من نحن | اتصل بنا | الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 04:41 مساءً

الأخبار

معبر الصراط .... ( صورة )

كتب - عيدروس الفقيه : الثلاثاء 02 فبراير 2016 01:05 مساءً
- فاصل صنعته المليشيا لحصار تعز :

لم يُعد يكترث ابناء مدينة تعز لسماع دوي الانفجارات اثناء اليوم والليلة ، أذ اصبح الامر مألوف كطلوع الشمس وغياب القمر، ولا يُبالون بمناظر الخراب والدمار الذي حل بالمدينة ، برغم الألم والحسرة .
المجازر التي حدثت ولا زالت تُرتكب ضد إنسانيتهم ويندى لها جبين التاريخ والجُغرافيا ويحُرمها الشرع والدين ، لم تعُد بذات أهمية ، بفعل غزارة أعدادها الرقمية وفداحة نتائجها الإجرامية لتُصبح حدث يومي مُعتاد وواقع مُعاش الفتهُ العين وخلدتهُ الذاكرة .
لم يعُد سُكان المدينة المُحاصرة من الماء والغذاء والدواء يفكرون بما حدث وما سيحدُث ، لعلمهم المُسبق بأن مدينتهم تخوض حرب إستنزاف وهي بمثابة الساحة الكُبرى لمعركة وطن خذلهُ الجميع .
لذلك بات الشغُل الشاغل للموظف ًوالكابوس المُزعج لرب الاسرة والقلق اليومي للطفل والشاب والمرأة والألم النفسي لكبار السن ، يتمثل ب(معبر الدحي ) المنفذ الغربي الوحيد للخروج من المدينة لقضاء الحاجة وطلب الرزق .
هُناك وعند الحاجز المكون من حبات البردين الإسمنتي على عرض الشارع وبأرتفاع ما يُقارب الخمسين سم ، يلية الحاجز الترابي الذي يساوية بالارتفاع ، تُنتهك حُرمات الناس ويُمارس أفراد ميليشيا الموت ومناصريهم الإذلال والتعسُف والنيل من كرامة الداخلين والخارجين .
هُناك يتعرض ابناء تعز لشتى انواع الذُل والهوان والضرب والتنكيل .
في ذلك المنفذ لا يعرف الصديق صديقة والأخ اخاه ، وكُلاً في حال سبيله للنفاذ بالدخول او السلامة بالخروج ، يتعرض الأغلبية بما فيهم النساء والأطفال للإهانة والضرب وإن حركت ساكناً بالدفاع سكنت رصاصات بنادقهم في أحشائك .
في ذلك المعبر الجميع يتبع أسلوب لا ارى لا اسمع لا أتكلم ، فالكُل مشغول بنفسه وبكيفية نجاحه بالدخول للمدينة بمعية مواده الغذائية وسلامته من جهة ، وخروجه لطلب الرزق والوصول بحِفض الله من جهة أُخرى .
في ذلك المكان ينعدم الإحساس وتُفتقد المشاعر ويُسيطر الرعُب على الجميع ويلوح شبح الموت ، فأذا تمكنت من المرور من الحاجزين بسلام أصبحت هدفا سهلا وصيدا ثمينا لمناظير قناصاتهم المُنتشرة كالذباب .
استفزاز الناس بأطلاق الرصاص الحي وضربهم بالهراوات ورجمهم بالحجارة و دفعهم فوق بعض اصبح روتين يومي ووجبة ضرورية يُخييل إليك بأنهم سيُقادون لقعر جهنم .
في تلك البقعة السوداء من تراب تعز الطاهر
والذي يصفها احدهم بمعبر الصراط المُستقيم كناية عن الأهوال الذي يواجهونها من زبانية ميليشيا الموت ، تنهال لعنات البُسطاء وترتفع أياديهم لرب السماء لطلب الرحمة والخلاص. المشهد اليومي للناس في ذلك المكان والذهول العجيب لمناظر وجوههم المُغطاة بسواد الخوف وتراب الموت ولسعة الشمس الحارقة تجعلك تتسائل ، الى متى سيظل هذا الوضع جاثماً على ابناء مدينة ترفُض موت الحياة وهي تعيش حياة الموت ،،
لكِ الله يا تعز ولأبنائك الرحمة ولشهدائك المغفرة والجنة ..

 

.

 
المزيد في الأخبار
    عدن، اعلام كاك بنك:    سلم بنك التسليف التعاوني والزراعي «كاك بنك» صباح اليوم الثلاثاء مدرسة عقبة بن نافع في عدن بمنظومة طاقة شمسية متكاملة، في
المزيد ...
      عدن | خاص      أصدر وزير الأشغال العامة والطرق، المهندس سالم الحريزي، توجيهات بتشكيل لجنة وزارية للتحقيق في أسباب انهيار طبقة الإسفلت بمشروع "جولة
المزيد ...
.   عقد قسم الصحافة والنشر الإلكتروني في كلية الإعلام جامعة عدن، اجتماعًا صباح اليوم الاثنين الموافق 25 نوفمبر 2024، برئاسة الدكتورة نوال محسن سالم مكيش، رئيسة
المزيد ...
  المصدر: (أ ف ب)   على وقع استعداداتها لانطلاق عملية عسكرية محلية مرتقبة، مدعومة دوليا، أجرت ، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، شمالي اليمن، تغييرات أمنية واسعة
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
"طوق روسيا الذهبي".. أهم المدن والمعالم
علامات إذا ظهرت أسفل الأظافر تشير لسرطان خطير
أضرار شرب الليمون قبل النوم: آثار خطيرة على الجسم!
اكتشف تأثير البلح الأصفر على مستويات السكر والكوليسترول.. مفاجأة
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
لماذا ساءت طباع، واحيانا اخلاق، بعض مشجعي كرة القدم في فيسبوك، خصوصا اولئك المتعصبين للريال وبرشلونة في
    النبي محمد ﷺ خرج ليلًا خلسة من مكة هاربًا وهو يقول: والله إنكِ أحب الأرض إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني
كان عمي هلال في ال14 عندما أرسله جدي من القرية الى بيتنا في مدينة تعز لقضاء عدة اسابيع قبل حلول الخريف والعام
    ما تثير الدهشة وتوقظ الاستغراب هي قضية الإنسانية التي تملأ قلوب بعض من يعيشون بيننا. بشكل أو بآخر، تجد
  كما يقال لا يكون المشروع والموقع السياحي جميلا وجاذبا للزوار, إلا بتوافر كل العناصر والإمكانيات المريحة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2024