أسرار التدخل السوري لإنقاذ السفير اللبنانية
تباينت الروايات بشأن أسباب تراجع صحيفة السفير عن قرار توقف نسختها الورقية بعد أكثر من 40 عاما من الصدور.
وفيما تقول الرواية الرسمية لملاك الصحيفة بأنهم يبحثون عن ممولين جدد، وأن قرار الإغلاق أجّل إلى أجل غير مسمى، فإن أوساطا إعلامية تتحدث عن خلافات بين صاحب الامتياز رئيس التحرير والناشر طلال سلمان وشريكه رجل الأعمال السوري جمال دانيال الذي يعمل في مجال صناعة النفط في الولايات المتحدة، والمالك لحصة في الصحيفة تقدر نسبتها بـ 20%.
وقالت مصادر الصحفيين العاملين بالصحيفة، والبالغ عددهم 159 صحفيا إن إغلاق الصحيفة جُمد، وأن الصحيفة مستمرة، دون أن تُعرف أسباب التراجع أو يُكشف عما إذا كانت تلقت دعما من ممولين خارجيين.
رفض عرض حزب الله
ولفتت مصادر تحدثت لـ إرم نيوز إلى أن طلال سلمان وهو شيعي من البقاع، رفض عرضا بالدعم من حزب الله اللبناني، خاصة في خضم المقاطعة المالية التي يتعرض لها الحزب، وفي ضوء التصنيف الذي وضعه في قائمة المنظمات الإرهابية.
وألمحت مصادر لبنانية مطلعة إلى أن إيران قد تكون هي من دخلت عبر وسطاء على خط محاولات تمويل الصحيفة، للإبقاء عليها كصوت يعبر عن القوى التي توصف بالقوى الوطنية، والتي تعد قريبة من توجهات حزب الله وحلفائه في الداخل والخارج.
ولم تستبعد المصادر أن يكون النظام السوري من بين من أبدى استعدادا لتمويل الصحيفة، وأشارت المصادر أن السوري جمال دانيال، يمكن أن يكون هو الجسر الذي سيصل من خلاله الدعم السوري، مشيرة في هذا الصدد إلى أن جمال دانيال قريب من النظام، وأن علاقته بنظام الأسد هي التي غطت شراكته طوال السنوات الماضية.
غير أن مصادر صحفية لبنانية استبعدت قيام دمشق بدعم الصحيفة، لا بسبب ظروف الحصار التي تعيشها فحسب، بل بسبب وجود خلافات مع صاحب الامتياز طلال سلمان، وهي خلافات أدت إلى منع الصحيفة من دخول سوريا منذ ما يقرب من عامين.
مصائب قوم عند قوم فوائد
ويأتي الإعلان عن إغلاق السفير والتراجع عن القرار وسط أزمة أوسع تعانيها الصحافة الورقية اللبنانية.
وتقول مصادر لبنانية إن صحيفة النهار التي تعد أعرق الصحف اللبنانية كانت تستعد للإغلاق قبل أن يفاجئها قرار إغلاق السفير، لكنها تراجعت عندما وجدت في إغلاق السفير التي تعد المنافس الرئيس لها فرصة تمكنها من الصمود في وجه الضغوط التشغيلية التي تتعرض لها.
ويتردد في الأوساط الإعلامية أن النهار لم تصرف رواتب محرريها عن الشهور الثلاث الماضية، فيما قالت مصادر جريدة اللواء، ثالثة الصحف اللبنانية التي تواجه أزمات مالية أنها فتحت الباب أمام المحررين للاستقالة.
وإلى جانب الصحف الثلاث تصدر عدة صحف لبنانية أخرى أبرزها الأخبار المدعومة من حزب الله، والجمهورية التي يملكها الوزير السابق الياس المر، والمستقبل التي يملكها تيار المستقبل.
وهناك صحيفة الأنوار وهي واحدة من أعرق الصحف والتي أسسها الصحفي الراحل سعيد فريحة وآلت الآن لنجله بسام فريحة، والذي يصنف كرجل أعمال ذكي أكثر من كونه صحفيا.
وتقول مصادر صحفية عربية بأن أزمة الصحافة الورقية اللبنانية كانت كمن “علق الجرس” فالأزمة هي أزمة عامة في كل الصحف الورقية في العالم العربي، ولولا الدعم الحكومي الذي تتلقاه بعض الصحف من الحكومات لاتسعت الظاهرة ولتزايد عدد الصحف الورقية التي تعيش حالة احتضار.
.