ماذا بعد انهيار الرأسمالية؟ ..
بقلم/ أميرة شايف الثلاثاء 21 أبريل 2020 10:04 صباحاً

أميرة شايف
انهيار الرأسمالية بات وشيكا.. بضعة سنين أو أقل ..وانهيار الرأسمالية سيتبعه انهيار واضح في كل أدواتها الحاكمة التي سيطرت من خلالها على العالم وجعلت منه لعبة صغيرة بين يديها تدار من مركزية أمريكية أحادية هي الأقوى وستنهار بذلك سيطرة العولمة أهم أدوات الرأسمالية غير أن السؤال.. ماذا بعد العولمة..وماذا بعد الرأسمالية؟ماالنظام الجديد الذي سيدار به هذا العالم؟
أغلب المؤشرات الرأسمالية تؤكد استعدادها لأن إلى ان نظاما جديدا يمكن أن نسمه بالعبودية يستعد .وتسلم العالم لنظام مغاير ينتقل فيه العالم من الديمقراطية الى العبودية واذا كانت الرأسمالية قد سمحت للعالم بالحصول على القليل من المال لترفد اقتصادها بذلك فإن
العبودية تقتضي المزيد من الاختناق ذلك حين تختفي العملة الورقية وتحل محلها العملة المعدنية التي لن يكون الحصول عليها بالأمر السلس أو السهل.
رأسمالية بوجه آخر تحاول الوصول إلى قيادة العالم مع سلبك المزيد من الحرية.
تعتقد الاشتراكية أنها قادرة على الخروج من هذه المشكلة وتتوهم بأنها ستنجح في حال قامت بالهجوم على الرأسمالية في لحظات انهيارها واحتضارها وبرأيي أن هذا لن يتم إذ أن الاشتراكية لم تكن بأفضل حال من منافستها الرأسمالية خلال فترة حكمها
وسيطرتها على العالم طوال
قرون طويلة ماضية ..والمسألة باختصار كانت تكمن في رأس المال فحين انحصر رأس المال في االنظام الاشتراكي في الحكومات وحرم الفرد من أحقيته في التملك كان الحكومات قوية والشعوب ضعيفة في حين كان رأس المال في ضوء الرأسمالية يتضخم بيد الأفراد ويضعف في الحكومات الأمر الذي أضعف الحكومات وفي أغلب الأحوال أصبحت رافدا ماليا يسيطرون. من خلالها على حقوق البشر وأحقيتهم في الحياة. وفي النظامين البشر مجرد كادحين وعاملين لصالح أنظمة متساطة مستبدة.لم تقتنع الرأسمالية بوجود هذا العدد من الأفراد الذين يمتلكون المال في العالم ولابد من تقليصهم وتخصيص جميع الموارد لتصب بيد شخص واحد هو رمز العبودية الجديدة
رمز النظام المالي الجديد رمز استبداد آخر يذكرنا باستبداد الفرعون للأقباط. من يعيش خارج هذه الرؤية لايمكن أن يعتبر مواطنا صالحا ووفقا لذلك لابد من التخلص منه.
.