لماذا صدر قرار التعيين بعد لقاء السفير الأمريكي بهادي ؟ وما هو سر توقيت التعيين؟
لقي القرار الذي أصدره الرئيس هادي بتعيين اللواء "علي محسن الأحمر" نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة ردود أفعال واسعة في الأوساط السياسية والشعبية جنوبا وشمالاً، وحمل تحليلات عدة وآراء متنوعة، حيث اعتبر البعض هذا التعيين يصب في مصلحة الحوثيين وصالح، بينما قال البعض الآخر إنه يمهد للحسم العسكري، وإيجاد بديل مناسب له نفوذه وتغلغله في الشمال بين القبائل وفي المؤسسة العسكرية.
وكان للجنوبيين رأي آخر، حيث عبروا عن تخوفهم من هذا القرار، ومن خلفيته لمستقبل القضية الجنوبية..
معلومات عن القرار
وجمع لقاء الرئيس هادي مع السفير الأمريكي الاثنين الماضي في الرياض، وكان هذا اللقاء بعد وصول السفير الأمريكي، من مسقط في اليوم نفسه، وقد حمل السفير الأمريكي للرئيس هادي النتائج الإيجابية في الحوارات التي تجري في مسقط باستئناف الحوار، إلا أن الرئيس هادي شدد على تطبيق القرار الدولي وهذا ما ورد في الخبر الذي تلا اللقاء الذي جمع هادي بالسفير الأمريكي، حيث ورد الخبر بالنص أن الرئيس هادي شدد خلال لقائه بالسفير الامريكي أنه لابد من تطبيق القرار الأممي وفي الليلة نفسها صدر قرار الرئيس هادي بتعيين اللواء علي محسن نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وهذا القرار يعني أن التحالف والشرعية قد قررا الاتجاه إلى الحسم العسكري، حيث إن السعودية ترمي إلى تخفيف الضغوط التي تتعرض لها بتوقيف الحرب وتعطي كل القيادة لاتخاذ القرار للطرف القوي وهو الاصلاح والجنرال هو أحد ركائزه
دور الإصلاح وحميد
وبحسب معلومات خاصة أدلي بها لـ"الأمناء" بشأن هذا التعيين وهي أن حزب الإصلاح قام بالضغط، لتعيين اللواء علي محسن منذ بعض الوقت وعندما كانت الضغوط على أشدها أصدر هذا القرار حيث إن الاصلاح مع خيار "الحسم العسكري"، دون أي حلول عسكرية، وهذا ما يتفق مع توجهات المملكة العربية السعودية.
كما وقالت مصادر في حزب الإصلاح، إنه لا خيار آخر غير الحسم العسكري، ولذلك سيسعى الإصلاح في الأيام القادمة إلى محاولة الحسم العسكري، لأنه يدرك أن الوقت ليس في صالحه، كذلك يريد استغلال هذه الفرصة التي لن تكررها السنين، بالقضاء على أهم منافسين لهم.
وقالت مصادر خاصة لـ"الأمناء" في الرياض، بأن اللواء علي محسن سيتولى قيادة الحرب بشكل كامل، وسيكون الطرف الرئيس في كل الحوارات بالأيام القادمة، مع الاطراف التي تسعى إلى توقيف الحرب.
وتضيف تلك المصادر بأن موقف اللواء الأحمر مع الحسم العسكري، مهما كانت حجم الضغوطات الداخلية والخارجية لإيقاف الحرب، مضيفة: بأن الجنرال سيستخدم ويجلب كل أدواته في هذه المعركة الفارقة، حسب قولها.
هادي ودوره في القرار
وقالت لـ"الأمناء" مصادر مطلعة ومتطابقة بأن دور الرئيس هادي في اختيار قرار التعيين، لم يكن دوراً أساسياً، ولم يقم الاختيار عليه فقط إنما تم وضعه تحت إجماع في الرياض توج بإصدار ذلك القرار، وهو لم يكن متحمسا لذلك، حد تعبيرها.
وتواصل تلك المصادر قولها بأن حزب الإصلاح الطرف الأقوى، من حيث فرضه لهذا القرار، الذي حصل على الضوء الأخضر من التحالف.
وكان رجل الأعمال الإصلاحي "حميد الأحمر" في مقابلة سابقة له قد قال بأن هنالك عمل دؤوب ومستمر بشأن إقناع دول الخليج، بأن الإخوان "الإصلاح، لا يمثلون على الخليج أي خطر، وأردف أنهم في الأخير سيقتنعون بالأمر، إنما يحتاج ذلك وقت، وهو بالفعل ما حدث، وهذا ما يؤكد الضغوطات والأعمال المنسقة التي يقوم بها الإصلاح، خلف الكواليس ومنذ وقت مبكر جداً.
خطف الأضواء من الرئيس هادي
وبعد إصدار هذا القرار الرئاسي بيوم واحد فقط، تصدر الجنرال "علي محسن الأحمر" - مبكراً - واجهة الإعلام الرسمي التابع للشرعية، حيث أفرد التلفزيون الرسمي ووكالة سبأ للأنباء التابعة للشرعية، الحيز الأهم والأكبر والأول فيها؛ للقاء الجنرال الأحمر بالسفير البريطاني، في حين عقد الرئيس هادي في الرياض اجتماعاً مهماً بحضور نائب الرئيس ورئيس الوزراء خالد بحاح، وعدد من وزراء الحكومة والمسؤولين، إلا أنه لم يتم إيلاء الأمر اهتماماً كبيراً كما تم الاهتمام بلقاء الأحمر.
وعد مراقبون سياسيون تعيين الجنرال بهذا المنصب الحساس، والذي اعتبروه بمثابة "حاكم عسكري" للبلاد بعد اختياره لأَن يصبح الرجل الثاني للمؤسسة العسكرية، والرجل الأول بالنفوذ، بأنه يهدد سلطات الرئيس وبقاؤه في أعلى هرم السلطة، في الأيام القادمة وتحكمه في مسارات كل شيء، إذا ما نجحت الحملة العسكرية على الحوثيين وصالح بصنعاء وتمت إزاحتهم من المشهد العسكري.
وأرجع المراقبون السبب إلى نفوذ هذا الرجل وتغلغله في جميع مفاصل البلاد ومؤسساته، وما إيلاء الإعلام وإظهاره لعامة المواطنين من الشعب بأنه الرجل الوطني الأول في كل شيء، وبأنه الوحيد الذي يخاف على الوطن إلا دليل على هذا التغلغل العميق للرجل.
الإعلام التابع للشرعية وتزامنه بنص الجنرال
وفي الوقت ذاته يسير أداء الإعلام الرسمي (بتزامن دقيق)، مع ما يقوم بالتصريح به، كما حدث في أول تصريح له عقب تعيينه، وإظهار نفسه وكأنه لا يأبه لهذا المنصب العسكري المهم كثيراً، ولكنه فقط جندي من جنود هذا الوطن، كما لم يفته إرساله رسائل تطمينية لشرعية الرئيس هادي وطاعته في كل أمر، وهذه ربما قد تكون مؤشرات لها ما بعدها.
وحسب قول المراقبين في الشأن السياسي بأن التعيين لم يأتِ إلا برضاء كامل، واختيار من قبل التحالف، واصفين إياه بالواقعي، من حيث إمساكه بقيادة المؤسسة العسكرية في هذا الوقيت المهم، لكسر شوكة الانقلابيين، وما هذا إلا دليل آخر دامغ على أن ذلك لم يكن إلا عربون ثقة لـ"مستقبل قادم" مزدهر ينتظر الجنرال، حدّ وصفهم.
وفي وقت سابق من هذا، تلقى إعلام الشرعية اتهامات وانتقادات لاذعة، بتوجهه لإظهار رجالات حزب الإخوان المسلمين "الإصلاح"، واستثناء القضايا الوطنية المهمة كالقضية الجنوبية وكل من يمثلها أو يذكرها، وهذا يعود للذراع المتحكمة بالإعلام الشرعي والذي قيل إنها تتبع نفوذ رجال معروفين بانتماءاتهم وولاءاتهم لأشخاص وأحزاب من دون الوطن.
ردود أفعال مختلفة
ولقي هذا التعيين جدلاً واسعاً، بين مؤيد ومعارض، حيث أيّدت العديد من القبائل الشمالية مباركة هذا القرار، ومن بين المهنئين "حسين الأحمر"، والذي زفَّ تهانيه لكل قلب ثائر ووطني وحر وكل أبناء اليمن، وخص بالذكر أبناء القوات المسلحة والأمن البواسل والمقاومة الشعبية المرابطين في كل جبهات القتال.
وعلى النقيض، امتعض أغلبية الجنوبيون من هذا التعيين، ووصفوه بالقول:" سيذهب علي وسيأتينا علي"، وهذا التعبير نوع على أن ما يحدث هو نفسه وعبروا عن هذا الأمر بأنه لا فائدة ترجى من تسوية الأوضاع، بينما بارك القرار جنوبيون قلة يتبعون حزب الإصلاح؛ والبعض الآخر عده من ناحية سياسية، بأنه لابد من صناعة رأس ينضوي تحته كل الشماليين، لترتيب الأوضاع وطمأنة الناس هناك، والالتقاء في مخرجات ما بعد عاصفة الحزم.
وقال الرئيس "العطاس" في وقت سابق، على قناة العربية بأن المقاومة الجنوبية، لن تنتصر جنوباً، والجنرال في غرفة الإحداثيات، فتم إبعاده منها حينها، وأجلت المقاومة الجنوبية بعدها مليشيات صالح والحوثيين من الجنوب بعد أيام قلائل.
.