا على تنظيم الصفوف والتنسيق الوثيق مع أشقائنا في التحالف عبر عمليات مشتركة، مع الحفاظ على المصالح العامة والخاصة. كان تحرير عدن نقطة تحولٍ استراتيجية في مواجهة المشروع الإيراني بالمنطقة، درسٌ علمنا أن التضحية والتلاحم هما مفتاح النصر، والعمل الموحد تحت راية واحدة هو السبيل لاستعادة اليمن كاملًا. هذه الرؤية التي يقودها اليوم فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وأعضاء المجلس، خلفًا للرئيس هادي، تظل الدعامة الأساسية لكل الجهود والتفاهمات.
نقف اليوم كما كنا دائمًا، في صف الدولة، ملتزمين بالحفاظ على الشرعية، ملتفين حول هدف لملمة الجراح، وتوحيد الصفوف، لنصل بوطننا إلى شاطئ الحرية والاستقلال والتنمية والأمن. تاج النصر هذا هو وسامٌ نضعه على صدور شهدائنا الأبطال،وعلى رأسهم الشهيد القائد علي ناصر هادي واللواء احمد سيف اليافعي والقائد عمر سعيد الصبيحي واللواء صالح الزنداني والشهيد محمد صالح طماح والقائد سامح الحسني والقائد ايمن العقربي وكذلك شهداء تحالف دعم الشرعية في اليمن الذين قدموا أرواحهم ببسالةٍ لا تضاهى، ولأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم وأهلهم كل الشرف والفخر، فما من تضحيةٍ تعلو تضحيتهم، ولا عطاءٍ يسمو فوق عطائهم. رحمهم الله وأسكنهم أعلى الجنان مع الأنبياء والصديقين.
واليوم، ونحن نحيي هذه الذكرى المجيدة، ندرك أن رحلتنا لم تنتهِ بعد. ما زالت المعركة مستمرة لاستعادة كل شبرٍ من اليمن من قبضة الميليشيات. لكن عدن تقف كمنارةٍ تذكرنا بما يمكن أن نحققه بالتلاحم والإرادة. ويبقى واجبنا استعادة مكانتها كمدينة للسلام والمحبة والحرية والثقافة، لتظل نبراسًا يهدي الوطن نحو مستقبلٍ مشرقٍ ومزدهر.
في الختام، فإنَّ من عدن انطلق النصر، ومن عدن بدأ المشوار، ولا رجاء إلا أن تنال هذه المدينة ما تستحق، وأن نستلهم من ذكرى الانتصار أسبابه التي نحتاجها في قيادة كل الوطن إلى بر الأمان.
 
نايف البكري
رئيس مجلس المقاومة
وزير الشباب والرياضة
عضو هيئة التشاور والمصالحة
26 مارس 2025
٢٦ رمضان ١٤٤٦ هـ
 

.

 
المزيد في الأخبار
  المكلا/ خاص  باركت الهيئة التنفيذية لمنسقية المجلس الانتقالي الجنوبي بجامعة حضرموت القرارات الأخيرة الصادرة عن فخامة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي،
المزيد ...
    أ.د مهدي دبان    أشعلت كلماته نار الثوار والتهمت هشيم الاستعمار، فلم يكن عمر عبدالله نسير شاعراً عادياً، بل أيقونة مرحلة وصوت وطن. كتب للأرض فانتمى
المزيد ...
    عدن - 11 سبتمبر 2025م   في أجواء احتفالية مميزة ، شهد مطار عدن الدولي اليوم تدشين عودة رحلات طيران الملكة بلقيس ، وذلك بعد فترة توقف مؤقتة ، حيث يأتي هذا الحدث
المزيد ...
  استمرارًا لجهودها في دعم الخدمات الأساسية وتحسين البنية التحتية بمدينة عدن، سلمت مؤسسة أولاد الصغير التنموية (ZASDF) اليوم مولدًا كهربائيًا بقدرة (1 ميجا) لحقل بئر
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
   تسلّل إلى ذاكرتي وأنا أعود من سفر طويل، ذاك البيت من أغنية فيروز الشهيرة "سهار بعد سهار"،تقول
  لم أكن متفاجئًا بما يُنشر حول نشاط الأستاذة الدكتورة عميده شعلان عندها حيوية ولديها اهتمام بالغ بدراسة
    قرأتُ في فيسبوك ما يمكن اعتباره محاولة  لتقديم المعبقي في صورة "حامي الحمى" المكافح حفاظًا على
    في خطبة الجمعة الماضي، أطلق الشيخ حداد باطبي عبارة مؤثرة لاقت تفاعلاً واسعاً: "العملة قد تهبط ثم ترتفع
  ما حدث مؤخرا وخصوصا خلال اليومين الماضيين، أمر لا يتقبله عقل وخارج حسابات المنطق والعلم. سعر الصرف في
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025