هل اجتمعت الكوليرا وكورونا على اليمنيين لتزيدا مأساتهم؟

وكأن الكوارث لاتأتي فرادى على اليمن، فبعد الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام، والتي تمثل الكارثة الكبرى بالنسبة لليمنيين، جاءت الأوبئة لتزيد المشهد عتمة، كانت الكوليرا في البداية، ثم جاء كورونا، لتعود الكوليرا من جديد، فيجتمع وباءان فتاكان على اليمنيين، الذين باتوا يئنون تحت حمل سنوات الحرب الثقيل.
تحذيرات جديدة
في تحذيرات جديدة أطلقتها منظمات إغاثة دولية، قالت هذه المنظمات إن اليمنيين، قد يكونون عرضة للموت، دون أن يشعروا بذلك، بفعل تفشي وباء الكوليرا من جديد في البلاد، مشيرة إلى أنه ونظرا لأن اليمنيين خائفون من الذهاب إلى المستشفيات للعلاج، خشية إصابتهم بفيروس كورونا المنتشر هناك، فإنهم قد يهملون إصابتهم بالكوليرا المتفشية ولايسعون لطلب العلاج.
ووفقا للتقرير الذي تضمن تلك التحذيرات، والذي نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية، فإنه من المتوقع أن تصل حالات الإصابة بفيروس كورونا في اليمن، إلى ذروتها خلال الأسابيع المقبلة، غير أن الصحيفة تنقل عن منظمة (أوكسفام) الخيرية، تحذيرها من انخفاض أعداد من يزورون المراكز الصحية ،طلبا للعلاج من الكوليرا في هذا الوقت من العام، وهو ماتراه المنظمة مثيرا للقلق، ويؤشر إلى مخاوف المصابين بالكوليرا، من زيارة المراكز الطبية، خشية تعرضهم للاصابة بكورونا.
ووفقا للتقرير فإن حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن، تتزايد بصورة كبيرة في هذا الوقت من العام، قبيل هطول أمطار آب/أغسطس، غير أن الانخفاض الملحوظ، والذي يقدر بنسبة 50% في عدد الأشخاص الذين يسعون لطلب العلاج من الكوليرا، على مدى الأشهر الثلاثة الماضية يثير مخاوف، من أن عشرات الآلاف من الناس، ربما يتجنبون المراكز الصحية خوفًا من الإصابة بكورونا.
ضربة مزدوجة
ويزيد ذلك أيضا من المخاوف، من أن نصف المصابين بالكوليرا في اليمن، قد يموتون بسبب المرض إذا تُرك دون علاج، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، في وقت ينوه فيه تقرير الجارديان، إلى أن اليمن يعاني من أسوأ تفشي للكوليرا في العصر الحديث، حيث سجلت التقارير الصحية إصابة ما يصل إلى 110 يمني بالوباء، في الفترة بين كانون الثاني/يناير ونيسان/إبريل من العام الحالي.
ويمثل تفشي وباء الكوليرا، الذي يأتي متزامنا مع تفشي فيروس كورونا،ضربة مزدوجة لليمنيين، إذ رجَّحت منظمة أوكسفام الخيرية،أن الرقم الفعلي لحالات الإصابة بفيروس كورونا في اليمن، يتجاوز بكثير الرقم المعلن، إذ لايتم في العادة، الإبلاغ عن كل الحالات، في وقت تعاني المرافق الصحية، من نقص في الأدوات اللازمة، لإجراء الفحوص، وكانت وزارة التنمية الدولية البريطانية، قد أشارت إلى أن العدد لحالات الإصابة بالكورونا في اليمن، قد يصل إلى مليون حالة.
وكان (مارك لوكوك)، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، قد تناول الموقف الانساني المتدهور في اليمن قبل عدة أيام، في احاطته لمجلس الأمن الدولي،مشيرا إلى أن الأزمة الانسانية في البلاد، هي أسوأ من أي وقت مضى، وقال لوكوك إن "المجاعة تلوح في الأفق مرة أخرى. والصراع يتصاعد مجددا. والاقتصاد في حالة يرثى لها. وكادت الوكالات الإنسانية أن تصل مرحلة الإفلاس مرة أخرى… كوفيد-19 ينتشر خارج نطاق السيطرة".
.