نداء استغاثة من تعز .. صورة

وسط صمت عالمي وتخاذل دولي مشين تمضي تعز على طريق مضايا وربما تكون أكثر سوء منها ..
تعز لم تعد تكتوي بنيران عملاء ايران واذنابهم فقط فهاهي المدينة المغلوبة على أمرها تودع الحياة وإن بدأ الموت أكثر بطاء وشؤما ..
هو نداء عاجل واستغاثة يبعث به سكان منطقة الزهراء وحي كلابة وحي الفتح - بمديرية صالة المدخل الشرقي لمدينة تعز , إلى منظمات الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان في العالم والمنظمات العربية وجميع الجمعيات والإئتلافات والمبادرات العاملة في تعز .
نص نداء هؤلاء القوم المسملين حمل الرسالة التالية :
نقول لكم بأن الوضع المعيشي في الأحياء المذكورة قد بلغ فيها الويل والمرض ونقص في الغذاء والدواء والماء ذروته نتيجة حصار مليشيا الحوثي والمخلوع خلال هذه الفترة إذ اننا لانستطيع التحرك في هذه المنطقة لإقتناء بعض احتياجاتنا الأساسية بسبب تعرضنا للقنص وقد فقدنا الكثير من نسائنا واطفالنا وشبابنا وشيوخنا وجرح منا الكثير بسبب القناصة المنتشرين على مساحة معسكر القوات الخاصة ( الامن المركزي سابقا ) والذي يطل على المنطقة بكاملها , حيث ان الحي يختلف عن بقية الاحياء السكنية في تعز بالدخول والخروج .
يتابع سكان هذه المدنية مناشدتهم لضمائر الحية : ومن هنا ننادي المنظمات والهيئات الإغاثية والمبادرات ان ينظروا الى حالنا فمن يمر من شوارع المنطقة من الاهالي وهم يحملون اسطوانات الغاز او قنينات المياه تقوم هذه المليشيات بإطلاق النار عليه , فنحن نعتبر في خط تماس خطير جدا ويعتبر وضع سكان هذه المناطق الاخطر حاليا كونهم لايستطيعون التحرك لا الى جهة مليشيا الحوثي والمخلوع ولا الى المدينة المحاصرة وحتى النزوح بسبب عمليات القنص المستمرة ولاتستطيع حتى كاميرات الاعلام الوصول الى المنطقة , صحيح ان الوضع مأساوي في المدينة بشكل كامل لكن وضعنا هو الاسوأ ويحتاج الى استجابة عاجلة جدا لأننا في المدخل الشرقي لا يعلم احد بحالهم ولايعيره احدا اهتماما فكان التركيز على المدخل الغربي معبر الدحي هو محط تركيز الاعلام , ونحن هنا لانستطيع ادخال المياه ولا الغذاء ولا الدواء والجرحى لانستطيع اسعافهم , والوضع مأساوي جدا جدا ..... فهل من مغيث .
هل تتوقف معانأة هذه المدينة هنا .. لا .. دعونا نستعرض حالة أخرى من المحافظة المنكوبة في وضع سطره الصحفي فهد سلطان وهو ينقل نزيف مدينة أخرى :
قرية المرزوح في جبل صبر / تعز تعيش مجاعة حقيقية منذ اشهر, بسبب الحصار, ونزوح ثلاث قرى مجاورة لها إليها, وباتت على وضع إنساني صعب للغاية, هناك وفيات تسجل في صفوف الاطفال بسبب الاسهالات وسوء التغذية, وغياب تام للمراكز الصحية.
طفلة نازحة من قرية الديم تبلغ من العمر 9 أعوام قبل أسابيع اصيبت بشظايا قذيفة دبابة في القرية المنكوبة, وتم اسعافها الى المدينة, وبسبب بعد المسافة وصلت الى المستشفى وتوفيت بعد ساعات في العناية المركزة.
مشكلة هذه القرية التي احجم الكثير من الوصول إليها, من مراسلي القنوات الفضائية ومندوبين الجمعيات الخيرية, أن الطريق الرئيس والاسهل نسبياً, لها عبر منطقة ثعبات مقطوعة, والطرق الاخرى متعبة, ولذلك تم التخلي عن القرية وعن معاناتها لهذا السبب, لأن الكثير من هؤلاء لا يقصد عمل إنساني بقدر ما يقصد راتب وانجاز عمله بأسرع وقت ممكن.
كان هناك تواصل مستمر, مع مراسلين لعدد من القنوات الفضائية, لعمل تقارير تلفزيونية, عن حقيقة المعاناة للقرية, ومع الاسف والاسف الشديد, يتم المماطلة من يوم الى اخر والسبب بعد المسافة, دون الإفصاح من قبلهم.
وحسب شهادات شباب من القرية, أن عدد من المنظمات ومنها جمعية معاذ الخيرية وصل لها مندوبين الى القرية, وبسبب أن المعونات سوف تكلف ضعف فيما لو وزعت في اماكن اخرى تم تجاهل القرية من أي معونة حتى هذه اللحظة.
.