شاب يمني يضحي بفرحة عمره ويحتفل بزفافه عبر "فيسبوك" بسبب كورونا
الاثنين 30 مارس 2020 01:45 مساءً
اشتراك الناس في المصاب خلق بينهم وحدة من نوع ما، وطبيعة فيروس كورونا سريع العدوى لعبت دوراً في جعل الفرد يرى أنه جزء من مجموعة عليه أن يحافظ على سلامتها، إن لم يكن ذلك لأسباب عاطفية إنسانية فإنه واقع مفروض بأنك ستصاب إن أصيب من حولك.
أقدم الشاب اليمني، محمد المشرة، على التضحية بفرحة عمره من أجل سلامة مجتمعه واختار قراراً صعباً تمثل في إقامة حفل زفافه وحيداً بعيداً عن التفاف أصدقائه وأهله ومحبيه واكتفى بأن يستقبل تهانيهم عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حرصاً منه على تشجيع التباعد الاجتماعي بسبب فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
وأعلن محمد المشرة، في صفحته على "فيسبوك" أنه خوفاً من تفشي وباء كورونا وخوفه على أصدقائه وأهله من ذلك قرر أن يقوم بعمل حفل زفافه وحيداً وعلى بث مباشر على صفحته ودعا الجميع للمشاركة.
وأطل العريس الشاب في موعد عرسه قبل أيام إلى الناس وحيداً من غرفته التي زينها وافتتح بثه المباشر بأغاني وأهازيج الأعراس، وتحدث إلى أصدقائه ومتابعيه واستقبل التهاني والتبريكات، وكذلك الهدايا من أصدقاء وشركات تجارية تعبيراً عن حبهم وتقديراً لوعيه وحرصه الكبير على سلامة المجتمع وأمنه الصحي.
وقال العريس محمد المشرة في حديث لصحيفة "البيان" الاماراتية إنه كان يتمنى أن يعيش فرحة العمر مع أهله وأصدقائه، ولكن الأقدار حالت دون ذلك، إلا أنه نال الفرح والسعادة بعمل تفاصيل فرحه في بث مباشر امتزج بالتهاني والتبريكات وأغاني الزفاف، وإن الفرحة خرجت من الفضاء الصغير إلى الفضاء الكبير العالمي على حد وصفه، وبدلاً من أن يحضر عرسه العشرات حضره الآلاف من حول العالم.
وأشار المشرة إلى أن المتباعدين من حول العالم تعاملوا معه بإنسانية وأغرقوه بالتهاني التي أنسته وحدته، وهذه فرصة ليبعث لهم رسالة شكر لكل إنسان شارك في هذا الفرح النوعي وتمنى أن يَسلم عالمنا ووطننا والناس جميعاً من الأوبئة، وأن يصبح العالم جيداً ولطيفاً يهتم بالإنسان.
وقال عبدالحكيم مغلس وهو أحد الذين حضروا العرس على البث المباشر: "إنها شجاعة كبيرة من محمد تعكس إحساساً عالياً بالمسؤولية من قبله، فمناسبات كهذه، الأصل فيها أن يحرص العريس على جمع أكبر قدر من الأصدقاء حوله لتكتمل فرحته، لكنه فضل سلامة الجميع على فرحته الشخصية، نتمنى أن يستشعر الجميع هذه المسؤولية وأن يحذو حذو محمد".
من جانبه، قال عمر الحميري أحد الحاضرين: "أطل علينا محمد من خلال البث وفي صوته شجون وفرح مملوء بحزن المحب لمجتمعه، وكان لفعله دوي كبير وتأثير إيجابي ورسالة عملية حول استشعار المسؤولية سبقت في تأثيرها كل رسائل المنطق وحملات التوعية، ومحمد يمثل نموذجاً للشاب الواعي المحب لوطنه ومجتمعه أراد أن يكون فرحه مصدر سعادة لا عدوى".
.