من نحن | اتصل بنا | الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 08:56 مساءً

الأخبار

في اليمن.. كيف أضحت الجبهة بدلاً من الجامعة؟

الأحد 07 أكتوبر 2018 01:45 صباحاً

دفعت الحرب في اليمن كثيراً من طلاب الجامعات إلى الالتحاق بجبهات القتال، بعضهم قُتل والبعض الآخر أصيب، وغيرهم ما زالوا يحملون بنادقهم في المعارك الدائرة في أكثر من منطقة.

محمد محمود المحيا (مواليد 1992) يشتهر بين زملائه بالذكاء، ويلقب بالزبيري، نسبة للشاعر والسياسي اليمني المعروف محمد محمود الزبيري. أنهى تعليمه الثانوي وحصل على معدل 91 في المائة والتحق بكلية العلوم الإدارية في مجال المحاسبة، لكنّ الحرب دفعته إلى ترك الجامعة والالتحاق بالمقاومة الشعبية لصد هجوم الحوثيين عن مسقط رأسه، بلدة صبر، في تعز، ليقتل في المعارك لاحقاً.

يقول ماهر راجح، وهو خال الطالب الراحل، لـ"العربي الجديد"، إنّ محمد ترك الجامعة في السنة الثالثة وقدم روحه، مؤمناً بضرورة الدفاع عن وطنه ومنطقته إلى جانب كثير من زملائه.

محمود سعيد، الطالب في السنة الثانية بجامعة صنعاء، ترك الدراسة في الجامعة والتحق بصفوف المقاومة الشعبية والجيش في مأرب كواجب وطني دفاعاً عن اليمن. يقول لـ"العربي الجديد": "قبل عامين التحقت بجبهات القتال، وأثناء المواجهة أصبت بقذيفة في موقع تابع للجيش كنت فيه تسببت في إعاقة حركية دائمة لي". يؤكد أنّه لم يندم على ترك الجامعة، لإيمانه القوي بضرورة "مواجهة الباطل"، بحسب تعبيره.

يضيف: "احتلت المليشيات الجامعة التي كنت أدرس فيها، وسخّرتها لنشر فكرها العنصري الذي يزدريني ويحقرني كمواطن، ولم يكن أمامي إلاّ أن أرفض هذا الفكر الذي يريدون فرضه عليّ في الجامعة". يلفت إلى أنّ بقاءه في الجامعة وهو يرفض فكر الحوثيين كان سيعرضه للخطر: "لهذا غادرت صنعاء والتحقت بالجيش لمقاتلة الحوثيين".

يؤكد سعيد أنّ زملاء له "تخرّجوا من الجامعة وباتوا عاطلين من العمل، ومنهم من التحق بالجيش الوطني بعدها، والبعض انضم إلى الحوثيين، فيما رفض البعض الالتحاق بالجبهات".

يبرر سعيد حرصه على القتال وإن تسبب في حرمانه من التعليم: "ما قيمة التعليم الجامعي وقد خسرنا بلادنا وكرامتنا؟ لن يجد أبناؤنا فرصة التعليم إذا سلمنا الوطن للمليشيات التي تستغل التعليم لفرض فكرها الطائفي".

يحكي سعيد بألم، قصص من قتلوا من زملائه وأصدقائه خلال الحرب، وهم يقاتلون في صفوف المقاومة والجيش: "منهم من كان يدرس الهندسة والطب والمحاسبة واللغات. جميعهم تركوا الجامعة وانضموا إلى المقاومة واستشهدوا في جبهات القتال".

مبررات مختلفة تدفع الطلاب إلى ترك جامعاتهم والمشاركة في القتال في الجبهات المختلفة. ففي الجهة الأخرى، التحق إبراهيم المتوكل، الطالب في كلية التربية، بإحدى التشكيلات الأمنية التابعة للحوثيين في صنعاء، لاعتقاده أنّه يؤدي واجبه الديني والوطني.

يقول لـ"العربي الجديد": "الدين والوطن أهم من الجامعة، وقد بذلت نفسي رخيصة لله عز وجل، وليس هناك ما هو أعظم من ذلك". يعتقد المتوكل أنّ جامعته باقية، وسيعود إليها في حال انتهت الحرب: "أما إذا استمرت الحرب فلا قيمة أصلاً للجامعة". يؤكد أنّ بقية زملائه تخرجوا من الجامعة العام الماضي لكنّهم، حتى الآن، عاطلون من العمل، بسبب استمرار العدوان على اليمن" بحسب تعبيره.

الاختصاصية الاجتماعية هند ناصر، لها رأي مختلف، فهي ترى أنّ دافع كثيرين ممن التحقوا بالجبهات من الطرفين كان الفقر. تقول: "الغالبية العظمى من الأسر في اليمن تعاني وضعاً معيشياً صعباً، وهي عاجزة عن الوفاء بالتزامات التعليم المدرسي والجامعي، ما تسبب في ترك كثير من الطلاب الجامعات تحديداً والتوجه إلى الجبهات مقابل راتب شهري يساعد الأسر في توفير المتطلبات الأساسية الغذائية".

تضيف ناصر لـ"العربي الجديد" أنّ الشبان في هذه السن يجدون أنفسهم مطالبين بمساعدة أسرهم في مثل هذه الأوضاع التي توقفت فيها الأعمال وانتشر الفقر بشكل كبير: "والقتال أحد أسهل الخيارات لكسب المال في هذه المرحلة".

لكنّها تشير كذلك إلى أنّ العصبيتين القبلية والدينية من الأسباب الإضافية التي أسهمت في تحشيد بعض الطلاب والدفع بهم إلى ترك جامعاتهم والالتحاق بالجبهات. تواصل: "كلّ واحد من هؤلاء يرفع شعاراته الوطنية، وقليلون منهم يؤمنون بها، لكنّ معظمهم لم يترك الجامعة إلاّ من أجل المال أو بسبب التعبئة الدينية والقبلية".

تبقى الإشارة إلى أنّ العملية التعليمية بشقيها المدرسي والجامعي في اليمن، تضررت من جراء الحرب التي بدأت في مارس/آذار 2015، وأدت إلى استهداف الجامعات بشكل مباشر أو غير مباشر.

 

 

.

 
المزيد في الأخبار
    واصلت جامعة الجند للعلوم والتكنولوجيا تنظيم احتفالات تخرج الدفعة الرابعة حيث كان احتفالها ، اليوم، في كلية الهندسة وتقنية المعلومات، في قسمي: تقنية
المزيد ...
     جرى اليوم الاحد توزيع عدد من الحقائب المدرسية المتكاملة على الطلاب في عدد من مدارس مديرية دار سعد بالعاصمة عدن.     وجاءت هذه المبادرة الإنسانية
المزيد ...
        غادر فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الاحد، العاصمة المؤقتة عدن، ومعه عضوا المجلس اللواء سلطان العرادة،
المزيد ...
  المكلا/ خاص  باركت الهيئة التنفيذية لمنسقية المجلس الانتقالي الجنوبي بجامعة حضرموت القرارات الأخيرة الصادرة عن فخامة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي،
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    تلقى الرأي العام خبر استقالة رئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، سالم ثابت
   تسلّل إلى ذاكرتي وأنا أعود من سفر طويل، ذاك البيت من أغنية فيروز الشهيرة "سهار بعد سهار"،تقول
  لم أكن متفاجئًا بما يُنشر حول نشاط الأستاذة الدكتورة عميده شعلان عندها حيوية ولديها اهتمام بالغ بدراسة
    قرأتُ في فيسبوك ما يمكن اعتباره محاولة  لتقديم المعبقي في صورة "حامي الحمى" المكافح حفاظًا على
    في خطبة الجمعة الماضي، أطلق الشيخ حداد باطبي عبارة مؤثرة لاقت تفاعلاً واسعاً: "العملة قد تهبط ثم ترتفع
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025