الأحد 10 يونيو 2018 03:04 صباحاً
عشال ودرس الرحيل
ثلاثة أعوام مضت على الرحيل، لكنها عجزت عن تغييبه خارج الوعي المجتمعي والذاكرة الجمعية، حيث مازال حضوره البهي وذكراه العطره بما خلفها من سمعة طيبة ومواقف وطنية هي امتداداً لمواقف أسرته التي يفخر بالإتكاء على تاريخها بشقيه السياسي والإجتماعي.
ناهض الانقلاب منذ بداياته الأولى، كنتاج طبيعي لمواقفه المناهضه لكل فعل ينازع الدولة صلاحياتها ووظيفتها.
ظل مؤمن بالتعدد والتنوع بعيداً عن الاستقواء بالقوة والتلويح باستخدام العضلات التي لا صلاحية لها خارج حلبات العاب الدفاع عن النفس كرياضة يميل اليها كثير من الهواة والمحترفين.
رفض يغادر المدينة التي احتضنته وأوته وأهله بعد أن طردهم الرفاق من وطنهم كنتيجة حتمية للحكم الشمولي الذي لا يقبل المخالفين له وغير المؤمنين بافكاره ورموزه.
رابط في تعز، رافضاً كل الدعوات والمحاولات والعروض للحاق بركب من غادر خارج حدود الوطن او خارج حدود تعز، أبى إلا أن يبادلها الوفاء بالوفاء كنهج تربوي وقيمي تعلمه في مدرسة (آل عشال).
كأنه القدر كان يخطب وده، لتمتزج دماؤه بتربة المدينة التي فتحت ذراعيها له وأهله دون أن تسألهم يوماً عن الإنتماء والهوية او تفتش في جيناتهم وسحنات وجوههم.
ثلاثة أعوام مضت منذ رحيل الشهيد محمد حسين عشال المعلم والمربي، الذي أبى إلا أن يمنحنا في لحظة رحيله درساً عظيماً لمعنى الوفاء في أبهى صوره، وماهية الفرق بين مَنْ نذر حياته لخدمة الوطن ومَنْ نذرها لخدمة فرد لا قيمة له في المعادلة الوطنية والتاريخية.
رحم الله الشهيد عشال سليل أسرة انحازت للوطن رغم كل مالحق بها من أذى.