من نحن | اتصل بنا | السبت 17 مايو 2025 07:17 مساءً

الأخبار

من القصص التي جعلتني أغادر صنعاء خائفا أترقب

أنباء عدن الأحد 09 أكتوبر 2022 09:53 صباحاً
 
 
بعد نكبة 21 سبتمبر 2014 كنت اقود سيارتي في السائلة بصنعاء.. استوقفني طفل مبحشم لم يبلغ من العمر 14 سنة على الأكثر، وبجواره برميل عليه علم الصرخة الحـوثية..
طلب مني البطاقة الشخصية ودخل راسه إلى سيارتي ليفتش عن السلاح في جيوبي..
 
كان شبيهاً بشقيقه الكبير جدا (صديقي من أسرة هاشمية عريقة في ذمار)، قلت له انت اخو فلان، قال نعم هو اخي الكبير، فقلت له سلم عليه..
اعطيته اسمي ورقم هاتفي ليعطيه لشقيقه..
احمرّ وجهه خجلا من التفتيش واعتذر بطريقة مبالغ فيها، وهذا ديدن اليمنيين الذين يألفون ويؤلفون إلا من شذ منهم وهم قليل..
 
 بعد يومين تقريباً مشيت من نفس الطريق ووصلت إلى صديقي الصغير وابتسمت وسألته عن حاله فزرّ وجهه بطريقة أزعجتني وقال جنِّب وخبط السيارة، توقفت على جنب وطلب مني النزول وفتشني وسيارتي تفتيش دقيق، وخبط ثاني مرة على السيارة وقال حِن.. لاعاد تهدرش كثير..!!
 
 استغربت جدا من هذا التصرف واتصلت بشقيقه (صديقي القديم) وكنت قد التقيته آخر مرة قبل عدة سنوات، وظننت انه سيرحب بي ترحيبا حارا كما كان يفعل في السابق كلما التقينا او سمع صوتي، لكني فوجئت بتغير نبرة صوته وحدتها.. سألته من معي؟ 
قال الرافضي (وذكر اسمه)..!! 
تلعثمت وقلت له ايش فيه.!!.
قال ماتشتي، قلت له كنت اشتي اسلم عليك واشتكي باخوك الصغير؛ نعث لي السيارة نعث (قلتها ضاحكا)..!!
رد مباشرة وانت ليش خايف، او عادك متواصل مع خبرتك الوهابيين لاجتثاث الرافضة..!!
 
صدمني بنبرة صوته واسلوبه وعنجهيته التي لاتتماشى مع شخصيته الهادئة المسالمة الوديعة جداً فيما مضى.. ولم أدر كيف أنهي المكالمة، فإذا به يقول تذكر لما كنت تقول في مسجد الاسطى يومياً اللهم اهلك الرافضة ومن شايعهم..!!
قلت له ايش فيه، عن ايش تتكلم وليش ترفع صوتك، مافعلت، قال ولاشيء.. اوبه لنفسك وخليك يمني ولاتضطرنا ندخل لابطنك، امن الوطن مابش فيه صفاط.. وأنهى المكالمة..
 
 كانت هذه المكالمة إحدى المؤشرات التي دعتني للانكفاء على نفسي 9 اشهر وعدم الخروج من البيت، ثم وفي اول فرصة سانحة غادرت صنعاء إلى القاهرة، وقد ذكرني بها قصة الشاب الاصلاحي (الهاشمي) الذي وشى بكل زملائه في الحي وأصبح سجانهم..
 
 أتحدث وأمقت القبح والتعصب الأهوج الذي أبداه بعض الهاشميين مع جماعة الحوثيين بعد سيطرتهم على الوضع، لا على الهاشميين عموماً كفئة وشريحة كبيرة ضمن شرائح المجتمع اليمني، فيهم الصالح والطالح، فآفة الرأي التعميم..
ما أبشع التعصب، سواءً كان للمذهب او الحزب او الجماعة او التنظيم، او حتى السلالة والعرق والقبيلة..
#الصورة تعبيرية، ولم أذكر اسمه لأنه قد قتل هو وأخوه الصغير وأخ ثالث في جبهاتهم، لذلك سقطت العداوة الشخصية، وبقيت العظة والعبرة من هكذا عقليات متعصبة..
من فيسبوك الصحفي محمد الخامري 
 

.

 
المزيد في الأخبار
  عدن | خاص   شهد مدير أمن العاصمة عدن، اللواء الركن مطهر الشعيبي، اليوم، تخرج كتيبة التدخل السريع التابعة لقوات الطوارئ والدعم الأمني بمعسكر طارق بالعاصمة
المزيد ...
  بغداد  :    غادر فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ومعه عضوا المجلس عثمان مجلي، وفرج البحسني، العاصمة العراقية بغداد،
المزيد ...
مصدر حكومي يوضح أسباب تأخر عودة رئيس الوزراء الى عدن   عدن :    أكد مصدر حكومي، ان بقاء دولة رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك في العاصمة السعودية الرياض،
المزيد ...
أ.د مهدي دبان   في زمن غابت فيه الضمائر، وتكلست فيه القلوب، خرجت علينا سلطات من حجر، لا تجيد سوى البطش والخداع ونهب البشر. قلوبهم لا تعرف الرحمة، وأرواحهم متبلدة،
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
القهوة والتوت والزيتون..7 أطعمة أساسية للحفاظ على الكبد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    تذكرت أبي، وتكدر خاطري وانسكبت الذكريات دفعة واحدة، كأنها ترفض أن تنسى أو تهمل. لم يكن أبي قلبا حانيا
    ما أصعب أن يُزج بأحلام الطلاب في قاعات امتحان تُسمى "وزارية"، بينما الواقع يقول  بأن الوزارة ذاتها
  يعيش المواطن والمجتمع اليمني في دوامة ومجموعة من المشاكل والأزمات الحياتية والاجتماعية، من غلاء الأسعار
  في انتظار استجابة المجد، ننتصب كأشجار مثقلة بالعمر والرجاء، نحدق في الأفق البعيد، حيث لا وعد يلوح ولا
  عدن بين الحمى والحُمى، مدينة يسلخها الحمى من كل جانب، و ينهشها المرض من الداخل، ويطوقها الإهمال من
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025