تعز والعناية الالاهية

• نظراً للمآسي والأحزان الذي خلفتها قذائف ميليشيا الموت في كُل حي ومُربع سكني ، لم يُعد الناس في تعز المدينة ، يتحدثون إلا عن سلامة الأرواح وتذُكر من ذهب بالرحمة والمغفرة سواءً من رجال المقاومة او الأصدقاء والجيران والأقرباء والمعارف ،اثناء جلوسهم ومسيرهم ، خروجهم ودخولهم ، لدرجة ان مُعظمهم يحمد الله ليل نهار على نجاته لأكثر من مرة من الموت المُحقق بسبب سيل قذائف الخُبث والأجرام المُتهاطلة على سكان المدينة منذُ العام ، وشدة وطئة وتيرتها بالذات عند تحقيق ابطال المقاومة لتقدُم ملموس على مستوى الأرض مُقابل خسارة الميليشيا للأفراد والسلاح والفرار والأسر، كما حدث مؤخراً في المناطق المُحررة وخاصة وادي الدحي ، مربط الفرس ونقطة الحصار ، وبئر باشا والحصب، المرتع والمُتنفس ، واللواء ٣٥ والدفاع الجوي ،المخزن والممول ومكان التحُصن الآمن .
وذكر لي مجموعة من الأصدقاء بأن المدينة وأبنائها بالرغم مما قد حدث ولا زال يحدُث ، لولا عناية الله سبُحانه وتعالى بهم لكانوا قد انتهوا عن بكرة ابيهم ، وتجلت تلك العناية الالاهية بسقوط الآف قذائف الهاون والهوتزر وشظاياهما من جهة ، ورواجع رصاصات المُضادات بأنواعها وأسلحة القنص المُختلفة من جهة أُخرى ، إما في اماكن خالية من تواجد السُكان، كالأراضي والمساحات الخالية والجبال ، او بسقوطها على عمارات ومساكن ومحلات فارغة قد نزح وغادر أصحابها منذُ شهور.
اما الامرالأهم والأغرب من ذلك كُله ، رحمةُ الله لِسُكان المدينة ورأفتهُ باستجابة دعوات الشيوخ الرُكع والبهائم الرُتع والأطفال الرُضع ،أثناء الحصارالقاتل لدخول المياة تحديدا قبل أربعة اشهُر من الان وفي عز البرد، بنزول أمطار خير وبركة وسُقيا رحمة على دُفعتين لم تشهد المدينة لُهما مثيلاً من قبل ، ومصدر الغرابة تجلى بُقدرة الله جل شأنه بسقوط غيث السماء على منطقة الحصار فقط دون غيرها من المدينة .
قال لي احد المُنتمين لميلشيا الموت قبل كتابة هذا الموضوع ولقائي بأصدقائي في تعز العز والصمود ساخرا ! هل لا زال هناك ناس في تعز؟
فاجبتهُ قائلاً ؛- اذا كان الله قد سخر عنايتهُ لمدينة بأكملها فمن المؤكد ان سكان هذه المدينة ليسو من البشر بل من الملائكة .
يا الله كم انت رحيم بعبادك المؤمنين ، مُجيبا للمظلومين ، ناصرا للحق ولو بعد حين ،مُذلاً للباطل والشرك المبين ، انصر من نصر الدين بالدعوة والجهاد للدفاع عن الارض والعرض ودماء الأبرياء المُستضعفين ، واُخذل ودمر وافتك الظلمة المُتكبرين الغازيين ،ومن في هلاكه صلاح للإسلام والمسلمين ، في يمن الحكمة والإيمان عامة ، وفي تعز الارض والإنسان خاصة ..
.