ابو الكباتن: حكاية «لاعب القرن» وأفضل محترف في تاريخ الكرة اليمنية
يعد الكابتن علي محسن المريسي، من أفضل لاعبي كرة القدم الذين مروا على تاريخ اليمن ان لم يكن افضلهم ، لما أظهره من مهارة وقدرات غير عادية، جعلته يفوز بلقب لاعب القرن في استفتاء رسمي جرى عام 2000م، كما صنف كأنجح المحترفين على مستوى الكرة اليمنية من خلال ما حققه مع نادي الزمالك المصري.
و بدأ «المريسي» ممارسة كرة القدم في نادي الغزال بعدن الذي حمل لاحقا اسم نادي الشعب ثم الميناء، قبل أن يذهب للدراسة في جمهورية مصر العربية عام 1950م، وسكن في الدقي وعاش مع أسرة مصرية ولعب كرة القدم في حواريها ولفت الأنظار إليه من خلال لعبه الكرة بشكل متواصل نتيجة تعثر التحاقه بالدراسة في عامه الأول في مصر بسبب رفض الثانوية الإبراهيمية انضمامه إليها.
اكتشف الموهبة الفذة للاعب القرن، المدرب الزملكاوي محمد قنديل وضمه إلى نادي الزمالك عام 1956م واستمر في رعايته رياضيا، وفي عامه الثاني بمصر قبلته الثانوية الإبراهيمية وانضم إلى فريقها الكروي وتألق في صفوف فريقها الكروي وتم اختياره أفضل لاعب في البطولة الكروية على مستوى المدارس الثانوية في القاهرة فكرمته الثانوية الإبراهيمية بصرف راتب شهري قدره عشرة جنيهات مع منحه حق السكن في سكنها الداخلي.
بدأت شهرته الحقيقة في مصر بعد خوضه نهائي كأس مصر في صفوف الزمالك أمام الأهلي عام 1958م على ملعب الترسانة وقد سجل هدف من هدفي الفوز الزملكاوي(2/ 1)، بينما بلغ ذروة تألقه الكروي مطلع الستينات من القرن الماضي عندما حقق لقب هداف الدوري المصري كلاعب محترف في الزمالك أعوام 1960م، 1961م، 1962م، بشكل دفع الشارع الرياضي المصري للمطالبة بمنحه الجنسية المصرية لكنه رفضها معتذرا بتمسكه بجنسيته اليمنية.
ومما يذكر في تاريخه أنه لعب إلى جوار الأهلاوي صالح سليم كمعار للقلعة الحمراء وزامل حمادة أمام ومحمود أبورجيله ومحمود الجوهري ويكن وغيرهم من النجوم في الزمالك وواجه بيليه وبوشكاش وزاجالو وعموبابا وتميز بقدرته الفائقة على المراوغة وترويض الكرة وركلها هوائيا بقوة من أي وضع، وسجل هدف من أهداف الزمالك الستة في مرمى وست هام صاحب اللاعبين الستة في بطل كأس العالم 1966م، وأطلقت عليه الصحافة والجماهير في مصر عدد من الألقاب اشهرها:" أبو الكباتن، الواد اليمني، السفير الاول، علي اليمني، قاهر وست هام، الهداف، الهرم الرابع، عابر القارات" كما اطلق عليه المعلق الشهير لطيف لقب"علي أطلس".
وعقب اعتزاله تخرج من الكلية الحربية في مصر برتبة ملازم وعمل معلما في الكلية الحربية اليمنية ووصل إلى درجة مستشار بوزارة الشباب والرياضة اليمنية، ودرب أندية الشعب والميناء والهلال في صنعاء وعدن وقاد العديد من المنتخبات اليمنية وحقق معها عدد من الإنجازات والانتصارات التي لا تزال الجماهير اليمنية تتغنى بها حتى الآن.
كما قاد «المريسي» فريق هورسيد الصومالي كمدرب في موسمين متتالين 1972م ـ 1973م إلى إحراز بطولة الدوري الصومالي وبطولة شرق إفريقيا، كما ساهم في الإشراف على منتخب الصومال الوطني.
وعالجه الرئيس الخالد جمال عبدالناصر على حسابه الخاص في بريطانيا وكرمه في مناسبة أخرى كما حصل على التكريم من الرئيس الأسبق علي ناصر محمد.
وتوفي أسطورة الكرة اليمنية، في 26 نوفمبر 1993م في صنعاء التي أطلق اسمه على أكبر ملاعبها الكروية" ملعب المريسي" وينظم فرع الاتحاد اليمني لكرة القدم بعدن مسابقة سنوية باسمه كما أطلقت السلطة الملحية بعدن اسمه على الشارع الذي كان يسكن فيه في مدينة التواهي.
.