اليمن.. المهيئات التي تسبق تطبيق نظام الحكم الاتحادي( تحليل خاص )

باسم فضل الشعبي:
منيت تجربة الحكم المحلي في اليمن بالفشل الذريع بسبب المركزية المفرطة التي انتهجها حكام صنعاء، والتي كانت سببا في انتاج كل المشكلات الاقتصادية، والاحتجاجات الاجتماعية، التي شهدتها اليمن شمالا وجنوبا منذ عقد من الزمن، وتسببت في خلق واقع مضطرب قاد في الأخير إلي الحرب الأهلية المسلحة، التي تشهدها البلاد والمستمرة منذ عام.
لم يستطع النظام السياسي اليمني التعامل مع ظاهرة الاحتجاجات الاجتماعية، التي انطلقت تطالب بالاصلاحات السياسية والاقتصادية، وسرعان ما تحولت في الجنوب للمطالبة بفك ارتباط الشمال عن الجنوب، لم يستطع النظام التعامل معها الا بالقمع والمزيد من المركزية، وهو الامر الذي قاد البلاد الي ثورة شاملة في العام 2011 استهدفت النظام السياسي، وما نزال نعيش تداعياتها حتى الان.
ويرى مراقبون ان عدم امتلاك النظام اليمني بقيادة الرئيس السابق علي صالح لرؤية سياسية واقتصادية، مع تمسكه بالسلطة، هو الذي قاد اليمن الي الاحتجاجات الاجتماعية، ثم الي الحرب الاهلية، بعد تحالفه مع جماعة الحوثي الصاعدة، والتي هي الأخرى تفتقد لنفس الرؤية، وتعيش على امال أحياء نزعات الماضي التي دفنها اليمنيون قبل ما يقارب خمسة عقود ونيف.
من المرجح ان تسفر الحرب الأهلية الحالية عن واقع جديد في اليمن، يتوقع كثيرون ان تكون الغلبة فيه لقوات الشرعية، بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، المدعوم من التحالف العربي، والتي وصلت قواته الي منطقة نهم التي تبعد بمسافة تقدر ب20كيلوا متر شرق العاصمة صنعاء.
هذا الواقع الجديد المرتقب سيكون بحاجة لرؤية جديدة تسبق تطبيق مخرجات الحوار الوطني، او أي شكل من اشكال الدولة الاتحادية، يتفق عليه اليمنيون، لانه لا يمكن البدء بتطبيق نظام الحكم الفيدرالي الاتحادي الذي يحقق مشاركة سياسية أمام الجميع، وينهي الإقصاء والاستحواذ، من دون تهيئة مسبقة تتضمن بناء مؤسسات الدولة على اسس سليمة، وانعاش الواقع الاقتصادي، ومنح المحافظات والمديريات سلطات واسعة للتقليص من حجم المركزية بصورة تدريجية، وقد يصاحب ذلك مقترحات بإنشاء مجالس او حكومات محلية، على مستوى المحافظات، لاسيما المحافظات الاربع الرئيسية وهي عدن وتعز وحضرموت والحديدة، في عملية استباقية تضع المهيئات الأولية امام تنفيذ نظام الحكم الفيدرالي الاتحادي.
اليمن أمام عهد جديد ومرحلة جديدة، يشاركنا فيها اخواننا العرب في التحالف العربي، لاسيما المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، وعلينا كيمنيين استغلال هذه المواقف الداعمة بشكل ايجابي بما يخدم الصالح العام، ويعيد بناء اليمن بشكل سليم وصحيح، يحقق الاستقرار والامن الداخلي، ويحمي الأمن العربي والعالمي ويحقق المنافع والمصالح المشتركة،ويضع البلاد على سلم النهوض الحقيقي، الذي يفترض ان يقود في الأخير الي انضمامه لمجلس التعاون الخليجي،وهو الهدف الاسمى الذي يفترض ان نعمل عليه جميعا كيمنيين وعرب للحفاظ على وجودنا وامننا.
-عدن تايم :
.