جامعة صنعاء بعد يوم خالد.. أجواء رعب عارمة وقصص عن أحداث اليوم (تقرير)

روت مصادر طلابية في جامعة صنعاء، كيف كانت الأجواء بها صباح اليوم الأحد، عقب الأحداث التي شهدتها يوم أمس الذي وصف بأنه سيظل "خالداً" في ذاكرة اليمنيين.

 وقالت طالبة جامعية لـ (المشهد اليمني) واشترطت عدم كشف هويتها لضمان سلامتها، بأنها لم يسبق لها أن رأت الجامعة بهذا الحال الذ كانت عليه اليوم.

وأضافت أن الرعب والخوف كان ينتشر في جميع أرجاء الجامعة، وأن فرقاً من عصابات الحوثي كانت تجوب جميع المرافق والكليات، حاملة البنادق والعصي، مهددة بأن من يفكر بأي أعمال احتجاج سيتم سفك دمه على الفور أمام زملائه ودون الحاجة لاعتقاله.

 طالبة أخرى قالت أنها شعرت وهي تدخل بوابة الجامعة المحاطة بعشرات المسلحين وكأنها دخلت "ثكنة" عسكرية.

وتضيف: رأيت صديقاتي على مدخل الكلية، وبدأنا بالتحدث عن أحداث يوم أمس، لكن فردا حوثياً هرع بطريقة مرعبة نحوهن، وبيده العصا، وصاح بأعلى صوته عليهن وعلى جميع من كان في المكان بأن التجمعات ممنوعة منعاً وباتاً، ملوحاً ببندقية كانت على كتفه أيضاً بأن المخالف "با تكون قيمته رصاصة واحدة.. والرجال يجرب"، بحسب شهادة الطالبة.

 زميلتها قالت أن أحد أفراد العصابات كان متواجداً عند باصات النقل أمام بوابة الجامعة، وكلما وصلت دفعة من الطلاب والطالبات يمسك بمسدسه ويقول لهم " كل واحد يكون ذيب ويسلم راسه من النعث هذا اليوم.. لا تتجمعوش أبداً.. واللبيب يفهم".

 شهادات الطلبة الذين تحدثوا لـ (المشهد اليمني) اتفقت في معظمها على أن الجامعة صارت أشبه بسجن وبأن جميع الطلاب باتوا يترقبون بخوف وقلق نظرات الأفراد المسلحين المنتشرين في المكان. 

وشهدت الجامعة الأبرز في اليمن يوم أمس السبت احتجاجاً طلابياً رمزياً على تردي الأوضاع، وانهيار الاقتصاد، والجوع الذي عم أغلب فئات الشعب، وجوبه بحركة قمع بالغة الوحشية عبر أفراد العصابة الحوثية، مستخدمين السلاح الناري والخناجر والهراوات والصواعق الكهربية، كما شوهد فرق نسوية حوثية، شنت حملة مداهمات بالعصي وأجهزة الصعق بحق عدد كبير من طالبات الجامعة.

 وأشارت تقارير صحفية صادرة مساء يوم أمس الى أن عصابة الحوثي اختطفت في نهاية الأحداث أكثر من خمسين طالباً معظمهم من الفتيات، كما تعرض عامل بإحدى الكليات للقتل بعدة طعنات، كما جرح ما لا يقل 200 آخرين.

*المشهد اليمني