مشاهد من هروب الانقلابيين من صنعاء

كما تدين تدان واليوم نجازيك لفعلتك بالأمس، وقد طلبت من الآخرين مغادرة صنعاء وغادروها لتلحقهم بعد عام، بينما هم يتجهزون للعودة إليها فاتحين، ومن جهاتها الأربع..
الكثير يتحدث عن استعادة العاصمة من يد المليشيا بين مكذب ومصدق لذلك، ليأتي الخبر اليقين من جهينة الانقلابيين وكبير سحرتهم حسن زيد، وهو يعلن مغادرته لها إلى معقل جماعته للعبادة كما ادعى ليسخر منه الجميع كما سخر منهم ذات يوم..
يوم لك ويوم عليك هكذا يقول تاريخ اليمن المعاصر، ولم يتخلص من هذه القاعدة إلى اليوم، كما يرى متابعون، وإلا لأعلن زيد توبته في صنعاء واقتعد في أحد جوامعها فلا يحتاج الأمر للذهاب إلى صعدة إلا ليتخذها جامع ضرار، ليضر بمشاريعه ومشاريع جماعته اليمنيين كما هو ديدنهم كل مرة..
الرجل السبعيني لم تتعبه الحرب وهو يخوض السياسة منذ زمن بمنطق التدمير والاستعباد والاستعلاء وأنى له ليقبل أن يعيش يمنيا بسيطا لا فرق بينه وآخر تجمعهم البطاقة الشخصية أمام القانون والمواطنة المتساوية، التي لا تفرق بين مهمش وقبيلي وهاشمي، كما يدعي وآخرون أمثاله قادوا حربا ضروسا على اليمنيين فقتلوا وشردوا وهجروا وخافوا من أن تكون الكرة عليهم، وأن يسقوا من الكأس نفسها فخافوا.. وبدأوا رحلة البحث عن بروج مشيدة وأنى لهم ذلك..
هرب حسن إذا.. هرب من العدالة، هرب وهو يظن بأنه ناج ببدنه هذه المرة، يحاول أن يتحصن بجبال صعدة وكهوفها كما عمل آباؤه من قبل، وهم جميعا على آثارئهم مقتدون..
لم يغادر زيد وحده فقد سبقه غيره من زبانية الانقلاب، وما الجائفي عنا ببعيد، ففي وقت سابق تحدثت تقارير صحفية عن اختفائه وهو المعروف بموقعه العسكري المهم على رأس ألوية صالت وجالت في الأرض اليمنية التي لم تسعه بعد أن دمر أجزاء كبيرة منها، فالنفي كان جزاؤه وإن حاول أن يكون اختيارا له..
أنباء قبلها قالت إن أسرة صالح غادرت البلاد، وهو الأمر ذاته لأسرة شريكه في الجرم عبدالملك الحوثي، المختفي في سردابه أيضا، ليظهر الأمر بأن الوطن سينبلج فيه فجر آخر، لعل وعسى يغيب أمثال هؤلاء ممن ساموا أبناءه سوء العذاب تقتيلا وتهجيرا ونفيا، لتأتي الدائراة عليهم، وما دائرة السوء إلا على القوم المجرمين..
ينتظر اليمنيون أن تنتهي المعركة وترجع صنعاء إلى حضن الشرعية، وتبدأ الدولة في تنفيذ قرارات عادلة بحق أشخاص ظهروا بأنهم آلات خراب وقتل، ولم يكونوا بشرا، وهم يحصدون الأطفال والنساء في تعز والبيضاء وعدن والضالع ومدن أخرى كثيرة، جاسوا فيها خلال الديار ودمروا تدميرا، فلا جزاء لهم إلا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو ينفوا من الأرض، وذلكم حكم الله، ولا حكم بعده إن كانوا للعدالة ينشدون..
- مسند للانباء :
.