«إسرائيل من الداخل».. لماذا يهاجر اليهود من تل أبيب؟
تنعم إسرائيل بالاستقرار والأمان في المنطقة العربية التي تشهد اضطرابات وانقسامات، ورغم ما توفره السلطات الإسرائيلية لمواطنيها من إمكانيات هائلة للحياة المعيشية، إلا أن أعداد اليهود في تناقص مستمر، وتفضيلهم الهجرة إلي أماكن أخري حول العالم، وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية أكدت علي ارتفاع نسبة الهجرة العكسية خاصة ليهود دول الاتحاد السوفيتي من إسرائيل، فهل يقل أعداد اليهود وتختفي إسرائيل من الخريطة؟.
سلطت الصحف الإسرائيلية الضوء علي ظاهرة «هجرة يهود إسرائيل» إلي أماكن أخري حول العالم، ورصدت قائمة طويلة من المهاجرين اليهود خاصة القادمين من روسيا، وبلغ عددهم منذ عام 1991 حوالي مليون يهودي عقب انهيار الاتحاد الأوروبي، وهاجر منهم 17% لأسباب اقتصادية وعدم قدرتهم على التكيف مع غلاء الأسعار داخل دولة الاحتلال، بحسب هيئة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.
وحذرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» السلطات الإسرائيلية ، إذا لم تتأخذ قرارات حاسمة بشأن الهجرات من إسرائيل، فأن ذلك سيهدد الدولة ذاتها، وذلك لعدم وجود نظرة مستقبلية وعدم وجود أمل في التغيير هو الذي سيمحي إسرائيل، وتعزم الصحيفة أن «الحرب أو الحصول على تعليم جيد أو غياب الفرصة في الحياة بكرامة، أو إنشاء أسرة أو امتلاك منزل»، لا تمثل تمثل تهديدا حقيقيا بقدر الهجرة والعزوف عن الإقامة داخل إسرائيل.
زيارة ترامب لإسرائيل
من المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إسرائيل أواخر الشهر الجاري، في جولة خارجية الأولي له، منذ توليه السلطة، والتي تحمل قيمة رمزية له، وتأتي الزيارة للتباحث بشأن زيادة الهجرة اليهودية إلي إسرائيل، وبدوره يحاول ترامب الحصول على الرضا، الذي يمثل العملة الصعبة التي يمكن استخدامها في سعيه للتوصل إلى اتفاق سلام، وتفاهمات بشأن الاستيطان الإسرائيلي علي الأراضي الفلسطينية، بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
الاستيطان الإسرائيلي علي الأراضي الفلسطينية
في ظل تناقص أعداد اليهود داخل إسرائيل، تسعي السلطات إلي جذب مزيدا من أنصار الدولة اليهودية، وذلك بالتوسع في إنشاء «الاستيطانات»، واعتزامها بناء عشرة آلاف وحدة استيطانية في منطقة مطار «قلنديا»، رغم تجميده في الحكومة السابقة، يأتي ذلك في إطار مخطط مدعوم من حكومة «بنيامين نتنياهو» قيد التنفيذ، بحسب وكالات الأنباء، فمن سيسكنها؟.
عرب إسرائيل
هم الأقلية العربية التي تعيش داخل اسرائيل، وهم فلسطيني الأصل، وتصل نسبة عرب إسرائيل اليوم إلى 20 %، أي 1.4 مليون من إجمالي عدد السكان الذي يصل إلى 7.2 مليون نسمة، ووفقا لمكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني، فمن المتوقع أن يصل عددهم إلى 2.320 مليون نسمة بحلول عام 2025، بمعدل 25% من إجمالي السكان. مما يعنى أن عرب إسرائيل يمثلون «قنبلة ديموجرافية» حقيقية، خاصة أن نصفهم تقريبا أقل من 15 عاما.
تخشي إسرائيل من زيادة نسبة المواليد الفلسطينين، مما تدفعها إلي إيجاد فرص الهجرة اليهودية إليها، واللجوء إلي حيل أخري بـــ«تجنيس» (منح الجنسية) للاجئين، خاصة الأطفال الذين فقدوا ذويهم في الحروب، وبحسب وكالة « أسوشيتد برس» فأن وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي، وافق على استقبال 100 طفل سوري، وحصولهم على جنسية دائمة، وسوف يتم السماح لأقاربهم من الدرجة الأولى بالانضمام إليهم في إسرائيل، وتبني خطة بمقتضاها ستؤوي تل أبيب الأطفال في مدارس داخلية لرعايتهم.
.