من نحن | اتصل بنا | الأربعاء 14 مايو 2025 08:03 مساءً

الأخبار

حمامات صنعاء سر فحولة الرجال

- متابعات : الخميس 17 مارس 2016 06:01 صباحاً

تعد الحمامات التركية من أبرز المعالم الأثرية التي خلفتها الدولة العثمانية في اليمن، حيث ما زال عدد كبير منها موجودا، وتحتوي مدينة صنعاء حوالي 13 حماما قديما تعمل حتى اليوم.

ويعتبر الحمام الحميدي في مدينة صنعاء القديمة من أكثر الحمامات المحافظة على العادات والتقاليد، ومازال الكثير من أهل المدينة يرتادونه للاسترخاء ومعالجة بعض الأمراض.

ويقول أحد العاملين في الحمام القريب من باب اليمن -المدخل الرئيسي لصنعاء القديمة من الجهة الجنوبية- إن تسخين المياه وتدفئة المكان يتمان بطريقة تقليدية، من خلال موقد يحرق فيه الفحم والخشب، الأمر الذي ساهم في الحفاظ على طبيعة المكان وأجوائه الأصلية.

وأفاد مالك الحمام محمد علي حسين أنه ورث المهنة وإدارة الحمام عن أجداده منذ عصور، مشيرا إلى أن رواد الحمام يزورونه مرة كل أسبوع، حيث يجدون فيه فرصة للاسترخاء ومعالجة بعض أمراض المفاصل والعضلات.

ويبلغ عمر الحمام الحميدي، الذي تعلوه قبة، 550 عاما، وتخصص فيه أيام للرجال وأخرى للنساء، فيما اكتفت بعض الحمامات المماثلة في المدينة العتيقة بحصر خدماتها على الرجال أو النساء.

وعلى مستوى التخطيط المعماري الداخلي للحمامات في مدينة صنعاء العتيقة، عادة ما يتألف الحمام من ثلاث حجرات؛ باردة ودافئة وساخنة، فالباردة تطل على الفناء الخارجي، والدافئة تتوسط بين الباردة والساخنة، وماؤها أقل حرارة من الساخنة، أما الساخنة فهي التي يتم الاستحمام فيها، وتعلوها قبة قليلة الارتفاع ومتعددة الثقوب، يكسوها زجاج ملون، يضفي على الحجرة جوا جماليا مشعا، عبر أشعة الشمس التي تنفذ منه، ومن ثمة تشع في الحجرة عاكسة ألوان الزجاج المختلفة.

وتحتوي الحجرة الدافئة في بعض الحمامات على حوضين مائيين، أما الساخنة ففيها أربعة أحواض ومغطس مفروش بالرخام.

ويضيف أحد العاملين في أحد حمامات صنعاء القديمة أن الوظيفة الرئيسية للقباب المثقوبة بفتحات صغيرة هي توسيع مجال التنفس وتجديد الهواء الضروري ومنح الحمام بعض الإضاءة.

ويحمل حمام “الأبحر” التاريخي في قلب صنعاء العتيقة زائريه في رحلة عبر الزمن، حيث عبق تاريخ المدينة الضارب في القدم إلى جانب البخار المفيد للصحة، فمنذ قرون تعتبر الحمامات التركية في الشرق الأوسط مكانا للخوض في النقاشات.

وتعد بعض الحمامات تحفا معمارية فريدة، مثل حمام الأبحر الذي بني قبل 410 أعوام، ويعج بالرجال الذين يملأون حجراته الدائرية الدافئة التي تتسرب إليها أعمدة النور من فتحات القبة التي تهيمن على المكان.

وعند وصولهم إلى حمام الأبحر، يترك الزبائن أثوابهم وجنبياتهم (الجنبية هي الخنجر التقليدي) في خزانات الثياب، وينطلقون في طقوس الحمام متنقلين بين الغرف المختلفة،

فبعد الهواء الساخن والجاف، ينتقل الزبائن إلى حمامات البخار، حيث يتم غسل الجسم بالصابون وصولا إلى تدليك الرجلين واليدين والبطن والظهر.

و قال إسماعيل أبوطالب (65 عاما) “أقيم في المدينة العتيقة وآتي إلى الحمام كل يوم تقريبا.. بالنسبة للكثيرين إن هذه الجدران هي ما تبقى من حقبة مجيدة، ولكن بالنسبة لنا هذه الجدران هي جزء من حياتنا”.

ويرى البعض أن الحمام يقيهم الأمراض، بينما يشيد آخرون بالقدرات الخارقة للحمام على الصعيد الجنسي. ويأتي هاشم الحمزي (30 عاما) أربع مرات في الأسبوع إلى الحمام بهدف تحسين قدراته الجنسية.

وقال هذا التاجر المتزوج من امرأتين إن “المياه الساخنة مع التدليك تحسن الدورة الدموية وتجعلنا أقوى خلال الليل”.

وقال يحيى الصادق (40 عاما) وهو أحد مالكي الحمام “يوم الخميس مخصص لطقوس العرائس”. وأضاف أنه “بعد حمام البخار، تدهن العروس قبل زواجها بالزيوت المعطرة استعدادا لليلة الدخلة”.

ويقول مؤرخون إن المعماريين الإسلاميين حرصوا على أن تكون هذه الحمامات فضاء جميلا تستريح النفس إليه، فجعلوها كثيرة الأضواء وعذبة المياه وطيبة الرائحة وذات سقوف مرتفعة تساعد على تلطيف حر أبخرتها.
 

 

.

 
المزيد في الأخبار
    عدن -رشا علي عقدت صباح اليوم الأربعاء 14 مايو 2025م ورشة عمل بعنوان "الوصول المجتمعي لمتخصصات العدالة" بهدف تعزيز الوصول إلى العدالة للنساء والفتيات.** نُفّذت
المزيد ...
تنفيذ عمل مستشفى جديد في عدن بتمويل دولة الإمارات .     عدن – خاص قام وزير الدولة، محافظ العاصمة عدن، الأستاذ أحمد حامد لملس، اليوم الأربعاء، بزيارة ميدانية
المزيد ...
     تفخر وحدة مبادرات التنمية الاقتصادية في مجموعة هائل سعيد وشركاه بالإعلان عن شراكة استراتيجية جديدة مع الاتحاد الأوروبي، تركز على تعزيز خلق فرص العمل
المزيد ...
     تفخر وحدة مبادرات التنمية الاقتصادية في مجموعة هائل سعيد وشركاه بالإعلان عن شراكة استراتيجية جديدة مع الاتحاد الأوروبي، تركز على تعزيز خلق فرص العمل
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
القهوة والتوت والزيتون..7 أطعمة أساسية للحفاظ على الكبد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    تذكرت أبي، وتكدر خاطري وانسكبت الذكريات دفعة واحدة، كأنها ترفض أن تنسى أو تهمل. لم يكن أبي قلبا حانيا
    ما أصعب أن يُزج بأحلام الطلاب في قاعات امتحان تُسمى "وزارية"، بينما الواقع يقول  بأن الوزارة ذاتها
  يعيش المواطن والمجتمع اليمني في دوامة ومجموعة من المشاكل والأزمات الحياتية والاجتماعية، من غلاء الأسعار
  في انتظار استجابة المجد، ننتصب كأشجار مثقلة بالعمر والرجاء، نحدق في الأفق البعيد، حيث لا وعد يلوح ولا
  عدن بين الحمى والحُمى، مدينة يسلخها الحمى من كل جانب، و ينهشها المرض من الداخل، ويطوقها الإهمال من
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025