نزوات أردوغان لقمع "صاحبة الجلالة" .. فيديو وصور
تعد حادثة الاقتحام الأخيرة للسلطات التركية لصحيفة "زمان"، السبت، واستخدام القوة غير المبررة مجرد غيض من فيض، على اعتبار أن وضع الصحافة بتركيا لم ينفك يزداد سوءًا خلال السنوات الماضية، حتى باتت البلاد في المركز 149 من أصل 180 دولة، في مؤشر حرية التعبير العالمي.
فقد أثارت حادثة الاقتحام بالغاز وخراطيم المياه، تنديدا حقوقيا وغربيا واسعا، وسط تحذير من نزوع متزايد لدى أنقرة إلى إسكات الأصوات التي لا تدور في فلكها وخاصة الضرب بيد من حديد على حرية التعبير والصحافة التي تحاول السلطات التركية إخراسها في البلاد.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قدصرح مؤخرا بأنه لا يحترم قرارا قضائيا بالإفراج عن صحافيين تركيين في جريدة "حرييت" سجنا طيلة أشهر بسبب كشفهما إمدادات بالسلاح من المخابرات التركية إلى متشددين في سوريا.
وقضى الصحفيان ، جان دوندار، وإردم غول، 92 يوما على ذمة التحقيق، قبل تحديد موعد محاكمتها في مارس الجاري.
وفي أكتوبر الماضي، تعرض الصحفي التركي المشهور أحمد هاكان، للضرب المبرح على يد 4 "بلطجية" تتبعوه حتى منزله واعتدوا عليه في الشارع أمام المارة، مما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى إدانة الاعتداء.
وقال هاكان قبل أسبوعين من الاعتداء عليه، إنه تعرض للتهديد بالقتل من صحفيين وموالين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسبب مقالاته التي ينتقد فيها سياسة حكومة العدالة والتنمية.
خلال الشهر نفسه، اقتحمت السلطات التركية، مبنى قناة "كنال تورك" المقربة من المعارضة، قبل أيام قليلة من الانتخابات التشريعية، وفرقت عددا من العاملين فيها بالقوة.
ويؤكد العضو البارز في الحزب الجمهوري المعارض، سيزكان تانريكولو، اعتقال 156 صحفيا اعتقلوا في تركيا، سنة 2015، وفقدان 774 آخرين وظائفهم بسبب مضايقات الحكومة.
وباشرت السلطات التركية في 2015 تحقيقات مع 200 صحفي و7 مؤسسات إعلامية، فيما تم فتح ملفات قضائية ضد 238 صحفيا في المحاكم، وفق ما نقلت صحيفة "حرييت دايلي نيوز" التركية.
وتعرضت صحيفة "بوغون" التركية، سبتمبر الماضي، لعملية مداهمة من قبل قوات الشرطة، وذلك بعد نشرها صوراً تثبت نقل أسلحة من الحدود التركية إلى تنظيم داعش في سوريا.
ونبه الاتحاد الأوروبي تركيا، السبت، إلى وجوب احترامها حرية التعبير ومعايير الديمقراطية، سيما أنها دولة مرشحة لتشغل عضوية الاتحاد الأوروبي.
وانتقد متابعون اختزال تركيا للديمقراطية في صناديق الاقتراع، دون حماية ضماناتها من إتاحة هامش تحرك للمعارضة والإصغاء للإعلام، قائلين إن شوكة "السلطان" تقوت بعد استعادته الأغلبية البرلمانية في الانتخابات التشريعة الأخيرة.
وقد أثارت حادثة اقتحام صحيفة زمان تنديدا واسعا، إذ وصفت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسي الحادثة وتعنيف المتضامنين مع "زمان" بـ"يوم العار"، الذي يعني كافة من يشتغلون في محراب "صاحبة الجلالة".
أما صحيفة "لابريس الكندية" فقالت إنه بات واجبا على أوروبا أن تتحرك للضغط على أنقرة كي توقف استهدافها للصحافيين، بعدما وصلت الأمور حد وضع واحدة من أكبر الصحف تحت الوصاية.
ورأى الصحافي الدنماركي، بلوك تومسن، أن تركيا أكدت استحقاقها لذيل مؤشر الصحافة الدولي، بعدما أقدمت على اقتحام الصحيفة، مكللة بذلك مسارا من المضايقات.
.