من نحن | اتصل بنا | الخميس 21 نوفمبر 2024 06:43 مساءً

مقالات
الأحد 03 أكتوبر 2021 02:34 مساءً

حكومة أم حكومات

الحكومة وأي حكومة في العالم ، لابد أن تتوافر لها شروط أساسية لنجاح مهمتها ، فمن أولويات أي حكومة تكنوقراط أو أئتلاف حزبي أو وفاق أو إنقاذ أو سواها من المسميات أن يكون لها أجندة ومسارات واضحة ومحددة تحقق غاية وطنية واحدة وشاملة .
 
وهذه المهام يتم صياغتها في خطة برنامجية مزمنة تتضمن أهم الخطوط العامة ، تتفرع منها عناوين وتفاصيل في مجملها تحقق رؤية سياسية واحدة وجامعة لكل الشركاء المنضوين في عداد الحكومة .
 
 
 
حين قلت إن حكومة مُعين ليست إلَّا تأزيمًا للحالة أكثر من كونها حلًا لحرب مستعرة في كل المناحي والجبهات ومنذ سبعة أعوام ويزيد ، ففي ذاك الوقت اعتبرني البعض متشائمًا ، ويقينًا أن النار دربها مزروع بالنوايا الحسنة .
 
 
 
المسألة لا تحتاج إلى دهاء أو ذكاء ، بقدر ما يستلزمها التأمل وببصيرة إلى هيئة الحكومة اليمنية ؛ وإلى غاياتها المختلفة ؛ وإلى جامعها غير المشترك .
 
فمن ناحية الشكل يمكن القول أن لدينا حكومة تتكون من ٢٤ وزارة ، يرأسها دكتور في الهندسة المدنية أسمه مُعين عبد الملك سعيد .
 
أما وإذا اقتربنا أكثر ونظرنا لمحتوى الوزارة ، ما يعني الرؤية الفكرية والنسق المنهجي واليات الأداء الحكومي ، فالواقع يؤكد أننا إزاء حكومات مختلفة ذهنيًا ، ومتعددة منهجيًا ، ومتصارعة مع بعضها البعض بحكم تنافر الرؤى والأفكار والأدوات والأقطاب .
 
وتزيد معضلة هذه الحكومة حين تكون نتاج إتفاق شكلي تم بضغط من دولة أو دول ، أو بمنطق القوة والسيطرة ، وهذا بالضبط ما حدث عند الأتفاق على حكومة يستحيل أن تنجح في عملها ، ما بقيت حاملة في تكوينها الفشل والإخفاق .
 
 
 
فلم يكن الاختلاف مقتصرًا على المسائل والامكانيات المادية والبشرية المأمل منها تحقيق الغاية الوطنية الجامعة ، وإنما الخلاف في الأساس جوهري وواقعي وهدفه نسف الغاية الوطنية التي تم إيجازها برغبة الحكومة استكمال تحرير كامل اليمن واستعادة الدولة وسلطاتها ومؤسساتها وخدماتها .
 
 
 
الواقع كشف عن خلاف قوي وعميق وفي صميم الغاية الجامعة ، وليس في المسائل الثانوية أو آليات الأداء . الأتفاق غفل أو تجاهل حقيقة القضايا الخلافية بين السلطة الشرعية من جهة والإنتقالي كسلطة أمر واقع من ناحية ثانية ، كما وأهمل حقيقة الخلافات بين الشرعية وبين الحلفاء ، فكان التعثر والإخفاق شيئًا اعتياديًا .
 
 
 
نحن إزاء أقطاب متعددة ، فكل فصيل يريد أن تكون الحكومة له ولغرض أهدافه وتحقيق غايته ، ويقينًا أن جميعها تتقاطع مع وظيفة حكومة يفترض أنها لكل اليمن ، ولمهمة تحرير اليمن ، ولمواجهة تحديات اقتصادية يعاني منها شعب اليمن .
 
 
 
فهذا الانتقالي يعد ذاته مكونًا رئيسًا في الحكومة ، ومع ترحيبه بعودتها إلى عدن يريد من حكومة المناصفة - وفق خطابه الإعلامي - أن تكون مجرد أداة لصرف المرتبات والإنفاق على الخدمات وتحمل مسؤولية الانهيار العملة الوطنية الريال .
 
 
 
نعم يرحب ويطالب الحكومة بمواجهة الأزمات الاقتصادية والخدمية والبنيوية والحياتية ، وكأنّه حزب معارض لا علاقة له أو شراكة في هذه الحكومة ، بل وأكثر من ذلك ، إذ أن فعله في الواقع كان معيقًا ومربكًا لجهود الحكومة ، ولعل سيطرته على عائدات مالية وتوريدها لحسابات خاصة به ما يغنينا عن الكلام .
 
وعلى ضآلة حصة الإنتقالي في الحكومة - أربع وزارات - لكنه وبحكم سيطرته العسكرية على عدن وجوارها لحج والضالع ومساحة من أبين ، تسبب في خلق حالة مضطربة يشوبها المياعة ، وأفضت إلى مشكلات وأزمات بلا حصر أو توقف .
 
السلطة الشرعية لها حساباتها ومصالحها الضيقة ، كما أن أدواتها الفاسدة وعجزها الفاضح في ممارسة سلطتها من أي مكان في اليمن ، هذه الأشياء أسهمت في إخفاق وفشل كل الحكومات السالفة أو الحالية .
 
الحلفاء ، وتحديدا السعودية والإمارات كان لتدخلاتهما المباشرة وانحيازهما لهذا الفصيل أو ذاك ، ووفق حساباتهما ومصالحهما ؛ كان لها عظيم الأثر على إخفاق الحكومات اليمنية المتعاقبة . 
 
 
 
واقع الحال يؤكد أن حكومة الدكتور معين أسيرة لتجاذب أطراف عدة ، ما جعلها فاقدة القدرة على قيادة المرحلة الحرجة . 
 
ويكفي القول هنا أنها لم تأتلف في اجتماع واحد منذ إعلانها ، فكيف لها تحقيق أهدافها أو إثبات حضورها كسلطة دولة نافذة بينما هي فاقدة القدرة على الألتمام بكامل هيئتها وفي المحافظات المحررة ؟؟.
 
 
 
لقد أسهمت الأطراف مجتمعه - الشرعية ، الانتقالي ، السعودية والإمارات - في تكوين ما يشبه حكومات مصغرة في كيان حكومة ضعيفة ليس لها هوية أو غاية وطنية جمعية ، بل ولا تدري اين تكون ولأي معركة أو مهمة وجدت ؟؟!.
 
 
 
 والنتيجة حكومة هلامية فاقدة القدرة والحيلة ، فلا هي حكومة لتحرير اليمن من المليشيات الحوثية المنقلبة على الدولة والنظام العام ، أو أنها صارت حكومة إنقاذ لليمنيين من أزمات اقتصادية ومعيشية وخدمية وحياتية .
 
 
 
كما وليست حكومة منفى بحيث تتحمل كافة المليشيات المسلحة في الداخل مسؤولية إدارة السلطة مثلما هو حال الجماعة الحوثية في صنعاء ، أو أنها كانت حكومة موالاة للسعودية والإمارات ، بحيث تتحملان تبعات هذه التبعية والارتهان أو قولوا إن شئتم " الإرتزاق " .
 
 

 
 
أختيار المحرر
"طوق روسيا الذهبي".. أهم المدن والمعالم
علامات إذا ظهرت أسفل الأظافر تشير لسرطان خطير
أضرار شرب الليمون قبل النوم: آثار خطيرة على الجسم!
اكتشف تأثير البلح الأصفر على مستويات السكر والكوليسترول.. مفاجأة
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
لماذا ساءت طباع، واحيانا اخلاق، بعض مشجعي كرة القدم في فيسبوك، خصوصا اولئك المتعصبين للريال وبرشلونة في
    النبي محمد ﷺ خرج ليلًا خلسة من مكة هاربًا وهو يقول: والله إنكِ أحب الأرض إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني
كان عمي هلال في ال14 عندما أرسله جدي من القرية الى بيتنا في مدينة تعز لقضاء عدة اسابيع قبل حلول الخريف والعام
    ما تثير الدهشة وتوقظ الاستغراب هي قضية الإنسانية التي تملأ قلوب بعض من يعيشون بيننا. بشكل أو بآخر، تجد
  كما يقال لا يكون المشروع والموقع السياحي جميلا وجاذبا للزوار, إلا بتوافر كل العناصر والإمكانيات المريحة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2024