شاهد اللافتة الإنسانية التي تحقق الإمارات من ورائها أهداف سياسية وعسكرية في اليمن .. وموقف «بن دغر» الذي ارعب «محمد بن زايد» وقضى على اطماعه في «سقطرى» (اسماء صور)

لعل الكثير من أبناء الشعب اليمني، لا يعرف، أن من يقود الهلال الأحمر الإماراتي و"مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية " في اليمن ، هي قيادات عسكرية إماراتية برتب عالية ، نظرا لعدم ذكر وسائل الإعلام المحلية ووسائل الإعلام الإماراتية، لصفاتهم العسكرية ، ولتقديمهم أنفسهم في اليمن ، خلال فعاليات سياسية تحت شماعة إنسانية، وخلال أفتتاح مشاريع وهمية لـ"الهلال الإماراتي " و" مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية " ، يقدمون أنفسهم كقادة مدنيين لمنظمات إنسانية ، بعد أن خلعوا ملابسهم العسكري واستبدلوها بملابس مدنية .
هوية المتدثرين بالعمل الإنساني :
وكشفت تقارير صحفية مؤخراً عن هوية قيادات الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية ، في اليمن ، منها العميد سعيد علي الكعبي مدير ما يسمى " العمليات الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن" ، والعقيد خلفان المزروعي مندوب " مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية " في محافظة أرخبيل سقطرى، والعقيد محمد الجنيبي مدير ما يسمى "العمليات الإنسانية للهلال الأحمر الإماراتي باليمن "
والرائد سعيد آل علي مدير الهلال الأحمر الإماراتي في محافظات ( عدن ، أبين ، لحج ،الضالع ،تعز) والرائد محمد القمزي ممثل الهلال الأحمر الإماراتي في الساحل الغربي سابقا (حاليا أسندت المهمة لضابط استخبارات في الحرس الجمهوري يتبع طارق محمد عبدالله صالح).
مشاريع طلاء بأيادي سوداء:
ينتشر علم الإمارات بجانب صور شيوخها في لوحات إعلانية عملاقة في الشوارع، وعلى جدران المنشآت الحكومية وفي الطرقات، بمدن ومناطق المحافظات الجنوبية ، مع عبارات شكر لما تقدمه "الأيادي البيضاء" -كما يحب الإعلام الإمارات أن يطلق عليها- لليمنيين من مساعدات ومعونات. غير أن اليمنيين لم يلمسوا إلا "أيادي سوداء" ولم يروا سوى هذه اللوحات المستفزة لمشاعرهم ورنج يتم طلاء المدارس والمستشفيات والوحدات الصحية به ثم تقوم الإمارات عبر ذراعها الاستخباراتي والعسكري ( الهلال الأحمر الإماراتي) بإفتتاح تلك المشاريع التي قامت بطلائها، زاعمة بأنها قامت بإعادة ترميمها وتأهيلها وتأثيثها، دون ذرة من خجل.
وفي ذات الوقت وبعد أن يرفع الهلال الأحمر الإماراتي، اللوحات الضخمة التي فيها صور محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وعلم الإمارات وعبارات شكر وثناء وتعظيم لإبن زايد ، على المنشآت التي رنجها، يقوم الهلال الأحمر عبر قياداته العسكرية ، أمثال العميد سعيد الكعبي والعقيد محمد الجنيبي والرائد محمد القمزي والرائد سعيد آل علي ، بتقديم أموال باهظة لقيادات القوات التي أنشأتها وسلحتها الإمارات في عدد من المحافظات الجنوبية وفي الساحل الغربي لليمن، نظير عمالة تلك القيادات للإمارات وخيانتها لوطنها وشعبها وقيادتها السياسية، ومقابل تنفيذ جرائم اغتيالات وإختطافات للمؤيدين للشرعية الدستورية في العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات الجنوبية، وأيضا لتنفيذ أعمال وأنشطة أنفصالية ودعائية. .
وتقول التقارير الصحفية إن من مهد لأحتلال الإمارات لموانئ عدن والمكلا وشبوة وتمهد حاليا لأحتلال محافظة أرخبيل سقطرى ، هي القيادات العسكرية الإماراتية التي تدير الهلال الأحمر الإماراتي، و"مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية"، عبر عدة لقاءات لها مع قيادات المليشيات التي أنشأتها وعبر إشرافها على إرتكاب جرائم اغتيالات وإختطافات وإنتهاكات للموالين للحكومة الشرعية ، وعبر أعمال دعائية خلال عمليات طلاء بالرنج لمنشآت تنموية وحدمية ، ورفع لوحات عليها علم الإمارات وصور محمد بن زايد، في تلك الموانئ والمناطق تحت مسمى "مشاريع ".
أهداف سياسية وعسكرية:
ودخلت هيئة الهلال الأحمر الاماراتي و"مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية"، اليمن ، جنبا إلى جنب القوات العسكرية الإماراتية، تحت مسميات إنسانية وإغاثية، تخفي وراءها أهداف سياسية وعسكرية ، منذ وطأت أقدام القوات العسكرية الإماراتية الأراضي والجزر اليمنية قبل نحو خمس سنوات.
اللعب على أوتار الإغاثة للتمدد والسيطرة:
تلعب الإمارات على أوتار الأعمال التنموية والإغاثية باعتبارها وسيلة ناعمة للتمدد والسيطرة، وتلجأ لهذه الطريقة المنافية لأخلاقيات ومبادئ العمل الإنساني والخيري المتعارف عليها دوليا، لعدة أسباب:
أولا: المشاركة في التحركات العسكرية والتغطية عليها، في محافظات ومناطق تبعد مئات الكيلومترات من مناطق الصراع والحروب ، منها محافظات عدن وحضرموت وسقطرى، للسيطرة على هذه المحافظات وعلى موانئها ومطاراتها وخيراتها.
ثانيا: العمل على كسب تأييد الشارع لتحركاتها المصاحبة لتحركات القوات الإماراتية ، واستغلال حاجة الناس في ظل الظروف الإنسانية والاقتصادية المتدهورة، التي تمر بها اليمن في الوقت الحاضر.
الكشف عن المهمة غير الإنسانية في غزة :
ليست اليمن الاستثناء في الدور الإستخباراتي والعسكري والتأمري لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي و"مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية"، ففي 2014 قامت السلطات الفلسطينية في غزة بالتحقيق مع أعضاء بعثة الهلال الأحمر الإماراتية بعد الاشتباه بهم، حيث اعترفوا بعملهم في جهاز أمن إماراتي وبمحاولاتهم الترصد لمواقع المقاومة، بعدها طُلب من بعثة الهلال الأحمر مغادرة غزة على الفور.
دخول سقطرى:
بالرغم من أن محافظة أرخبيل سقطرى ، تعد من بين القليل من المحافظات التي نجت من دائرة الحرب بحكم ابتعادها مئات الكيلومترات عن مناطق الصراع والتوتر في البلاد، إلا أنها لم تسلم من أيادي الغدر والعبث الإماراتية التي امتدت إليها، لا لمساعدة أهلها، وإنما طمعا بموقعها وثرواتها، وكان بوابة ذلك كالعادة العمل التنموي والإغاثي، وقد سال لعاب ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، لما تتمتع بهي سقطرى من أهمية استراتيجية كبرى بسبب موقعها على المحيط الهندي بالقرب من خليج عدن، وترك جبهات القتال وذهب بقواته اليها ليفتح جبهة للشرعية هنالك وينازعها السيادة الوطنية عليها!.
اتفاق غير معلن للتمهيد لأحتلال سقطرى :
في 2016، وقّعَت الإمارات اتفاقا- غير معلن- مع رئيس الوزراء الُمقال خالد بحاح بشأن ما أسمي "إغاثة وتنمية سقطرى" بعد تعرضها لإعصاري تشابالا وميج في 2015. لكن الذي حصل عكس المعلن تماما، وهو تسيير رحلات أسبوعية بين أبو ظبي والجزيرة اليمنية الأكبر، بواسطة شركات طيران الإماراتية، دون تصريح من الحكومة اليمنية أو إظهار أي اعتبار لها وكانت الإمارات تزعم أن الرحلات محملة بالمعونات الإغاثية دون الخضوع لأي تفتيش أو رقابة من قبل السلطات اليمنية.
الطائرات والمراكب التي عليها شعار الهلال الأحمر و" مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية " حملت في السواد الاعظم من رحلاتها معدات عسكرية وكذلك عدد من الضباط الإماراتيين بهويات ممثلي الهلال الإماراتي "وخليفة الانسانية" .
الضابطان المندوبان في الأرخبيل:
تعتمد الإمارات على مندوبين لها داخل سقطرى، بكامل الصلاحيات والأموال لبسط السيطرة عليها، وهما العقيد خلفان المزروعي، مندوب "مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية " في سقطرى، والثاني العقيد محمود فتح آل خاجة، والرجلان يشرفان على المشاريع الإغاثية و التنموية التي تذر بها الإمارات على العيون كالرماد ، للتغطية على أعمالها وأنشطتها العسكرية في سقطرى والتي يشرف عليها نفس الضابطان الاماراتيان (المزروعي وآل خاجة ).
"خليفة الإنسانية " ومهمة نقل الاسلحة:
ويكفي أن نشير هنا، إلى أن سيطرة الإمارات على مطار جزيرة سقطرى ومينائها، الثلاثاء- 1 مايو 2018، وهو اليوم الذي وصل فيه رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد عبيد بن دغر وعدد من وزراء حكومته ، إلى محافظة أرخبيل سقطرى ، لتفقد أوضاعها وتثبيت عزيمة أبنائها أمام الترغيب والترهيب الإماراتي، بالإضافة إلى تعزيز تواجد الدولة ، نشير إلى أن سيطرة الإمارات أستخدمت فيها "مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية " لخداع برج المراقبة بالمطار. بحسب ما أكدته مصادر محلية وحكومية حينها. حيث ذكرت أن "مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية" قامت بخداع برج المطار في سقطرى لوصول طائرة محملة بمواد غذائية، ليتضح بعد نزولها أنها طائرة حربية محملة بأكثر من (100) جندي إماراتي"، وعدد من الدبابات.
قوة وعزيمة بن دغر تجبران الإمارات على سحب جحافلها :
وقد واجه تلك العجرفة وذلك الصلف، رئيس الوزراء السابق بن دغر بقوة وعزيمة الرجال العظماء وأصر على أن تسحب الإمارات جحافلها وعتادهم العسكري من سقطرى ، قبل أن يكمل زياراته التفقدية لبقية المحافظات المحررة ، فكان له ما أراد ، والإمارات صاغرة ذليلة.
لقاءات مع قيادات في "الانتقالي" :
وتنكشف صلات المزروعي وآل خاجة بالسلطة الإماراتية من خلال متابعة الأخبار التي تنشرها عنهما وكالة الإمارات الرسمية، عن مقابلاتهما مع قيادات في المجلس الانتقالي، ، واستضافتها لهم ولعدد من المسؤولين المحليين في محافظة أرخبيل سقطرى ، في حفلات عشاء ينظمانها بشكل مستمر.
ويقول سكان محليون إن الضابط الإماراتي خلفان المزروعي المكنى بأبو مبارك، هو الآمر الناهي في سقطرى. ومن أنشطته إنشاء مصنع لشحن الأسماك إلى الإمارات، بعد أن يقوم بشرائها بأسعار زهيدة من الصيادين المحليين. بينما نُقل عن مسؤول حكومي تأكيده تصدير مائة طن من الأسماك أسبوعيا. بحسب تقارير متداولة على نطاق واسع.
نفوذ وسيطرة في سقطرى :
أما السيطرة على الأراضي، فبدت هي الوجه الأبرز للنفوذ الإماراتي في الجزيرة. فقد اشترى المزروعي أراضٍ بمساحات شاسعة في السواحل بالقرب من الميناء، وأخرى في منطقة نوجد، جنوب الجزيرة إضافة إلى الاستيلاء على مساحات في محمية دكسم، المحظورة من البناء فيها بموجب القانون اليمني، وكل هذا ليس بجديد، فقد تناقلته تقارير صحفية عديدة متطابقة، محلية ودولية.
التحكم في المفاصل الاقتصادية :
لا يقتصر النفوذ الإماراتي في سقطرى، على حدود السيطرة على المنشآت الحيوية فقط، بل تجاوزها إلى التحكم في المفاصل الاقتصادية، كالاتصالات والسياحة. حيث افتتحت الإمارات شبكة اتصالات في مديريتي حديبوه وقلنسية، ووفقاً لسكان محليين، فإنها باتت واسعة لتغطية جميع مناطق سقطرى. إلى جانب ذلك، قام العميد المزروعي، مندوب "مؤسسة خليفة " بإنشاء شركة سياحية في الجزيرة، واستقدم حافلات سياحية بهدف السيطرة على القطاع السياحي. كما افتتح محطة وقود لبيع المشتقات النفطية في سقطرى من دون ترخيص من وزارة النفط اليمنية.
مهمة هلال الإمارات العسكرية في المهرة:
وفي محافظة المهرة وقبل أن تتدخل السعودية، نفذت الإمارات تحت أشراف العميد سعيد الكعبي مدير العمليات الإنسانية لدولة الإمارات في اليمن، خطوات السيطرة والتوسع العسكري بالمحافظة ، من خلال فتح معسكرات تدريب لها، لتجنيد آلاف الشباب من المهرة ليكونوا موالين وتابعين لها ، وبعدها لجأت إلى التجنيد القائم على أساس قبلي لضمان مزيد من الولاء، مستغلة علاقاتها ببعض شيوخ القبائل. وقد اضطرت إلى تغيير طاقم الهلال الأحمر العامل بالمهرة عقب ردود فعل غاضبة تجاه دفعة تجنيد قامت بها على هذا النحو، مما أدى إلى ارتفاع الأصوات المنادية بطردها من داخل المحافظة ، والدخول في خلافات مع مسؤولين محليين ومشايخ .. فتدخلت السعودية بقوة وأرسلت قوات عسكرية سعودية إلى محافظة المهرة الأمر الذي أضطرت فيها الإمارات إلى الانسحاب وتعزيز تواجدها العسكري في المكلا بمحافظة حضرموت.
إنتهاك مبادئ العمل الإنساني:
هكذا استخدمت الإمارات اليافطات الإنسانية والعمل الخيري والإغاثي في بحثها عن موطئ قدم راسخ في اليمن، وعينت ضباط ومخبرين اماراتيين لقيادة وادارة طواقم الهلال الأحمر الإماراتي و"مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية " حتى تبعد عنهم وعن الهلال ومؤسسة خليفة، الأنظار. وهذه الطريقة تتنافي كلياً مع مهام الأعمال الخيرية والإغاثية، ومع المواثيق والأعراف الدولية.
مبدأ الإنسانية :
ينص القاموس العملي للقانون الإنساني على مبدأ الإنسانية والاستقلال في العمل الإنساني والإغاثي. واستنادا إلى تعريف الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، فإن الهدف من هذا هو ضمان الطبيعة الإنسانية لمنظمة المساعدات أو نشاط إغاثة. ولا بد وأن يكون من الممكن إثبات أن الإنسانية هي الشاغل الوحيد الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار. ويتضمن هذا المبدأ أن كل منظمة إغاثة يجب أن تكون مستقلة عن أي قيود غير القيود الإنسانية.
كما يجب أن يكون العمل الإنساني مستقلا عن أي ضغوط سياسية أو مالية أو عسكرية. وأن قيده الوحيد، أو حده الوحيد، وهدفه الوحيد هو الدفاع عن الكائن البشري. ولذلك يجب أن تكون منظمات الإغاثة قادرة على إثبات استقلالها عن أي قيود خارجية، ويجب أن تكون أنشطة الإغاثة مستقلة عن أي ضغوط عسكرية أو سياسية أو أيديولوجية أو اقتصادية.
.