القصة الكاملة لسقوط "ذوباب" بيد الحوثيين مجدداً (تقرير خاص)

ما تزال الصدمة تنتاب كل من سمع بفاجعة مقتل عشرات الجنود من أفراد قوات لواء زائد العسكري بجبهة ذوباب وسقوط آخر المواقع الاستراتيجية بيد جماعة الحوثي والتي تطل على مدينة ذوباب بعد معارك عنيفة استمرت لأيام دون إسناد جوي وإمداد للذخيرة الحية لقوات الجيش ؛ واستخدام الحوثيون لأسلحة متطورة كالصواريخ ومدافع الهاون والأسلحة المتوسطة، ما مكنهم من السيطرة على مواقع للجيش في ظل غياب تام للطيران الحربي والمروحي وانعدام التعزيزات أسوة بغيرها من الجبهات.
استنفار للقبائل المحاذية لمديرية ذوباب
مع الإعلان عن سقوط جبل الإرسال المطل على مديرية ذوباب والمجمع الحكومي وإدارة الأمن بيد مسلحي الحوثي عقدت حشود لمشائخ وأعيان قبائل الصبيحة بمنطقة خور عميرة لمناقشة خطر تقدم جماعة الحوثي صوب باب المندب البوابة الغربي وبحث سبل التصدي لتوغل الحوثي.
واتفق الحاضرون على دعم جبهة ذوباب فور الانتهاء من الاجتماع والذي عقد صباح اليوم الاثنين 15/2/2016م بما يقارب الألف مقاتل قبلي بمعية اسلحتهم الشخصية بالإضافة إلى أسلحة 23ومدافع شاخوف ودشكا وذخيرة لتدارك الأمر والذي طرئ مؤخراً.
وقالت مصادر قبلية لــ "مندب برس" أن المقاتلين توافدوا من مديرية المضاربة ورأس العارة -حسب الاتفاق- إلى باب المندب وذلك للبدء بعملية واسعة النطاق وذلك من أجل استعادة المواقع التي سقطت بيد الحوثيين مؤخراً ؛ فيما تم تعزيز جبهة الوازعية بعدد من مقاتلي القبائل وذلك بعد تعزيز للحوثيين بـ(200) مقاتل باتجاه الوازعية بغية الوصول إلى مفرق الأحيوق من أجل السيطرة عليه والطريق المؤدية للأحيوق ووصولاً إلى العُمري والواقع ضمن الحدود الإدارية لمديرية ذوباب.
مماطلة التحالف وانعدام التعزيزات
وقالت قيادات عسكرية بارزة لـ"مندب برس": ؛ أن غياب الطيران كان العامل المساعد لسيطرة الحوثيين على جبل الإرسال الاستراتيجي والطريق العام وعدم إسناد الجبهة بالعربات والأليات العسكرية والذخيرة الحية أدت في الأخير إلى سقوط المواقع واستشهاد عدد من الجنود".
فيما ذكر أحد ضباط الكتيبة الثالثة بلواء زائد العسكري والمشارك بجبهة ذوباب لــ "مندب برس": كنت على رأس قوة عسكرية أسفل جبل الإرسال المُطل رأينا تحركات للحوثيين وذلك بتطويق الجبل وسرعان ما أبلغتنا قيادة الموقع بأعلى الجبل -عبر اللاسلكي- بسرعة التعزيز للموقع بالسلاح والأفراد ؛ لكن جل ما نملكه هو أطقم عسكرية القليل منها تحتوي على رشاش على متنها لكنها لم تكن كافية للقوات المتواجدة بالجبل".
ويواصل شهادته بقوله: " أدركت أننا كنا نخوض معركة خاسرة بأسلحة متواضعة مقابل امتلاك الطرف الاخر راجمات صواريخ وكاتيوشا ومدافع هون وأسلحة متوسطة وقناصة انسحبت وعدد من الأفراد عائداً إلى عدن وسط رفض من قبل قوات التحالف بتدعيم الجبهة بالعربات والدبابات والذخيرة ناهيك عن سلاح الجو والذي بغيابه استطاع الحوثيين تحقيق أكبر قدر من التقدم".
المذبحة
يضيف الضابط الذي فضل عدم ذكر اسمه بقوله: " أن الحصيلة الأولية للقتلى بلغ أكثر من 25شهيد و من 30 جريح بالإضافة إلى أسيرين وإحراق أربع أطقم عسكرية والسيطرة على طقمين اسفل جبل الإرسال وطقمين جوار برج الاتصالات أعلى الجبل مع سقوط المجمع الحكومي وإدارة الأمن بيد الحوثيين".
ويعد جميع قتلى الجيش من افراد الكتيبة الثالثة التابعة للواء زائد العسكري -الصولبان سابقاً- والتي أسند إليها مهمة إدارة المعركة يوم الاثنين الماضي _اي_ بتاريخ 8/2/2016م بقيادة قائد لواء زائد العسكري العميد عبدالغني محي الدين الصبيحي.
وتتألف الكتيبة الثالثة من (581)فرداً إلى أن المشاركين بالمعركة منهم قرابة (250)فرداً حسب مصدر عسكري لـ"مندب برس".
.