الخميس 31 ديسمبر 2015 05:51 مساءً
سيادة الرئيس.. قناة عدن تئن غاصبيها!
مر على قناة عدن الفضائية أكثر من عقدين من الزمن تعاقب على إدارتها قيادات أقل ما يوصف بعضها باالفاشلة .. قيادة لم تعي مكانة قناة عدن وقيمتها التاريخية في الجزيرة والمنطقة العربية لم تستوعب أن إدارتها يتطلب رصيدا معرفيا بأسس وأبعاد ومتغيرات الاستحداث والتجديد بحيث يتماشى والتحديات المعاصرة..أصحاب القرار في قناتنا لم يدركوا يوما أن القائد لابد أن يتوافر فيه معايير وصفات تؤهله لأن يخلق جوا من الانسجام والتفاعل اﻷيجابي بين من يأتمرون بأمره لا أن يسيئ التعامل إلى كوادرها ويتفنن في إثارة العصبيات والفرقة وزرع الفتن بحيث يوحي إليك وكأنه يقود جماعة إرهابية أو أنه صاحب شركة استثمارية خاصة فأول ما يتربع على عرش قناة عدن تجده ينظر إليها على أنها غنيمة حرب استحلها في أحد غزواته أو مكسب استحوذ عليه بمرابحة تجارية يجب استغلاله قبل أزيف وقته..
غابت عنا فيما مضى قضية المسآءلة القضائية من خلال الرقابة الادارية التي تميع دورها والتي من المفترض قانونا أنها كانت تتحكم بجميع أشكال الرقابة والمحاسبة على أجهزة السلطة المحلية مما تسبب بإهدار كثير للمال العام دون حسيب او رقيب ..
قناة عدن تعرضت ردحا من الدهر للذل والهوان بفعل قيادتنا السياسية ومستشاريها التي تفرض علينا أسماء لا طاقة لها بتولي زمامها يفتقدون ملكات الكفاءة ومعنى القيادة، فئة تنهج مسلكا فاسدا في إدارتها عصبة يمتهنون في عقيدتهم مبدأ المشاريع الشخصية ويتبنون شعار المصالح النفعية فيعتلون دفة قيادتها حتى تنعكس سلبا على أداء رسالتها الاعلامية كوسيلة ناقلة للقيم واﻷفكار والمبادئ التي تعطي للحياة معنى .
ذقنا الكثير من الويلات إلى أن هبت علينا عاصفة الثورات وما رافقها من ثورة المؤسسات واستبشرنا بها وتفاجئنا ببعض من خرج إليها مذموما كان أم مدعوما فكان نصيب ساحتنا اليأس والخسران.
قناتنا قناة عدن التي صمدت في وجه الاعتداء الحوثي العفاشي ﻷكثر من أربعة أشهر هي اليوم حبيسة الاغتراب بين الرياض وجدة بعيدة عن سماءها وأرضها يصوغ مبادئها جماعة ليسو من أهلها يرسم سياستها فئة لا تنتمي لها يحدد مسارها شلة تجمعوا عليها أخفتت شعاعها أفقدتها هيبتها ورونقها أجرمت بحقها ..
إن أي شخصية تشارك في الاستمرار ببقاء قناة عدن في الرياض أو جدة تسهم بصورة مباشرة بزرع بذور الفتنة بين أبناءها خاصة وأن النخبة من منتسبيها بعيدة عنها في بلد المهجر ..
غياب قناة عدن بعد تحريرها وتحرير أرضها وجعلها حكرا لمعظم من ليس له علاقة بها ومرتعا ومتاعا لحفنة مارقة يرتهنون بأساليبهم الدنيئة من مكر وخداع فاقدين أسس المهنية والمصداقية يخططون بدهاء الفاسد استنزاف البلد المضيف لإطالة أمد إقامة القناة خارج أرضها غيابها يسجل نكسة أخري في حياتنا مما يجرنا إلى إشكالية غامضة نستفهم حولها لمصلحة من بقاء قناة عدن في عزلة خارج أرضها وبعيدة عن كوادرها ومن هي الجهة التي تدفع في هذا الاتجاه؟ وكم ستستمر الوعود تترا شهر يليه شهرا حتى يكتمل العام يتبعه آخر؟
متى يتسنى لنا أن نستشعر قيادتنا تنصت لنا وتترك لها حيزا من الوقت والجهد ﻹعادتها روحا وجسدا؟
بما أن العاصمة المؤقتة عدن تحررت وتزينت ورئيسنا عاد واستقر فيها ومطارنا في طور الاستكمال وميناءنا ومدارسنا .. فما بال قناتنا مهاجرة مهجورة لا تسأل عنها قيادتنا السياسية ولا يعيرها كبارنا كأنها قطعة لا تخصنا .
كوادر قناة عدن أصبحوا وكأنهم دخلاء غرباء يستجدون العطف لﻹلتحاق بها أو حتى استردادها أصبح الواقع معكوسا من ليس له علاقة بها مرحب به على الفور بينما من ترعرع دهرا في أحضانها عليه أن يبقى في صفوف مشاهديها يرحل إجرائيا ويخضع للمراوغة ويبقى بعيدا لا يسمح له الاقتراب منها حتى يستشعر المرء أنه في مواجهة بلاطجة يغتصبون حقوقنا .. وزير سابق يختبئ في أسوار قصره العالية لا يترك لك سوى ابواب سماسرة ينعتون بأصحاب فتح الشهية فتجدها مشرعة حسب سقف العمولة .. يستكثرون وهم يستنزفون أموالا باهضة نتساءل كم ياترى هي كلفة سفره لمرة واحدة إلى القاهرة لحضور اللجنة الحقوقية الحكومية اليمنية العربية لمدة ثلاثة أيام في جامعة الدول العربية ﻹطلاق تقرير انتهاكات مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية لحقوق الانسان نتساءل فقط هل كان مخصصه أربعمائة ألف ريال سعودي أم أكثر أم أقل.. كما نتمنى أن يبين لنا عن العدد الرسمي المعتمد الذي يباشر في المركز الاعلامي الذي كان يشرف عليه هل هو ثلاثمائة فرد ام لا يتجاوز التسعة والعشرين شخصا مجرد سؤال من حقنا أن نعلم أين تذهب مساعدات أشقائنا وكم هي عطاياهم..
أصبح الحق باطﻻ والحقيقة حلما والواقع مرا وكأنك أقبلت مدبرا وتهت مبكرا ولا تجد منصفا.
وزير الاعلام في التعديل الوزاري الجديد يتنصل عن التزاماته ﻷول وهلة منذ تعينه يفتقد قواعد الديبلوماسية في التخاطب مع محيطه يخلق وهما من الخيال ويعيش سرابه يتناقض في أقواله وأفعاله وكأنه تركيبة أخطئ في مكوناتها فأفرزت سما قاتلا يدمر إعلامنا وزيرنا الشديد قبل أن يطرد موظفيه عليه أن يطرد الكبر والغرور في نفسه وأن يقدر المسئولية والثقة التي أوﻻها إياه اﻷخ الرئيس فيكون قراره من صلب إرادته تجاه أي فئة تحاول العبث بدور قناة عدن وريادتها وأن يضع حدا لغطرسة أصحاب النفوس الضعيفة من يبتكرون الحيل بدعوى الدهاء لﻹيقاع به في مهاوي أحلامهم .. كان اﻷجدر به تشكيل لجنة للتحقيق مع كل فاسد ثبت فساده وتورطه في قضايا مهينة لقناة عدن وكوادرها لا أن يكون لصيق بهم ينفذ إمﻵءتهم بما يسهم في زيادة اﻷزمات.
للاسف معطيات قيادتنا الحكيمة لا تعير عملية اختيار نخبة القوم واجهة البلد وفق معايير ولوائح النظام السياسي والدستوري ولا تراعي متطلبات المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر به بلادنا وبالتالي ينعكس سلبا على القطاعات المؤسسية والافراد مما يجعلك تفقد الثقة في إنصافهم وتجدهم يرتهنوا عند أول تهديد يصادفهم..
أي وزير في حكومتنا الفاضلة عليه أن يتحمل مسئوليته تجاه موظفيه وحل قضاياهم وألا يتنصل منها فإن لم يكن فعليه أن ينهض من على كرسي الوزارة ويتركه ويرحل.
لذا نجد أنفسنا نتضرع إلى الله أن يهدي قيادتنا السياسية سواء السبيل ونناشد فخامة اﻷخ الرئيس من يمتلك القرار السياسي الشجاع والجريئ بعودة قناة عدن أن يهبها جزءا من أمنه وأن يحفها برعايته وأن يمنن علينا بكرمه بالتوجيه في أقرب فرصة لا تتجاوز الشهر بعودتها من غربتها إلى دارها وحماها باعتبارها قناة الشرعية اﻷم التي نطقت بالحق وقت صمت وزيف الحاقدون طالت غيبتها وضاق انتظارنا فلا يعقل أن تحرر عدن ويعود رئيسنا وحكومتنا ولا تعود قناتنا.
مدير تحرير بقناة عدن