“مثليو الجنس” يأججون صراع الحكومة والمجتمع في المغرب
يقول وليد، شاب مسلم متدين يبلغ من العمر 30 عاماً، إنه أدرك مثليته الجنسية عندما كان في الثالثة عشر من عمره. مضيفاً أنّ قبول هويته الجنسية في المغرب أمر معقد وصعب.
ويتابع وليد، الذي يعمل نادلاً في الدار البيضاء: “أود أن أعيش حياة طبيعية، فحين أقول لنفسي أنني شخص طبيعي يتملئ رأسي بالفوضى في نهاية المطاف”.
وأضاف، أنّ اليأس دفعه إلى محاولة الانتحار منذ 10 أعوام، فهو يشعر بالعزلة والتعارض مع تعاليم دينه الإسلامي، قائلاً: “أشعر بالخوف دوماً لأنني واثق بأن المجتمع لن يتقبلني كما أنا”.
ومع ذلك، قد تتغير الأوضاع في المغرب الذي يعاني من تناقضات في طريقة التعامل مع الجنس.
ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، دعا حسن حداد وزير السياحة في البلاد، إلى عدم تجريم المثلية الجنسية، وعمّق هذا التصريح الانقسامات بين الأحزاب السياسية والحكومة التي يهيمن عليها الإسلاميون والتي تسعى لتشديد العقوبات ضد مثليي الجنس، في حين اشتهرت المغرب منذ زمن طويل بجذب السياح الغربيين كونها وجهة للسياحة الجنسية .
وتعكس قوانين المملكة الصارمة ضد المثلية الجنسية توتراً في المجتمعات العربية بهذا الشأن، حيث يتم التعامل مع مثلية الجنس كجريمة في العديد من الدول العربية من الجزائر إلى العراق .
وفي ليبيا، يمكن أن تصل عقوبة المثلية الجنسية بين البالغين بالتراضي إلى الإعدام.
وفي المغرب، تعدّ المثلية الجنسية جريمة، حيث تنص المادة 489 من قانون العقوبات المغربي على أنّ عقوبة المثلية الجنسية تتراوح من ستة أشهر إلى 3 سنوات وغرامة قدرها 20 دولاراً على الأقل وتصل إلى 100 دولار. وفي يناير/كانون الثاني، تم إلقاء القبض على رجلين بعد تقبيلهم بعضهم البعض في حرم الكلية في إنزكان، وهي مدينة في جنوب البلاد.
وتوضح سمية كسوس، أستاذة علم الاجتماع في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، أنّ صعود الأحزاب الإسلامية وتأثير القنوات التلفزيونية المحافظة وتطوير شبكة الانترنت قد ساهمت في تطرف المواقف ضد مثلية الجنس في الوطن العربي.
ووفقاً لاستطلاع رأي أجرته مجلة “تيل كيل” الشهرية ومعهد أبحاث “TSN” على 1000 شخص من عمر 18 وصولاً إلى كبار السن، تبيّن أنّ 8 من أصل 10 مغاربة يرفضون مثليي الجنس.
وقالت سمية إنه قبل صعود الأحزاب الإسلامية في المغرب كان هناك درجة من التسامح، فلا تجريم أو إدانة لمثليي الجنس، ففي عام 1956 كانت البلاد وخاصة الميناء الشمالي من مدينة طنجة ملاذاً للأمريكيين والبريطانيين المثليين.
وترتفع، في جميع أنحاء العالم اليوم، أعداد الشباب الذين يذهبون إلى المساجد ويأخذون على عاتقهم مهمة الدفاع عن الإسلام ضد “الكفار” الذين يريدون تدميره ويشجعون المسلمين على الزنا.
وشككت نزهة الصقلي، وهي سياسية يسارية من حزب التقدم والاشتراكية، في إمكانية عدم تجريم مثليو الجنس في المملكة، معتبرة أنّ هناك نقصاً في الشجاعة السياسية.
على أرض الواقع، التسامح مع المثلية الجنسية في المجتمعات المحافظة قد تأتي عن طريق التشخيص الطبي. ففي إيران، حيث يعاقب المثليون بالإعدام تقدم الحكومة مساعدة مالية لإجراء تغييرات الجنس. ففي عام 2008 قام هذا البلد بعمليات تغيير للجنس أكثر من أي بلد آخر باستثناء تايلاند، وفقا لـ”بي بي سي”.
وتقول زينب، البالغة من العمر 31 عاماً، وتعيش في مونتريال: “والدتي لم تقبل أبداً حقيقة مثليتي الجنسية عندما صارحتها في سن الـ19 بحبي للفتيات لكن بالنسبة لها هو مرض قابل للشفاء”.
-إرم نيوز:
.