الإمارات ترفع يدها عن عدن.. وموقف الرئاسة من نهب لواء "حزم سلمان" صب الزيت على النار (تفاصيل)

- أشرف الفلاحي:
بدأت مؤشرات تنامي ملامح فشل الإمارات في إدارة ملف مدينة عدن جنوبي البلاد في ظل تصاعد الانفلات الامني الذي تشهده المدينة منذ تحريرها من قبضة الحوثيين في يوليو من العام الماضي.
مصادر سياسية وثيقة الاطلاع أشارت الى ان الامارات بدأت برفع يدها عن أهم المواقع الحيوية في عدن، التي كانت تقع ضمن حماية قوات إماراتية أبرزها “مطار عدن الدولي”، وإيقاف دعم مشاريع خدمية سبق وأن تكلفت بها مثل “الكهرباء، والماء” اللذين بدءا في الانقطاع مجددا.
وربطت المصادر التي تحدثت لـ”عربي21″ ، بين تراجع الدور الاماراتي في عدن وحالة التململ والخوف التي تسود سياسات دولة الإمارات المشاركة ضمن التحالف الذي تتزعمه السعودية.
وفي وقت سابق، كشفت مصادر موثوقة : أن إغلاق مطار عدن الدولي، الأحد الماضي، أمام الرحلات الجوية إلى أجل غير مسمى جاء بإيعاز من قيادة القوات الإماراتية في عدن لعناصر من المقاومة الشعبية، ردا على الدعم التركي للرئيس اليمني في مجال النقل.
وأضافت المصادر السياسية التي اشترطت عدم الإفصاح عن اسمها أن هذا التحول الجديد لموقف “أبوظبي” الذي عرف بحماسه الشديد في عدن، يعود لأسباب عدة أهمها “تدهور الوضع الأمني في المدينة، وحالة العجز التي تقابل هذا التدهور من قبل القيادات الإدارية والأمنية والعسكرية في عدن.
ومن بين الأسباب، وفقا للمصادر، عمليات النهب الواسعة التي طالت آليات وأطقم وأسلحة خفيفة ومتوسطة تابعة لمعسكر “لواء حزم سلمان” قبل نحو أسبوعين، في خور مكسر بعدن، وهو أول الأولوية العسكرية الذي أنشأته قوات التحالف بقيادة السعودية في أعقاب استعادة عدن من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إذ “كان بمثابة صب الزيت على النار مع القادة المواليين للرئيس عبدربه منصور هادي”.
وأشارت إلى أن هذه العمليات أغاظت قائد القوات الإماراتية، مشبب العتيبي، في الوقت الذي كان موقف القيادات العسكرية الموالية للشرعية سلبيا عندما قوبلت حالات النهب بالصمت دون أي تحرك.
وأوضحت أن القيادة العسكرية التابعة للإمارات تنتظر من الرئيس هادي قرارا بتغيير قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء أحمد سيف اليافعي، والذي خضع قبل أيام، برفقة وزير الداخلية، حسين عرب، للإقامة الجبرية في قصر المعاشيق بمدينة عدن، والتحقيق من قبل “العتيبي”.
من جانب آخر، لمحت المصادر اليمنية إلى أن هناك بوادر على فشل إماراتي في إدارة ملف عدن، سيما وأنها ماتزال تديره من متن سفينة حربية ترابض قبالة سواحل مدينة البريقة غرب عدن.
واستدركت قائلة: “إن هذا الأمر ناتج عن مخاوف قيادة القوات الإماراتية من سقوط عدن في أيدي الجماعات المتطرفة التي تنشط بقوة، نتيجة حالة العجز والانقسام بين المكونات والأطراف الموجودة فيها”.
وأشارت إلى وجود شبه خلافات بين الرئاسة اليمنية والطرف الإماراتي في عدن، على خلفية إدارة المدينة من قبل القيادات المحسوبة على الحراك الجنوبي الممثلة بالمحافظ “عيدروس الزبيدي”، ومدير شرطة عدن، “شلال علي شائع”، اللذين تتمسك بهما “أبوظبي” رغم فشلهما، “ولذلك يحرص الرئيس هادي على إبقائهما لتهدئتها وإرضائها”.
وتعاني مدينة عدن (كبرى مدن جنوب اليمن) وضعا معقدا، في ظل توقعات بتصاعد حدة التوترات بين الرئيس اليمني وقيادة القوات الإماراتية المشاركة ضمن التحالف العربي بالمدينة، في حال لم يستجب الرجل للطلبات التي تقدمت بها وأولها إقالة اللواء اليافعي المتهم بالتراخي حيال نهب لواء “حزم سلمان” من قبل مجموعات مسلحة.
* المصدر | عربي21
.