روسيا اليوم تفاجئ الجميع بمعلومات عسكرية عن معركة صنعاء ( تفاصيل )
نشرت قناة ” روسيا اليوم” في موقعها مقال تحليلي عبر الكاتب البحريني المعروف و المهتم بشؤون اليمن محمد الأحمد بعنوان ( واقترب سقوط صنعاء ) ، حيث جاء فيما نقله عبر روسيا اليوم وكما تابع ” اليوم برس ” وكما يلي :
مع استمرار المواجهات شرق صنعاء وغارات التحالف عليها، ارتفعت أصوات منادية بإنجاز اتفاق سياسي، يتم بموجبه تسليم العاصمة إلى طرف محايد، واستئناف مسار التسوية السياسية، وإنهاء الحرب.
على بعد نحو أربعين كيلومترا من صنعاء، تدور منذ أيام مواجهات عنيفة بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعومة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين من جهة أخرى. وبالتزامن مع ذلك، تواصل طائرات التحالف غاراتها المكثفة على المدينة ومحيطها، فيما تزداد حركة المؤيدين للحكومة داخل العاصمة وفي محيطها.. ما أثار مخاوف السكان من حرب تدمر المدينة على غرار ما حدث في عدن وتعز.
ولم يكن يعلم التحالف الداعم للرئيس هادي أن الاقتراب من صنعا سيغير قواعد المواجهة، وسيشرع الأبواب أمام ضغوط حقيقية على خصومه، من أجل الحل السياسي، الذي طالما تلكأوا في السير على طريقه، مستندين إلى قدرتهم في الصمود في تعز والبيضاء وعلى جانب الحدود مع السعودية.
كما لم يتوقع الطرف الآخر أن تصبح صنعاء مهددة بالاجتياح بهذه السهولة؛ وهو، الذي يمتلك أهم الوحدات العسكرية في مداخلها، وحزاما قبليا مساندا له.
وكان رهان تحالف الحوثيين وصالح منذ بداية الحرب على إبقاء مناطق نفوذهم في شمال البلاد بعيدا عن المعارك، كما حرصوا على إظهارها أكثر انضباطا وأمنا من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة؛ ولذا، خاضوا معاركهم في المناطق البعيدة، مثل: تعز وعدن ولحج والضالع وإب.
وعندما أخرجتهم القوات الحكومية من محافظات الجنوب، وجهوا قوتهم نحو الشريط الحدودي لإلحاق أكبر قدر من الخسائر في الجانب السعودي.
وخلافا لذلك، راهنت الحكومة والتحالف على مواصلة التقدم من الجنوب نحو الوسط ، وظهرت معركة تعز وكأنها الفاصلة بين الجانبين، لكن التحالف لم يتمكن من الانتصار في هذه المعركة، التي حرص خصومه على أن تكون ورقة قوية في المفاوضات، ونجحوا في استخدام ذلك؛ وهو ما استدعى من التحالف تغيير خطته، والتحول من مأرب نحو صنعاء.
وعلى الرغم من كون صنعاء العاصمة مركزا أساسًا على الصعيدين العسكري والاجتماعي للحوثيين وصالح، فإن اقتراب المعارك منها أوجد واقعا متباينا، تعالت معه الأصوات الداعية إلى اقتحامها، “لأن ذلك سيؤدي إلى حسم المعركة بعد عشرة أشهر على بداية العمليات العسكرية”؛ في حين ارتفعت أصوات أخرى، مناهضة لتلك الدعوات، تطالب بحل سلمي لموضوع صنعاء، لتجنيبها الدمار والفوضى، التي تعصف اليوم بالمناطق، التي حررتها الحكومة؛ حيث انتشر تنظيما “القاعدة” و”داعش” في عدن ولحج وأبين وشبوة، ويوجد “القاعدة” بقوة في تعز.
وبما أن التحالف وجد ضالته في معركة صنعاء، فإنه دفع بإعداد كبيرة من القوات إلى مديرية نهم، كما نشط في كسب ولاء القبائل المحيطة بها، وكثف من غاراته على المدينة، مستهدفا كل موقع يشك بوجود الحوثيين وأتباع صالح فيه – أكان ذلك الموقع مخزنا للبضائع أم منشآت أثرية – كما حدث في مدينة كوكبان.
كما فُتحت جبهتا قتال في الشريط الساحلي الغربي في محافظة حجة، في الطريق إلى الحديدة وجبهة كرش، في أطراف محافظة لحج مع محافظة تعز
ووسط حالة الخوف والترقب، التي يعيشها أكثر من مليوني شخص، يقطنون العاصمة اليمنية؛ علقت الأمم المتحدة اتصالاتها لاستئناف النشاط السياسي رغم الإشارات الإيجابية، التي تلقاها المبعوث الخاص باليمن من الحوثيين وأتباع الرئيس السابق، على أن تستأنف هذه الاتصالات نهاية الشهر الجاري في انتظار ما سيتحقق على صعيد محادثات السلام في سوريا.
.