هل تطيح الصورة المثيرة برئيس تحرير “العرب” القطرية عبدالله العذبة؟ (شاهد الصورة)

تساءلت الأوساط الإعلامية والسياسية في قطر عن إمكانية إقالة رئيس تحرير صحيفة “العرب” القطرية عبدالله العذبة، خلال الأيام القادمة، أسوة بمصير نظيره جابر الحرمي الذي غادر رئاسة تحرير صحيفة “الشرق” االقطرية بعد الجدل والانتقادات التي شهدتها الأيام الماضية بحقه.

ومنذ أن نشر العذبة، صورة له من داخل القاعة التي عقدت فيها قمة دول مجلس التعاون الخليجي قبل يومين في المنامة، ما زال الجدل حول تلك الصورة مستمراً في دول الخليج ومصر المعنية بشكل مباشر بإيحاءات الصورة.

وكان العذبة قد أشار بيده في الاجتماع بشعار “رابعة” الذي أصبح أحد الرموز التعبيرية لجماعة الأخوان المسلمين في مصر منذ فض احتجاج واسع لهم في ميدان رابعة بالقاهرة عام 2013 احتجاجاً على عزل الرئيس السابق محمد مرسي.

وأثارت الصورة جدلاً واسعاً كونها جاءت من داخل قاعة القمة التي يجتمع فيها زعماء الدول الخليجية الذين يواصلون جهوداً كبيرة لتوحيد موقفهم من عدة قضايا إقليمية بينها الملف المصري الذي مازالت قطر تدعم فيه جماعة الإخوان المسلمين إعلامياً بعكس باقي الدول الخليجية الأخرى.

ويطالب كتاب وإعلاميون ونخب ثقافية خليجية ومصرية بمعاقبة العذبة على نشر الصورة، مركزين على مكان التقاطها وتاريخه، إذا لا يخفي الإعلامي القطري بشكل عام دعمه للجماعة وينتقد بشكل متواصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وأنصاره.

ولم تعلق قطر بشكل رسمي على الجدل الحاصل لحد الآن، لكن احتمال إقالة العذبة من منصبه قائم بقوة خلال الأيام القادمة مقارنة بالتسلسل الزمني الذي أعقب تغريدة مثيرة للجدل نشرها رئيس تحرير صحيفة “الشرق” القطري جابر الحرمي الشهر الماضي على حسابه في “تويتر” وانتهت بمغادرته لرئاسة تحرير الصحيفة.

وكان الحرمي قد كتب في تغريدته المثيرة للجدل: “دول أقدمت على تخفيض رواتب مواطنيها.. فيما تعلن قطر عن زيادة رواتب مواطنيها.. فضل من الله ونعمة أولاً.. ثم قيادة سخّرت ثروات الوطن لمواطنيها”.

وأثارت التغريدة استياء واسعاً لدى السعوديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن اعتبرت التغريدة تهكماً من الحرمي على إجراءات التقشف التي أقرتها السعودية أخيرًا وتضمنت تقليصاً في أجور بعض الموظفين.

وانتهى ذلك السجال بتقديم الحرمي استقالته لأسباب “شخصية” بحسب ما قالت صحيفة “الشرق” حينها، وسط توقعات بأن ينتهي الجدل الذي تسبب به العذبة بالاستقالة أيضاً دون توضيح سبب الإقالة الحقيقي رسمياً.

وتمر علاقة الدول الخليجية ببعضها البعض، بمرحلة من القوة والتنسيق في مختلف الملفات، والذي وصل حد خوض عملية عسكرية مشتركة في اليمن، فيما يتم التغاضي عن بعض الخلافات القائمة بما فيها الملف المصري.

وتعتبر السعودية والإمارات جماعة الإخوان المسلمين “إرهابية”، فيما تلقى الجماعة دعماً قطرياً علنياً في المجال الإعلامي، دون أن يؤثر ذلك على العلاقة الوثيقة التي تجمع الدوحة بالدول الخليجية الأخرى.