من نحن | اتصل بنا | الجمعة 15 أغسطس 2025 08:25 مساءً

الأخبار

«كورونا» يهدد الآفاق الإيجابية للاقتصاد العالمي .. آثار الفيروس تفوق أزمة 2008

الأربعاء 04 مارس 2020 07:18 صباحاً
 
أطاح فيروس كورونا بالآفاق الإيجابية التي سادت الاقتصاد الدولي، بعد توقيع اتفاق المرحلة الأولى بين الولايات المتحدة والصين لخفض حدة التوتر التجاري بينهما. فالاتفاق عزز القناعات بأن الحرب التجارية بين البلدين تتقلص أو تتراجع لتفتح نافذة ولو ضيقة في الاقتصاد الدولي تسمح له بأن يسترد أنفاسه المتعبة، ويستعيد بعضا مما خسره نتيجة تلك الحرب شديدة التكلفة.
إلا أن هذا التفاؤل ذهب أدراج الرياح نتيجة تفشي فيروس كورونا في الصين، الذي انتقل منها إلى عديد من دول العالم لاحقا. آخر التحذيرات من خطورة تفشي المرض والعجز الراهن عن مواجهته وتأثير ذلك في الاقتصاد الدولي جاء من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي حذرت من أن الاقتصاد العالمي قد ينمو بمعدل أبطأ من نموه عام 2009، وسط توقعات بأن معدل النمو الاقتصادي لهذا العام لن يتجاوز 2.4 في المائة منخفضا عن توقعات سابقة لمنظمة التعاون في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وقبل ظهور المرض وتفشيه بأن معدل النمو المتوقع للاقتصاد العالمي 2.9 في المائة.
الأخطر أن تقديرات المنظمة الدولية تشير إلى أن استمرار المرض لفترة أطول وأكثر كثافة، يمكن أن يخفض معدل النمو العالمي إلى 1.5 في المائة، إلا أن تلك التوقعات المتشائمة، رافقها أيضا بعض الآمال المستقبلية بأنه إذا تعافى الاقتصاد العالمي فإن نسبة النمو قد تصل إلى 3.3 في المائة في عام 2021.
وأوضحت لـ"الاقتصادية" سارة نورث المحللة المالية في بورصة لندن، أنه في الأسبوع الماضي شهدت أسواق الأسهم الكبرى أسوأ أداء أسبوعي لها منذ الأزمة المالية عام 2008، حيث فقدت قيمة الأسهم العالمية 1.5 تريليون دولار نتيجة المخاوف المتزايدة من فيروس كورونا.
من جانبه يعلق البروفيسور مورجن براون، رئيس وحدة التحليل الاقتصادي في جامعة أكسفورد والخبير في الاقتصاد الدولي قائلا، "تأثير فيروس كورونا في الاقتصاد الدولي أكبر من الأزمة المالية التي هزت العالم خلال العقد الماضي، فالصين بمفردها تشكل ثلث الصناعة التحويلية على المستوى العالمي، وهي أكبر مصدر في العالم، وقد انخفض النشاط الفعلي في الصين بمعدل قياسي في شباط (فبراير)، وتراجع المؤشر الرسمي للنشاط الصناعي – مؤشر مديري المشتريات إلى 35.7 في شباط (فبراير) مقابل 50 في كانون الثاني (يناير)، وهذا الانخفاض اقل بكثير من توقعات المحللين وسيكون له تأثير غير مباشر في الدول الأخرى".
ووفقا لموقع بلومبيرج الاقتصادي، كانت المصانع الصينية تعمل 60 إلى 70 في المائة من طاقتها خلال الأسبوع الماضي، بينما تبلغ تقديرات بنك مورجان ستانلي، أن المصانع الصينية تعمل بما يراوح بين 30 إلى 50 في المائة من طاقتها، ويشير هذا المعدل إلى أن نمو الاقتصاد الصيني خلال النصف الأول من هذا العام سيواجه تراجعا كبيرا، وإذا أخذنا في الحسبان أن الصين وعلى الرغم من تراجع معدل نموها الاقتصادي في الأعوام الماضية لا تزال تعمل كقاطرة للاقتصاد الدولي، فإن تراجع أداء الاقتصاد العالمي هذا العام قد يكون حتميا ولا فرار منه، لكن بلغت خسائر الصين وخسائر الاقتصاد الدولي جراء فيروس كورونا، كما يقول جرين جولدنج الخبير الاقتصادي، إن التقديرات الصينية شبه الرسمية تشير إلى أن خسائرها خلال شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) تقارب 200 مليار دولار، وأن تفشي فيروس كورونا كلف صناعة السياحة الصينية 128 مليار دولار، بينما من المحتمل أن يكون تراجع إنفاق المستهلكين على الطعام والشراب قد انخفض بما يقارب 60 مليار دولار.
ولكن جرين جولدنج يتشكك في تلك الأرقام ويعدها هادئة وتهدف إلى تخفيف حدة الخسائر.
ويعلق لـ«الاقتصادية» قائلا، "في الواقع معظم خسائر الصين الاقتصادية لم تأت من الفيروس ذاته، لكن من الجهود المبذولة لمنع انتشاره، إذا لجأت السلطات لإغلاق المصانع، ومنع حركة السفر المرتبط بالأعمال، وكذلك نقل البضائع وانتقال العمال، والخوف من الفيروس دفع الأشخاص إلى تجنب أنشطة يعتقدون أنها قد تعرضهم إلى خطر الإصابة به، ولذلك فإن المطاعم ودور السينما ومقدمي خدمات النقل والفنادق والمتاجر توقفوا عن العمل، كما أن توقيت الأزمة التي ترافقت مع عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، يعني أن الصناعات تعرضت بشكل خاص للخسائر التجارية ".
ولا يوجد مصدر مستقل يمكن أن نثق به لتقدير خسائر الصين، لكن هذا قد يتضح بعد أن تهدأ العاصفة، والنمو الصيني خلال الربع الأول من هذا العام قد يراوح بين 3.5 - 4 في المائة.
ولكن ماذا عن الخسائر الإجمالية للاقتصاد الدولي، وفقا لشركة أكسفورد الاقتصادية الرائدة في مجال التنبؤ العالمي والتحليل الكمي، فإنه إذا انتشر الفيروس إلى مناطق خارج آسيا فإن الدخل العالمي سينخفض 1.3 في المائة، وستبلغ خسائر الاقتصاد الدولي 1.1 تريليون دولار إذا تحول المرض إلى وباء، مما قد يفوق في تأثيراته أزمة 2008 وقالت الشركة في تحليل لها إن الفيروس كان له بالفعل "تأثير تقشعر له الأبدان، حيث امتدت عملية إغلاق المصانع في الصين إلى الدول المجاورة، وتأثرت الشركات الدولية"
وبالفعل فإن شركة أبل أخبرت المستثمرين في منتصف الشهر الماضي بأنها ستفشل في تحقيق هدف الإيرادات الفصلية بسبب الانخفاض الكبير في الإنفاق الصيني خلال أزمة كورونا، بينما اشتكت شركة جاكوار لصناعة السيارات من أن قطع غيار السيارات في مصانعها ستنفد إذا استمر فيروس كورونا في منع وصول قطع الغيار من الصين، ويصبح السؤال ما الحل؟
فليب راسل الخبير السابق في صندوق النقد الدولي يعد أن هناك حدودا لم يمكن أن تحققه السياسة النقدية التقليدية للتصدي للتداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا.
وقال، "إذا تعطلت سلاسل الإمداد وأغلقت المصانع فمن غير المرجح أن يساعد تخفيض أسعار الفائدة كثيرا، فإذا كان الناس لا يريدون الذهاب إلى المتاجر أو تناول الطعام في المطاعم أو السفر على متن الطائرات أو الإقامة في الفنادق، فإن الائتمان الرخيص لن يحدث فرقا كبيرا، وفي عديد من الدول أسعار الفائدة منخفضة بالفعل".
ويعتقد فيليب راسل، أن احتمال خفض سعر الفائدة يوفر دعما نفسيا، لكن الأهم من وجهة نظره البحث عن طرق لتشجيع البنوك التجارية على تقديم الدعم المستهدف للشركات التي تكافح من أجل سداد القروض بسبب تأثر أعمالها نتيجة فيروس كورونا.
 

.

 
المزيد في الأخبار
    عدن – محمد القادري   اطلع مدير عام مديرية المنصورة بعدن، أحمد علي الداؤودي، على المساحة المخصصة لإنشاء مركز سوء التغذية للأطفال في بلوك (10)، الممول من
المزيد ...
لطالما ارتبطت عدن، المدينة الساحلية العريقة، بعاداتها الأصيلة التي حملت معها عبق التاريخ وأصالة المكان, ومن بين هذه العادات ما يتعلق بالمشروب الأكثر ارتباطاً
المزيد ...
  استقبل مطار عدن الدولي، اليوم، طائرة جديدة انضمت رسميًا إلى أسطول شركة طيران اليمنية، في إطار خطط الشركة لتحديث أسطولها وتحسين خدماتها الجوية.   وقالت إدارة
المزيد ...
 عن صفحة عبدالرحمن أنيس   تمكنت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، أمس، من إلقاء القبض على مسلح احتجز زوجته داخل منزله في مديرية المنصورة، مهددًا بتفجيرها بواسطة
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    المتابع والمتأمل الجيد للمشهد الاقتصادي في عدن والمناطق المحررة يدرك أن الأوضاع التي نشكر عليها
    في البداية تخوف الجميع من أي ارتداد قد يحدث في سعر صرف العملة المحلية، في ظل عدم نشر خطة إصلاحات
    هنا.. وليس في أي مكان آخر، الأمر مختلف تماما. دول كثيرة، سبقتنا بآلاف السنين الضوئية، لم تصل إلى ما هي
    عشر سنوات من الحرمان، من الذل، من العوز.. شعب مغلوب على أمره، تضور جوعا، وعانى الأمرين. تمت مصادرة حقه
    ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في سعر صرف الريال اليمني أمر محير للغاية، ومخالف لجميع ابجديات
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025