العثور على وثيقة قديمة تثبت الرئيس المصري جمال عبدالناصر من أصول يمنية (شاهد)

من في مصر لا يعرف علي أحمد باكثير "إنه يمني"، جمال عبدالناصر "إنه يمني"، إبراهيم المازني "إنه يمني"، الإمام مالك "إنه يمني"، المتنبي "إنه يمني"، ويمكن أن أظل هكذا ساعات طوالاً، وتكون الإجابة "إنه يمني"، كثيراً من الثوابت التي كنت اعرفها هنا تبدلت عندما ذهبت إلى حضرموت.
 
كنت أعرف أن أهل قريتي كفر المياسرة ينتمون "جميعاً إلى قبيلة بني ميسر" وهي من بطون العرب، ولكني هنا تأكدت أن هذه القبيلة هي بنو ميسرة وهي من بطن من مذحج، وهي يمنية.
 
في حضرموت تتغير أشياء كثيرة، فالهجرات اليمنية إلى شمال أفريقياء وغربها، وشرق أسيا "اندونيسيا ، ماليزيا، بروناي"، اغلبها كان من أهل حضرموت، فعلي أحمد باكثير يمني لكنة ولد في اندونيسيا.
 
في رحلتي إلى حضرموت كان معي صديقان مثقفان طيبان متحمسان يعرفان الكثير عن الأرض الحضرمية وتاريخها، وكلاهما يعمل صحفياً، وخلال رحلتي حدثاني عن استعداد أهل "المكلا" لاستقبال "هدى عبدالناصر"، وهي فرصة لترى أهلها والديار التي خرجت منها عائلتها، وظللت اسأل هنا عن اصل عبدالناصر، فدلني الأصدقاء على كتاب يقع في أربعة مجلدات عنوانه "الجامع".
 
وسألت عنه في عشرات المكتبات ولم أجده، إلى أن جاءني قبل سفري بساعات، ومن فرط فضولي بدأت قراءته في الوقت ذاته الذي تسلمته، وكان الكتاب الأكثر متعة والأكثر جدلاً وتساؤلاً.
 
وهذه المجلدات الأربعة هي جامع شمل أعلام المهاجرين المنتسبين إلى اليمن وقبائلهم، وقد كتبه محمد عبدالقادر بامطرف، وجهده هذا كان يتطلب مؤسسات ووزارات، ولكن الرجل أمضى خمس سنوات يجمع ويستقصي ويفهرس عدة ألاف الشخصيات ذات الأصول اليمنية.