"العيب الأسود " يثير مخاوف الحوثيبن الكآمنة في انتفاضة شعبية وشيكة !

يواجه الحوثيون مخاوفهم الكامنة باندلاع انتفاضة شعبية واسعة تتجاوز حدود العاصمة صنعاء لتمتد إلى المحافظات، التي لا تزال خاضعة لسيطرة الانقلابيين، لاعتبارات تتجاوز في حيثياتها مجرد فشلهم كسلطة أمر واقع في إدارة شؤون هذه المدن، إلى تماديهم في إذكاء جذوة الاحتقان الشعبي الذي وصل إلى حدود غير مسبوقة، جراء جملة من الانتهاكات غير المعهودة في الثقافة المجتمعية اليمنية السائدة و الأعراف المتداولة والتي اصطلحت القبائل اليمنية على توصيفها ب«العيب الأسود». وتجاوز الحوثيون للخطوط الحمراء وإقدامهم على ارتكاب جرائم وانتهاكات خطيرة وغير معهودة من قبيل اقتحام المنازل والاعتداء على النساء والأطفال واستغلال السيطرة المسلحة على العاصمة وعدد محدود من المحافظات غير المحررة، في ممارسة الترهيب والترويع والمداهمات غير المبررة للمنازل الآمنة واختطاف وجاهات قبلية مناهضة لهم، وامتهان قادة الرأي من إعلاميين وصحفيين وكتاب ومثقفين لمجرد إبدائهم انتقادات لأسلوبهم في إدارة شؤون مؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرتهم، وتماديهم المستهجن في نهب وتبديد الموارد المالية المتاحة، وعدم الالتفات لتصاعد المعاناة الشعبية جراء استمرار انقطاع صرف الرواتب للموظفين.. كل ذلك أسهم في الدفع إلى الواجهة بإرهاصات انتفاضة شعبية. وتستقصي «الخليج» المتغيرات الطارئة في توجهات المزاج الشعبي في عدد من المدن الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، حيث التقت بشخصيات قبلية واجتماعية تتصدر واجهة مشهد التصعيد القائم والذي يمثل إرهاصات لانتفاضة شعبية تلوح في الأفق. ويؤكد الشيخ عبد الرحمن أحمد حسين معوض الإبارة، أحد الوجاهات القبلية الشابة في محافظة إب وسط اليمن، التي لا تزال تخضع لسيطرة الميليشيات، في تصريح ل«الخليج»، أن عدداً من قبائل المناطق الوسطى بدأت في الاحتشاد المسلح للرد على اقتراف الحوثيين «للعيب الأسود» باختطاف القيادي المؤتمري كامل الخوداني بعد اقتحام منزله بصنعاء والاعتداء بالضرب على أطفاله وزوجته، وقد أفرج عنه قبل يومين، معتبراً أن هذا التجاوز ليس مقبولاً في العرف القبلي ويمثل جريمة «عيب أسود» وهو ما يعد خطاً أحمر لدى كافة القبائل اليمنية. وعلى صعيد متصل، شهدت محافظة «الضالع» أول المدن الجنوبية الحدودية مع المناطق الشمالية، تصاعداً لحالة من الاحتقان والغضب الشعبي جراء ارتكاب الحوثيين، الذين يسيطرون على مواقع متفرقة في المحافظة «للعيب الأسود» عندما اختطفت «إحدى الأمهات من داخل منزلها الذي تقطنه مع ستة من أبنائها»، الأمر الذي سارعت قبائل الضالع إلى الرد عليه بتصعيد عنفوان المقاومة الشعبية ضد ميليشيات الحوثيين. وكشف الناشط الاجتماعي في محافظة ذمار، عبد الله عبد السلام أحمد الأنسي في تصريح ل«الخليج»، أن قبائل «آنس»، التي تعد من أقوى قبائل المحافظة لا تزال تواصل حشد المقاتلين من أبنائها استعداداً لمواجهة الحوثيين عقب رفض الأخيرين وتجاهلهم لمطلبهم بإطلاق سراح ضابط في الجيش ينتمي للقبيلة تم اختطافه بشكل قسري من قبل الميليشيات واحتجازه في مكان مجهول. وتشهد العديد من مناطق محيط صنعاء، أجواء مشحونة بالتوتر والتحفز المسلح في أوساط العديد من القبائل، جراء انتشار مستفز لميليشيات الحوثيين فرضته توجسات لدى الأخيرة من تحركات واستعدادات غير معلنة لقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق. وأكد الشيخ عزيز عبدالكريم الصعر، أحد الوجاهات القبلية بمحافظة صنعاء ل«الخليج»، أن الحوثيين سيواجهون انتفاضة قبلية وشيكة جراء استخفافهم بالأعراف القبلية وتماديهم في إهانة مشايخ القبائل غير المتعاونين معهم والتي تشكل الأغلبية في مناطق محيط العاصمة. ولفت إلى أن انتشار الحوثيين في مناطق محافظة صنعاء استفز الكثير من القبائل التي في الغالب ستنحاز للرئيس المخلوع في حال اندلعت صدامات مسلحة بين القوات الموالية له والمتمركزة في عدة مواقع حيوية بالمحافظة. وتسبب تمادي جماعة الحوثي في ارتكاب جملة من الانتهاكات غير المقبولة في التقاليد المجتمعية والأعراف القبلية اليمنية في تخلي العديد من النخب السياسية والإعلامية، التي أبدت تعاطفاً مع شعارات، دأبت الجماعة على تكريسها كجزء من مبررات استمرارها كسلطة أمر واقع من قبيل «مقاومة العدوان» عن مواقفها المؤيدة لقيادة الجماعة، لتبادر بعض هذه النخب بتوجيه انتقادات حادة لتمادي الميليشيات في التطاول على الرموز المجتمعية والشخصيات الاعتبارية وقادة الرأي ومواصلتها الاستخفاف بالمشاعر العامة المحتقنة، جراء تكرار اقتراف جرائم وانتهاكات غير معهودة تجاوزت كافة الخطوط الحمراء.
.