أثر تغيير قائد قوات التحالف ”فهد بن تركي” على مجريات الحرب ضد الحوثيين في اليمن؟

أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرا ملكيا مساء يوم أمس الاثنين بإنهاء خدمة عددا من القادة العسكريين بينهم قائد القوات المشتركة الفريق الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز " إلى جانب إعفاء أمير منطقة الجوف من منصبه واحالتهما مع عدد من الضباط والموظفين المدنيين في وزارة الدفاع للتحقيق ، فما هو أثر هذه التغييرات على الحرب الدائرة في اليمن وخاصة على الحوثيين ؟
وبحسب عددا من الاكاديميين والمحللين السياسيين فإن هذه التغييرات سيكون لها أثر كبير على الحرب الدائرة في اليمن حيث قال أحد دكاترة العلوم السياسية في جامعة صنعاء للمشهد اليمني اليوم الثلاثاء أن هذا التغيرات تأتي في إطار تكثيف العمليات العسكرية ضد المليشيا الحوثية في اليمن وخاصة أن هذه التغيرات جائت بعد تزايد العمليات العسكرية للمليشيا الحوثية على المملكة العربية السعودية خلال اليومين الماضيين والتي شملت عمليات بطائرات بدون طيار والهجوم بزوارق بحرية ومحاولة تسلل عناصر حوثية عبر الحدود اليمنية - السعودية بمعنى شن المليشيا هجمات برية وبحرية وجوية ضد المملكة بالتزامن مع تزايد العمليات الانتحارية الحوثية وهجومها المتزايد على إقليم سبأ والذي شمل محاولة اقتحام المليشيا لمحافظات مارب و الجوف والبيضاء .
وقللت قيادات عسكرية من جدوى هذه العمليات الحوثية سواء عملياتها الداخلية من خلال محاولة توسعها بالداخل في إقليم سبأ وخاصة بعد محاولاتها الحثيثة لإسقاط محافظة مارب بعد حصارها وخنقها من خلال محاولة التقدم غربا من تجاه منطقة صرواح المتاخمة لمحافظة صنعاء أو من خلال محافظة البيضاء لكن قيادات عسكرية أخرى حذرت من مغبة تساهل الحكومة الشرعية من هذه التحركات المريبة والتي قد تحرم الحكومة الشرعية من العمق الإستراتيجي والذي كان السبب في اندلاع العديد من الحروب على مستوى العالم منها حرب 1967م والتي نشبت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن بين 5 يونيو 1967 والعاشر من الشهر نفسه، وأدت إلى احتلال إسرائيل لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان وذلك بهدف الحفاظ على وجود عمق استراتيجي لإسرائيل يضمن لها البقاء وفقا لنصيحة اكاديميين عسكريين إسرائيلين ورجال مخابرات .
واستبشرت قيادات عسكرية من هذه التغييرات والتي جائت بعد تهم تفشي عمليات فساد والتي أثرت سلبا على مجريات الحرب بسبب ابتلاع جزء كبير من الدعم المقدم من المملكة العربية السعودية للحرب ضد المليشيا الحوثية لصالح اشخاص على حساب الحرب أو صرفها في مجالات غير صحيحة وهو ماتسبب في تراجع وتيرة الحرب ضد المليشيا الحوثية .
وسيتيح محاربة الفساد إلى تحويل الدعم بشكل كلي للقتال ضد المليشيا الحوثية وهو ما يعني تزايد العمليات العسكرية الجوية من خلال تكثيف الغارات الجوية والبرية أيضا ضد المليشيا الحوثية وخاصة بعد تزايد الهجمات الصاروخية الحوثية ضد المدنيين في الأراضي اليمنية والتي كان آخرها استهداف المليشيا الحوثية لمسجد تابع لقوات الأمن في محافظة مأرب أو استهدافها للمملكة العربية السعودية من خلال مقذوفاتها في المناطق الحدودية أو من خلال الطائرات الملغومة الإيرانية .
وأفادت وكالة الانباء السعودية أن الأمر الملكي جاء بناء على ما أحيل من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي إلى هيئة الرقابة ومكافحة الفساد بشأن ما تم رصده من تعاملات مالية مشبوهة في وزارة الدفاع وطلب التحقيق فيها وما رفعته الهيئة عن وجود فساد مالي في الوزارة وارتباط ذلك بالفريق الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز والأمير عبدالعزيز بن فهد بن تركي وعدد من الضباط والموظفين المدنيين وآخرين".
وقالت ان الاوامر نصت على "ان تنهى خدمة الفريق الركن فهد بن تركي قائد القوات المشتركة بإحالته إلى التقاعد مع إحالته للتحقيق والموافقة على ما عرضه ولي العهد السعودي بتكليف الفريق الركن مطلق الازيمع نائب رئيس هيئة الأركان العامة بالقيام بعمل قائد القوات المشتركة".
ويعتبر الفريق الركن مطلق بن سالم الازيمع قائد قوات درع الجزيرة سابقا والضابط السعودي الذي شارك في تحرير الكويت ونائب رئيس الأركان الحالي والذي تم تكليفه لقيادة القوات المشتركة شخصية قوية قادرة على التعامل بشكل أكثر حسما مع المليشيا الحوثية كون الازميع أكثر إدراكا بخطورة التمدد الشيعي وخاصة لدور الأخير في قمع محاولة الانقلاب الشيعية في دولة البحرين .
هذا وحصل الفريق الركن مطلق بن سالم الازيمع على العديد من الجوائز والنياشين العسكرية منها 20 نوط أبرزها نوط درع الجزيرة والقيادة والأمن والإتقان ووسام وميدالية تحرير الكويت واستقرار البحرين وغيرها من الشهادات الأكاديمية وهو ما يعني قدرة الرجل القوية في أجرأ تغييرات قوية ضد المليشيا الحوثية على الأرض والأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجئات .
.