من نحن | اتصل بنا | الاثنين 05 مايو 2025 09:08 صباحاً

الأخبار

هل ألغيت الحرب بين تركيا ومصر؟

وكالات: الأربعاء 22 يوليو 2020 01:32 مساءً
ليس بالضبط، لكنها ستكون حربا باردة.
 
أعتقد أنه بعد التخويف المتبادل وإظهار الإرادة والعزم في ليبيا، سيضطر الطرفان، مصر وتركيا، إلى الانتقال إلى خفض التصعيد. فهناك عدة أسباب تجعل من المستبعد جدا وقوع صدام مباشر بين البلدين.
 
أولا، سوف يعقّد مثل هذا الصدام موقف السياسة الخارجية للبلدين إلى مستوى غير مقبول، ويحشد الأعداء لاتخاذ إجراءات مضادة.
 
ثانيا، من المشكوك فيه أن ينجح كل طرف بتحقيق النتائج المرجوّة باستخدام قوة عسكرية محدودة، ولا أحد منهما يريد التورط في حرب واسعة.
 
ثالثا وقبل كل شيء، الحرب الشاملة تعني كارثة اقتصادية فورية لن يتمكن من تحملها أي منهما أو حكومتيهما. فالوضع الاقتصادي في كلا البلدين غير مستقر إطلاقا، وقد ينزلق إلى سيناريو كارثي حتى من دون حرب.
 
في الوقت نفسه، لم يكن الصدام بين مصر وتركيا وجها لوجه من قبيل الصدفة.
 
يغرق العالم الآن في أزمة ضخمة، يصاحبها تدهور في مستويات المعيشة لا بالنسب المئوية وإنما بالأضعاف المضاعفة. وقد اندلعت بالفعل منذ فترة احتجاجات وأعمال شغب بسبب الجوع والفقر، ولم يكن "الربيع العربي" سوى جزء من ذلك التوجه العالمي، الثورة العالمية للشعوب ضد الحكومات غير القادرة على الحفاظ على مستوى المعيشة بسبب انهيار النظام الاقتصادي العالمي القائم على الدولار الأمريكي.
 
في ظل هذه الظروف، لن تنجو من ذلك سوى الحكومات التي تستطيع توحيد أممها، وحشدها حول مشاريع أو أفكار عظيمة ضخمة، وإقناع الشعوب بتحمل المصاعب من أجلها، وبالتالي تجنب الفوضى، والتحديات الخارجية أفضل سبيل لحشد الأمم. ولا يهم إذا كانت هذه الأهداف والأفكار واقعية، لكنها مثل دواء وهمي، قد لا يعمل على محاربة المرض، لكنه يحشد إرادة وعزيمة المريض، لينقذه في نهاية المطاف.
 
تقريبا، الإمبراطوريات أو الدول القادرة على بناء إمبراطوريات، سياسية أو دينية، هي من سينجو من انهيار النظام الاقتصادي العالمي على أفضل وجه. في شرق البحر الأبيض المتوسط، هناك دولتان فقط: تركيا ومصر.
 
كلا الشعبين منقسمان بشكل جذري. ومرت كلا الدولتين بمحاولة أو بتغيير للنظام في السنوات الأخيرة. وكلاهما تواجهان خطر الحرب الأهلية إذا ما استمرت مستويات المعيشة في التدهور. وكلا البلدين يفتقران إلى الموارد، ويمضيان في محاولات مضنية بحثا عن مصادر للدخل الذي تعتمد عليها ثرواتهما. وبالنسبة للبلدين أيضا، تنمو التحديات التي يواجهانها بمعدل أسرع من معدل الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما يحاول قادة البلدين إطفاء الحرائق في عدة اتجاهات في وقت واحد. لذلك يدفع الوضع الراهن ومسار البلدين إلى التعبئة والحشد والراديكالية والتوسع.
 
استنادا إلى ما سبق، أعتقد من وجهة نظري، أنه لن تكون هناك حرب مباشرة واسعة النطاق بين البلدين الآن. ولكن في نفس الوقت، فإن المنطق الذي ذكرته آنفا يضع كلا البلدين على طريق المواجهة النظامية المتبادلة بكل ما تحمله من خصائص: بناء معسكر تحالفات، المواجهة الشاملة، الحرب بالوكالة. وليبيا، بدورها، لديها كل الفرص كي تصبح أرضا خصبة لهذا لعقود، وقد تتحول إلى الأبد إلى نظيرتين لألمانيا الشرقية والغربية، أو كوريا الشمالية والجنوبية.
 
ففي الحقبة التي أعقبت انهيار الامبراطوريات العظيمة، كانت الحروب الباردة ممكنة بين اللاعبين الأصغر.
 
 
 
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف
 
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
 

.

 
المزيد في الأخبار
برعاية كريمة من دولة رئيس الوزراء وزير المالية ..   «كاك بنك» يدشن خدمة التحصيل والسداد الإلكتروني للإيرادات الضريبية عبر تطبيق "كاك بنكي"   عدن، اعلام كاك
المزيد ...
    الرياض  :   أدى اليمين الدستورية اليوم أمام فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، سالم صالح بن بريك بمناسبة تعيينه رئيسا
المزيد ...
    عدن – إعلام المديرية   دشّن مدير عام مديرية صيرة بمحافظة عدن، الدكتور محمود بن جرادي، اليوم، امتحانات شهادة الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي
المزيد ...
اشهر مدربي الحركة النظامية في الكلية العسكرية بعدن سابقا والكلية الحربية حالياً العقيد/ علي احمد طريش في ذمة الله.. نسال الله ان يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
القهوة والتوت والزيتون..7 أطعمة أساسية للحفاظ على الكبد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    ما أصعب أن يُزج بأحلام الطلاب في قاعات امتحان تُسمى "وزارية"، بينما الواقع يقول  بأن الوزارة ذاتها
  يعيش المواطن والمجتمع اليمني في دوامة ومجموعة من المشاكل والأزمات الحياتية والاجتماعية، من غلاء الأسعار
  في انتظار استجابة المجد، ننتصب كأشجار مثقلة بالعمر والرجاء، نحدق في الأفق البعيد، حيث لا وعد يلوح ولا
  عدن بين الحمى والحُمى، مدينة يسلخها الحمى من كل جانب، و ينهشها المرض من الداخل، ويطوقها الإهمال من
    ناديناكم نصرة لنا، واستبشرنا بقدومكم خيرا، ظننا أنكم ستلبون نداء الإخوة وروابط الدم والعقيدة. هللنا
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025