يريم.. مفاتح المقاومة وخاتمة التمرد الحوثي
يريم المديرية الأولى في محافظة إب من جهة الشمال والبوابة الرئيسية لإقليم الجند ومدينة التماس مع إقليم آزال وحلقة الوصل بين الشمال والجنوب .
في اليوم الأول من اجتياح الانقلابين لمحافظة إب في الـ 17 من أكتوبر 2014م، استوقفتهم المقاومة الشعبية على أبواب مدينة يريم وأوقعت بين صفوفهم عشرات القتلى والجرحى والأسرى ،قبل أن ينجح الإنقلابيون في السيطرة على المدينة بعد تهديم منازل معارضيها وارتكاب جرائم بحق المواطنين فيها،كان أبشعها تلك التي استفزت الرأي العام وشغلت العالم ضجيجاً حادثة قتل الطفل (أسامة بدير) وتفخيخ جثته.
وحال سيطرة الانقلابين على مدينة يريم استقر بهم المقام في إب ومنها إلى الضالع وتعز وبعد ذلك إلى المحافظات الجنوبية.
لم تتوقف مقاومة يريم عند هذه الحادثة بل باشرت أعمالها في مقاومة الانقلابين ومنع وصول إمداداتها نحو تعز والمحافظات الجنوبية وشهدت المدينة وخطها العام ونقيل سمارة الذي يتبع جزءاً منه إدارياً للمديرية عشرات العمليات النوعية ضد مليشيا الانقلاب التي تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في ما بات يعرف بثورة الكمائن.
وامتدادا لهذا الفعل المقاوم تواصل المقاومة أعمالها كل يوم مستهدفة التعزيزات التي تحاول مليشيا الانقلاب إيصالها لمقاتليها في جبهات القتال في تعز والضالع ومحافظات أخرى .
وفي صباح الأحد الماضي اخطفت مليشيات الحوثي بمدينة يريم القيادي الحوثي والمشرف العام للجماعة على مديرية الرضمة والمعروف بأبي جابر.
مصادر خاصة أفادت بأن عدد من مسلحي القيادي الحوثي أبو مالك والقيادي الحوثي أبو عبيدة حاصروا القيادي أبو جابر ومرافقيه وبعد مشادات واحتدام الخلافات وإطلاق النار في الهواء الأمر الذي دفع أبو جابر لتسليم نفسه ومرافقيه.
وعقب تسليم أبو جابر أسلحته ومرافقيه اقتاده مسلحو أبو مالك وأبو عبيدة إلى المقر الرئيسي لمليشيات الحوثي بمدينة يريم.
وقبل اختطاف أبو جابر أقدم المذكور على اقتحام مبنى إدارة أمن مديرية يريم والتي هي الأخرى تشهد خلافات كبيرة بين أجنحة مليشيات الحوثي وصلت حد مطاردة مدير أمن مديرية يريم خيري العكاد والمعين من قبل المليشيات والتي تبحث عنه لاختطافه الأمر الذي اضطره للاختفاء وعدم معاودة العمل في إدارة أمن المديرية.
وتعود أسباب الخلافات التي نشبت مؤخرا إلى نهب أطقم ومعدات إدارة الأمن وخلافات على عوائد وأرباح السوق السوداء والمشتقات النفطية والاختطافات.
وينتمي القيادي الحوثي أبوجابر لمديرية الرضمة وهو ضمن قيادات أخرى تم تهميشها لصالح قيادات من محافظتي صعدة وعمران ، فيما ينتمي القيادي الحوثي أبو مالك إلى محافظة صعدة.
وكانت مليشيات الحوثي قد احتجزت الأسبوع الماضي لساعات مدير عام مديرية يريم “البشاري” الذي يحظى بقبول ورضى محلي وسمعة طيبة في أوساط المواطنين ،احتجزته في مقر إدارة مديرية يريم وأفرج عنه بعد دخول وساطات محلية وقبلية اثر تصاعد حدة الخلافات الداخلية في أوساط المليشيات .
وتسعى المليشيات لسحب ختم المديرية وتغييره بشخصية جديدة من قياداتهم التي تثق فيها وتغير مدير الأمن بأحد قياداتها المخلصين لجماعة الحوثي بحسب المصادر.
خلافات المصالح والصراع المناطقي داخل الانقلابين على ما يبدوا ستكون بداية النهاية ومقدمة لإسدال الستار على عام وأكثر من الانقلاب شهدت فيه المديرية انتهاكات واسعة طالت معارضي الانقلاب وعمليات نهب كبيرة بحق مقدرات المديرية وممتلكات أبنائها،في وقت يشهد تحالفها الانقلابي انهيار متسارع في كل جبهات القتال وهزائم متتالية تجعله في عداد الموتى.
.