من نحن | اتصل بنا | الثلاثاء 17 يونيو 2025 01:54 مساءً

الأخبار

رئيس أوروبي تنبأ بإن اليمن سيصبح بلداً مطيراً وشديد الاخضرار وبماذا رد عليه صالح؟

- المصدر: مواقع السبت 22 أغسطس 2020 09:20 صباحاً


 

هطلت على اليمن وما حوله أمطار غزيرة جدا بمناسيب عالية غير مألوفة، يزيد من خطورتها أن البنية التحتية للبلاد ليست جاهزة لهذا النوع من السيول.

فقد تسببت الفيضانات التي شهدتها صنعاء وعدد من المدن التاريخية في حدوث أضرار بالغة في المواقع الأثرية في المدينة القديمة من العاصمة و”ناطحات السحاب” الطينية في شبام حضرموت وغيرهما من المدن المصنفة من قبل منظمة العلوم والتربية والثقافة، “يونسكو” من بين أهم المواقع الأثرية في العالم. وشهد سد مأرب شرق صنعاء أول فيضان خطير له منذ إنشائه قبل 34 عاماً ما يهدد أقدم وأكبر منطقة أثرية في البلاد.
 

ذلك ما تنبأت به في أوائل تسعينيات القرن الماضي رسالة مشفوعة بتقريرٍ علمي طويل لمجموعة من الخبراء وعلماء الطقس الفرنسيين بعثها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران إلى الرئيس اليمني الراحل على عبدالله صالح وربما إلى زعماء آخرين في المنطقة يبشر ويحذر في آنٍ معاً بأن اليمن سيدخل مع المنطقة “بعد عقدين أو ثلاثة” في مرحلةٍ مداريةٍ ومناخية جديدة تجعله “بلداً مطيراً” و”شديد الاخضرار”.

وكانت أهم توصية في هذه الرسالة أن هذا الوضع قد يستمر لمدة 400 سنة، مع توقع أن يشهد النصف الجنوبي للكرة الأرضية الوضع ذاته، وأن ينحسر مستوى المطر عن النصف الشمالي من أوروبا.

ذلك ما فهمته من ترجمة الرسالة والتقرير اللذين أرسلهما إليّ وزير خارجية صالح حينذاك عبدالكريم الارياني لصياغة خبر “ثقافي” عن الموضوع!

القضية لم تكن تحتاج إلى تأويل ديني ولا إلى تفكير خرافي لتفسيرها ، ولكن لا أحد أخذ تلك الإنذارات حول خطورة المستقبل الجيولوجي لليمن وربما المنطقة بأسرها على محمل الجد.

بعد فترة سمع الناس في صنعاء عصر أحد الأيام انفجارا عظيماً أثار قلقاً خصوصاً أنه جاء في ذروة التوتر الأمني والأزمة السياسية بين الرئيس صالح ونائبه الإشتراكي الجنوبي على سالم البيض غير أنه اتضح لاحقاً أن ذلك الانفجار المفترض كان ناتجاً عن اختراق لحاجز الصوت من قبل طائرة “كونكورد” كانت تقل الرئيس ميتران في طريقه إلى إحدى الدول الإفريقية.

ربما علم ميتران بانزعاج بعض اليمنيين من ذلك فقدم الى صنعاء في 18 أكتوبر/تشرين الأول 1993م في زيارة لليمن كانت الاولى والوحيدة حتى الأن لرئيس فرنسي وذلك بناء على رغبة منه، وليس بدعوة من صالح.

التاريخ بدلا من النفط وخلال محادثاته مع الأخير وحفل العشاء على شرفه رسم ميتران في حديثه لضيوفه صورة عن اليمن الذي يحب أن تراه عيون أبنائه وأصدقائه الغربيين، يمناً أخضر، يضم إلى جانب مروجه السندسية موسوعة فخمةً من المآثر والآثار.

لم يكتف ميتران بذلك بل أكد على رمزية حضوره في هذا التوقيت لدعم وحدة اليمن بوصفها الحاضن المؤتمن لإرث اليمن وتاريخه الحضاري.

صحيح أنه كان لفرنسا بعض الاستثمارات النفطية في اليمن فضلا عن علاقات تعاون عدة في ميادين مختلفة، إلا أن اليمن ظل في نظر مستشرقيها وكبار علماء الآثار والفنانين وحتى الساسة الفرنسيين أحد المستودعات الضخمة لأهم آثار الحضارة الإنسانية.

قال ميتران لصالح نفس ما سمعه الأخير من الزعماء الألمان وغيرهم من الأوروبيين:

“ثقافتكم وتاريخكم وآثاركم هي رهانكم الوحيد، لا تنشغلوا بالاستثمار في النفط فليس لديكم ما تجارون به السعودية ومنطقة الخليج”.

كان أكثر سؤال استرعى الانتباه في حديث الرئيس ميتران هو استفساره عما سيتم اتخاذه من خطوات بناءً على نصيحته، لكن صالح الذي كان يعي بأنه يتحدث إلى مفكرٍ، مستشرقٍ ، مهتمٍ بالبيئة، فيلسوف صاحب قراءات عميقة في مستقبل المناخ والأرض ويحتاج إلى جواب على سؤاله كان في واد آخر بسبب إنشغال ذهنه بتعقيدات الأزمة مع غريمه “البيض” الذي كان بدوره يقوم بمغازلة باريس ملمحاً إلى استثمارات واعدة لها في الجنوب في حال دعمت مشروع انفصال الجنوب عن الشمال.

لم يكن ليلتها من الحاضرين في حضرة ميتران وفي وجود صالح من هو قادر على تذكير الضيف الكبير بأن اليمن بلدٌ فقير، ويحتاج إلى مساعدة فرنسا لمواجهة التحدي المناخي القادم مادياً وعلمياً.

لكن الأهم أن النبوءات تحققت إذ من كان يتصور أن نرى صنعاء ومدناً أخرى في الجزيرة العربية مهددة بمزيد المنخفضات الجوية، وتتساقط الثلوج حتى على مدن صحراوية منها، بينما لم نعد نرى الثلوج في لندن وباريس وغيرهما منذ أعوام. ولا نرى أمطارا بغزارة ما يهطل على أغلب مدن اليمن والجزيرة، بل من المرجح أن نشهد مزيداً من تغيرات المناخ الأخرى بسبب استمرار ذوبان القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي.

أكثر ما يلفت النظر في الحالة اليمنية أن جزءا من كبد التاريخ تجرفه كل عام سيولٌ غاشمة لا تعرف سور صنعاء القديمة، ولا حجارة بيوتها العتيقة ولا قيمة زخارف مساجدها التاريخية، ولا أهمية مخطوطات مساجدها النفيسة. وما يسيل من شوارع صنعاء وغيرها من مدن البلاد ليس مجرد سيول، بل دمها الثقافي، حكايات

 

.

 
المزيد في الأخبار
      في واقعة أثارت استياءً واسعًا، رفض مركز السل في مديرية المنصورة بمحافظة عدن استقبال لاجئ إفريقي يدعى محمد رغم معاناته من أعراض مرض السل الحاد، وذلك لعدم
المزيد ...
    يافع – اللجنة الإعلامية   اختتمت اليوم الإثنين فعاليات مهرجان يافع التراثي لعام 2025م، في منطقة القراعي بمديرية المفلحي، وسط حضور رسمي وشعبي واسع، يعبر
المزيد ...
    عدن :   أكد رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك، دعم الحكومة للمبادرات الشبابية المجتمعية في مختلف المجالات والتي تعزز من قيم التكافل في المجتمع وتقود
المزيد ...
    يافع - اللجنة الإعلامية   تتواصل لليوم الثالث على التوالي فعاليات مهرجان يافع التراثي 2025م، وسط حضور جماهيري ورسمي لافت،  وشهدت منطقة بين المحاور بمكتب
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
!   أ.د مهدي دبان    منذ سنوات طويلة، يتردد على مسامعنا حديث التسويات لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات.
  لحجٍ مبرورٍ لكل حاجٍ يمني؛ تبذل الجهود وتتعاضد وتتشابك، خدمة للحاج وإسعاده، وتذليل كل صعوبة، ليكون في
    الكلمة التي اشتقت لها كثيرا، وكنت أرددها في كل الأوقات، صباحا و مساء، دون ملل أو كلل... كلمة لم تكن مجرد
 المسافر من عدن الى صنعاء يمر بثلاث دول ترفع ثلاث رايات الاول علم الجنوب مرفوع من عدن الى سناح فقط، الثاني
    أ.د مهدي دبان   لا يهمنا من يتخذ القرار، ولا كيف يتخذه، ولا ما هي أهدافه النهائية… طالما أن
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025