حزب المخلوع صالح "يرمم" نفسه تمهيدا لصفقة إقليمية
-يمني سبورت : ( الاناضول) الخميس 29 يونيو 2017 11:32 مساءً

شهد حزب "المؤتمر الشعبي العام"، الجناح الموالي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، خلال شهر رمضان الماضي، حراكا سياسيا وتنظيميا، في خطوة اعتبرها مراقبون "محاولة للعودة إلى الواجهة" بعد سيطرة الحوثيين على اليمن وعلى الحزب نفسه.
ومنذ أكثر من عامين، يعيش اليمن على وقع حرب مدمرة بين مسلحي الحوثيين وصالح، المتهمين بتلقي دعم عسكري إيراني، من جهة، والقوات الحكومية، مدعومة بتحالف عربي تقوده الجارة السعودية، من جهة أخرى، ويتقاسم الطرفان السيطرة على البلاد.
قادة كبار في حزب صالح، بينهم أمينه العام عارف الزوكا، والأمينان العامان المساعدان ياسر العواضي ويحيى الراعي، دفع بهم صالح مجددا إلى الواجهة للقاء الجماهير في أمسيات رمضانية بالعاصمة صنعاء، ضمت منتمين للحزب من محافظات عدة، بينها محافظات جنوبية، مثل حضرموت، والضالع، والمهرة، وعدن (مقر العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية).
وخلال تلك الأمسيات جرى الإعلان عن انضمام عدد كبير من الأعضاء الجدد إلى الحزب، بحسب أخبار يومية نقلها الموقع الإلكتروني للحزب.
ومنتصف مايو/أيار الماضي، دشن صالح بطاقة العضوية الجديدة لـ"المؤتمر الشعبي العام"، ودعا حينها جميع محبي الحزب ومناصريه ومؤيديه إلى سرعة الحصول على بطاقات الانتساب الجديدة لحزبه.
ووفق مراقبين، فإن تلك اللقاءات والاجتماعات هي محاولة من الحزب لترميم نفسه والعودة إلى الواجهة، بعد أن سيطر الحوثيون على صنعاء (في سبتمبر/أيلول 2014)، وعقدوا تحالفا مع الحزب، وهو تحالف "هش" فرضته الضرورة على الطرفين، وقد ينهار في أي لحظة لمصلحة أحدهما، أو لمصلحة القوات الحكومية التي تقترب من صنعاء.
تلك التحركات لحزب صالح أثارت جدلا في أوساط النشطاء والشباب اليمني، خصوصا من أنصار "ثورة 11 فبراير"، التي اندلعت مطلع عام 2011، وانتهت بتخلي صالح عن الحكم، لمصلحة نائبه عبدربه منصور هادي في العام التالي، منهيا 33 عاما في الحكم.
وخلال كلمة ألقاها صالح، أمام عدد من قيادات حزبه في جامعة صنعاء، يوم 8 يونيو/حزيران الجاري، امتدح النشاط التنظيمي لحزبه.
وقال إن الجميع "يعمل كخلية نحل في الميدان، وهذا هو ما كنا نتمنى من وقت مبكر للتواصل مع القواعد واكتساب العضوية للمؤتمر الشعبي العام".
وأضاف صالح أن "شهر رمضان المبارك شهد عملا تنظيميا رائعا جدا".
* فرصة البديل
ويرى الصحفي اليمني علي الفقيه، مدير تحرير صحيفة "المصدر" اليومية (متوقفة حاليا)، أن "صالح يحاول التقاط الفرصة وتقديم حزبه على أنه لا يزال الطرف الأقوى، وهو وحده القادر على الحركة، وبالتالي يسعى للحصول على التوكيل الإقليمي والدولي لأن يكون البديل للحوثيين".
ويعتبر الفقيه، في حديث لوكالة الأناضول، أن "صالح يستغل في ذلك المتغيرات الإقليمية، التي يعتقد أنها لصالح عودة نظامه، الذي أبعدته ثورة 2011".
ويعود الفقيه إلى الخطاب، الذي ألقاه صالح في جامعة صنعاء، وهي المعقل الرئيسي الذي انطلقت منه شرارة "الربيع العربي" في اليمن، وقال فيه إن "الأوضاع تغيرت".
وبقراءة الخطاب -والحديث للفقيه- فإنه "يحمل إشارة واضحة إلى أن صالح يتلقى إشارات من طرف أو من أطراف فاعلة مفادها أن حزبه أو عائلته يمكن لهم أن يلعبوا دورا محوريا" في اليمن خلال الفترة المقبلة.
ويضيف أن "ما يشجع صالح على ذلك أيضا هو أنه يجد نفسه يسير في خط واحد مع أطراف إقليمية لها دور فاعل في اليمن في مهاجمة تيار الإسلام السياسي (السني)، ممثلا بحزب الإصلاح والسلفيين المعتدلين".
ويرى الفقيه أن "دخول نجل صالح (أحمد) على خط التواصل مع أعضاء الحزب، من مقره في الإمارات، يحمل دلالات أكثر وضوحا على تجهيزه (الابن) للعب دور في المشهد المستقبلي، حتى في حال خروج صالح، فإن منظومته المتمثلة في الحزب والعائلة لا تزال تعمل وسيتسلمها نجله".
* تفاهمات إقليمية
أما الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، فيذهب بعيدا في تحليله بقوله إنه "من الواضح أن هناك صفقة سياسية تبدو ملامحها واضحة في المآلات الحالية للمعركة العسكرية، والتي تصل إلى مرحلة الجمود، بعد أن كثرت الخطوط الحمراء المرسومة أمامها".
ويضيف التميمي -في حديثه لوكالة الأناضول- أن "جناح صالح في حزب المؤتمر يبدو أنه يهيئ نفسه لهذه الصفقة، بعد أن قدم نفسه طيلة الفترة الماضية على أنه حامي حمى اليمن مما يسميه عدوان التحالف العربي".
ويرى أن "الأمر يأتي في سياق جهد إماراتي يسعى إلى تقويض مكاسب ثورة 11 فبراير، وإنجاح الثورة المضادة، عبر إعادة تثبيت نجل صالح في مهمة سياسية جديدة بصنعاء، يقابلها تفهم سعودي لإمكانية استدعاء المؤتمر الشعبي العام كشريك سياسي من داخل الحلف الانقلابي (يقصد الحوثيين
.