string أنباء عدن-إخباري مستقل | من "غنيمة" إلى مأساة ..الجراد يجتاح اليمن والقرن الأفريقي!
من نحن | اتصل بنا | الأربعاء 25 يونيو 2025 09:58 مساءً

الأخبار

من "غنيمة" إلى مأساة ..الجراد يجتاح اليمن والقرن الأفريقي!

السبت 22 فبراير 2020 05:20 مساءً

غزو الجراد لليمن وبلدان أخرى في منطقة القرن الأفريقي ليس أمرا جديدا، فقد اعتاد الناس هناك على مواجهة هذه الظاهرة، بل إن السكان تكيفوا معها وحوًلها البعض منهم إلى مصدر غذاء غني بالبروتينات. لكن القصة تحقد تتحولولت لمأساة!

لم يكن اليمني منصور محمد 43 عاماً، يتردد في يتناول الجراد الصحراوي، حتى بدون طهي، وهو يتفاخر بتناولها كلما أمسك واحدة منها، ومع ذلك، فإنه وبعد وجبة تناولها منذ أسابيع شعر بمضاعفات صحية، في ظل موجة غزو

وفي حديثه لـDW يوضح محمد أنه "ككل مرة تهب أسراب الجراد، نقوم بالإمساك بها وطهيها مع الزيت"، ولكن هذه المرة "كان هناك تغير في لون الجراد الأقرب إلى الأحمر وحتى حجمه. وبعد دقائق من تناوله أحسست بغثيان وقيء استمرت مضاعفاته لما يقرب من يومين كأنه غذاء مسموم".

كان محمد يعتقد في ما هو شائع في أوساط غالبية اليمنيين من أن تناول الجراد لا ينطوي على أي مخاطر، لكنه بعد ما حصل له مؤخراً اضطر ليبحث ويشاهد مقاطع فيديو على الانترنت تحذر من خطورة تناولها وتظهر احتواء بعضها على "دودة"، فاقمت مخاوفه، هو يعتقد أن هناك قصوراً كبيراً لدى الجهات المعنية الحكومية والمنظمات من حيث حملات توعية تُحذر من الآفة.

فاطمة المسوري ستينية هي الأخرى، مصابة بمرض السكري، كانت ضحية لتناول الجراد، حيث تقول لـDW إنها تتناول الجراد منذ سنوات، لاعتقادها كما هو شائع، بأنه يؤدي لتخفيض سكر الدم، وهذه المرة قامت بتناولها رغم لونها المتغير لكن النتيجة كانت بمتاعب صحية وخلل في نظامها الغذائي.

انتشار غير مسبوق

ووفقاً لشهادات حصلت عليها DW عربية في أكثر من محافظة يمنية، فإن الأسابيع الماضية شهدت انتشاراً غير معهود لأسراب الجراد، خصوصاً في المناطق الشمالية والجنوبية الغربية للبلاد، بما في ذلك، مناطق نادراً ما تصل إليها.

مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحرواي في اليمن (هيئة حكومية)، أعلنت بدورها، في الـ11 من فبراير/ شباط الجاري، حالة الاستنفار القصوى، في مناطق التكاثر الشتوية في السهل التهامي، ودعا الهيئات والمنظمات المعنية بالأمن الغذائي إلى سرعة التدخل لدعم جهود مكافحة ما اعتبره "آفة خطيرة تهدد الأمن الغذائي" في البلاد.

يتم تخزين كميات من الكراد في قوارير لتداولها في الأسواق

وفي العاشر من الشهر الجاري، أطلق المنتظم الأممي، عبر مؤتمر صحافي مشترك لكل من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تحذيراً من أن إثيوبيا والصومال وكلاهما على الحدود البحرية لليمن، يواجهان أزمة هي الأكبر منذ ربع قرن، كما تواجه كينيا أزمة مماثلة لم تشهدها منذ 70 عاماً، فيما يمتد الخطر أيضا إلى جنوب السودان وأوغندا.

وقالت المنظمة إن "ثمّة قلق بشأن تكوّن أسراب جديدة في إريتريا وجيبوتي والسعودية والسودان واليمن مع استمرار انتشار الجرادعلى جانبي البحر الأحمر"، وأشارت إلى أن 13 مليون شخص في إثيوبيا وكينيا والصومال يعانون يعانون من التهديد لأمنهم الغذائي و10 مليون منهم يعيشون في المناطق المتضررة بسبب الجراد".

ومن أسباب الظاهرة، وفقاً للأمم المتحدة أن "الجراد ينتقل جنوبا وشمالا، وعندما وصل إلى اليمن جنوبا وجد بيئة خصبة كالرطوبة لوضع البيض. وعند موسم الجفاف في اليمن انتقل في يونيو/ حزيران 2019 إلى شمال شرق إثيوبيا وشمال الصومال".

يلتهم الجراد الأخضر واليابس ويتسبب في مشاكل بيئية

الجرادة الواحدة تلتهم 5 غرامات يوميا

حسب موقع ويكيبيديا، فإن الجراد يلتهم في الكيلومتر الواحد من السرب حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة. وفي حديثه لـDW عربية، يرى الخبير البيئي اليمني عمر بادخن أن الأخبار عن أسراب مهولة من الجراد "أمر مقلق للغاية وقد يرقى الى كارثة بيئية تهدد القطاع الزراعي الضعيف في اليمن الذي يكافح من أجل البقاء".

ويضيف أنه "اذا لم تتخذ إجراءات  لمكافحة هذه الآفة فإنها تشكل خطراً كبيراً على الأمن الغذائي الضعيف أصلاً في اليمن حيث أن الجرادة الواحدة يمكنها ان تلتهم خمسة جرامات من النبات الأخضر يومياً ونحن نتحدث عن أسراب من عشرات الملايين، ولكم أن تتخيلوا الضرر".

وفيما يتعلق بتناول الجراد كطعام يقول بادخن "اعتاد معظم المواطنين على أكل الجراد. ورغم قيمتها الغذائية الجيدة لاحتوائها على البروتينات، إلا أن الجراد تتم مكافحته عادة باستخدام المبيدات العضوية شديدة السمية"، وبدورها تعتبر سريعة التأثير وقاتلة مع بقاء كميات من المبيد الحشري في جسم الجراد الميت، وبالتالي فإن أكله بما يحمله من متبقيات لهذه المبيدات السامة يعرض من يتناوله للتسمم".

من جانبها، تشرح الدكتورة منى اسكندر، طبيبة يمنية في المستشفى الجمهوري بصنعاء بأن أن "الجراد لا ينقل الأمراض أو الفيروسات للأنسان لأنه ليس ماصا للدم كالبعوض وغيرها من الحشرات، ولكن تكمن خطورة أكله في احتمالية التصاق الفيروسات والفطريات المسببه للأمراض بأرجلها أو  جسمها ومن ثم يصاب الإنسان عند أكلها".

والجدير بالذكر أن الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية في الكويت، أصدرت في مايو/ أيار2019 تحذيراً من تناول الجراد وحتى لمسه، لتلوثه بمبيدات سامة، كما أن وزارة الصحة السعودية أصدرت تحذيرات سابقة من أنها قد تسبب أمراضاً عديدة واحتمال أن تكون مصدراً لنقل أمراض فيروسية غير معروفة.

صفية مهدي - صنعاء

 
 
 

.

 
المزيد في الأخبار
    نفذ فريق اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، نزولاً ميدانياً إلى مديرية بيحان بمحافظة شبوة، في إطار برنامج زياراتها
المزيد ...
    عدن | عادل حمران    سيبقى اسم الأستاذ عبدالرقيب العمري حاضرًا بقوة في أذهان موظفي مطار عدن لسنوات قادمة، بشهادة الجميع، كان العمري إداريًا محنكًا يتمتع
المزيد ...
    تم توزيع ٣٥٠ سلة غذائية على الأطفال الأيتام الذين يعانون من نقص التغذية، وفق رئيس فرع الجمعية في اليمن إبراهيم عبيد    شكري حسين/ الأناضول   وزعت
المزيد ...
    شبوة | الثلاثاء 24 يونيو 2025   نفذت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، نزولاً ميدانياً إلى محكمة ونيابة استئناف
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
لا قيمة للقرارات ما لم نلمسها ونشعر بها في واقع الحياة.  الشعب يدرك حجم التحديات والصعوبات التي تواجهها
    تدرك رئاسة الحكومة ومجلس الوزراء حجم المعاناة اليومية التي يعيشها المواطن مع الأزمات الخانقة في
!   أ.د مهدي دبان    منذ سنوات طويلة، يتردد على مسامعنا حديث التسويات لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات.
  لحجٍ مبرورٍ لكل حاجٍ يمني؛ تبذل الجهود وتتعاضد وتتشابك، خدمة للحاج وإسعاده، وتذليل كل صعوبة، ليكون في
    الكلمة التي اشتقت لها كثيرا، وكنت أرددها في كل الأوقات، صباحا و مساء، دون ملل أو كلل... كلمة لم تكن مجرد
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025