من نحن | اتصل بنا | الاثنين 22 ديسمبر 2025 09:56 مساءً

الأخبار

تصعيد حوثي يستهدف الأسماء الجمهورية لـ ”طمس الهوية اليمنية”

السبت 25 يناير 2020 03:30 صباحاً

تواصلاً لمساعي الميليشيات الحوثية لطمس الهوية اليمنية، أقدمت الجماعة مطلع الأسبوع الجاري، على تغيير أسماء عدد من الحدائق العامة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، واستبدال أسماء أخرى بها ذات صبغة طائفية وسلالية، وذلك بالتزامن مع اختتام فعاليات الاحتفال السنوي بقتلاها.
وكشفت مصادر محلية في أمانة العاصمة أن قيادة الميليشيات أقدمت السبت الماضي، وفي انتهاك سافر للدلالة اليمنية التاريخية والمواقع الرمزية الوطنية، على تغيير اسم حديقة «الجندي المجهول» الواقعة خلف ضريح «الجندي المجهول» في ميدان السبعين (وسط صنعاء) إلى حديقة أطلقت عليها اسم «الشهيد الصماد» وهو الرئيس السابق لمجلس حكم الانقلاب.
وجاءت التوجهات الميليشياوية - وفق المصادر - عقب سنوات قليلة من اعتدائها السافر على النصب التذكاري للجندي المجهول، وتحويله من قبلها إلى ضريح للصماد وستة من مرافقيه الذين قتلوا، في عملية سابقة لتحالف دعم الشرعية في الحديدة في 2018.
ويرى مراقبون يمنيون أن استهداف الجماعة لرمزية النظام الجمهوري ونضالاته يعد انتقاماً من اليمنيين، ضمن مساعيها لطمس أحد معالم الجمهورية اليمنية، وترسيخ ضريح صريعها الصماد في ذهنية اليمنيين من جهة، وجعله مزاراً رائجاً لأتباعها الطائفيين من جهة ثانية.
القيادي الحوثي المدعو أحمد الصماد، المعين من قبل الميليشيات مديراً عاماً لمديرية صنعاء القديمة، قام في الوقت نفسه بتغيير اسم حديقة الإمام «الطبري» إلى حديقة «شهداء الطبري» تكريماً من قبل الانقلابيين لصرعاهم من أبناء الحي الذين لقوا حتفهم على أيدي قوات الجيش الوطني.
وسميت حديقة «الطبري» - وفقاً للمصادر - بهذا الاسم بعد إنشائها نسبة للحي الذي تقبع فيه، والذي يحمل اسم إمام المفسرين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، صاحب أكبر كتابين في تفسير القرآن الكريم والتاريخ الإسلامي.
وأبدى سكان محليون بالعاصمة صنعاء، امتعاضهم الشديد من خطوات الميليشيات الأخيرة التي سعت وتسعى من خلالها لطمس الهوية اليمنية ومعالمها التاريخية والوطنية.
وأكد السكان سعي الميليشيات الحوثية من وراء تلك التغييرات إلى ترسيخ أسماء قتلاها من العناصر والقيادات السلالية، الذين لقوا مصرعهم في سبيل تنفيذ أجندتها، وفقاً لسياسة ولاية الفقيه والأفكار الطائفية المستوردة من إيران، في عقول أبناء المجتمع اليمني بهدف تغيير الهوية القومية اليمنية.
وأكد سكان العاصمة صنعاء أنه «من الجرم والعار أن تقوم الميليشيات الإرهابية وبهذه السهولة واللامبالاة، بإحلال أسماء صرعاها وقادتها وأسمائها الطائفية الأخرى، مكان أسماء المعالم والشخصيات الوطنية والتاريخية الإسلامية التي أثرت في حياة الأمة اليمنية والعربية والإسلامية، في عدة مجالات فكرية وأدبية وعلمية وسياسية».
ويعتقد الأهالي أن جماعة الانقلاب الحوثية لم ولن تنجح، في طمس «هوية اليمن» مهما حاولت ذلك؛ لأنها تستعين بقوة السلاح أمام رفض اليمنيين القاطع لها، وعدم رغبتهم في وجودها أو تقبل أجندتها وأفكارها.
وكانت الميليشيات قد أقدمت في وقت سابق على تغيير أسماء القاعات الدراسية بعدد من الجامعات الحكومية بمناطق سيطرتها، واستبدال أسماء صرعاها من عناصرها وقياداتها السلالية بها.
وأصدرت الجماعة مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي، قراراً بتغيير أسماء 23 قاعة دراسية في جامعة ذمار، لتحمل أسماء قياداتها الذين قتلهم الجيش اليمني في الجبهات.
وبحسب مصادر خاصة بجامعة ذمار، فإن قرار الميليشيات يأتي ضمن مساعيها المتواصلة والرامية لطمس الهوية اليمنية العربية، وتغييرها بأخرى ذات صبغة طائفية مذهبية دخيلة على اليمن واليمنيين، وربط كل الأسماء بالحرب والموت، على حساب الأسماء ذات الدلالة اليمنية التاريخية والرموز الوطنية.
ويقول أساتذة جامعيون «إن اختيار أسماء عناصر الميليشيات لهذه القاعات الدراسية والمكتبات وغيرها، يعد امتهاناً للعلم والمسيرة التعليمية التي طالما أساءت لها الميليشيات، تارة بمحاولات تغيير المناهج التعليمية، وأخرى بإقحام أسماء شخصيات تلطخت بدماء الأبرياء، في محاولة لتمجيدهم على حساب تاريخ اليمنيين».
وأشاروا إلى أن هذا الإجراء المتنافي مع القيم المعرفية والعلمية، لم يكن في جامعة ذمار وحسب؛ بل سبق ذلك في جامعات يمنية أخرى واقعة تحت سيطرة الميليشيات، كجامعة صنعاء وعمران، وغيرها من الجامعات والمدارس.
وفي أواخر العام الماضي، أقدمت الجماعة الحوثية - كعادتها - على تغيير اسم أحد أبرز معالم العاصمة اليمنية صنعاء، المتمثل بميدان السبعين، إلى اسم «ميدان الصمود»، كما أصدرت حزمة من القرارات تتعلق بتغيير أسماء عدد من الشوارع في أمانة العاصمة بتسميات حوثية.
وإلى جانب تغير اسم ميدان السبعين، غيرت الميليشيات أيضاً اسم «ميدان التحرير» الذي يرمز إلى الثورة ضد الإمامة وهزيمتها، إلى «ميدان الصمود»، كما أقرت تغيير اسم القصر الجمهوري بصنعاء إلى «مقر المجلس السياسي الأعلى».
ويأتي استهداف الرموز الجمهورية، ضمن سعي الجماعة لصبغ المجتمع بأفكارها الإيرانية، وإرغامه على اعتناق عقيدتها، والتماهي مع خطابها الملغم بالأحقاد التاريخية، والخضوع لممارساتها الاستعلائية القائمة على فكرة الاصطفاء الإلهي المزعوم لسلالة زعيمها الحوثي.
وسبق أن أقدمت الجماعة على إلغاء اسم مستشفى «الشهيد العلفي» في مدينة الحديدة، وحولته إلى «مستشفى الساحل الغربي الطبي التعليمي» في سياق مساعيها لطمس الرموز الجمهورية الثائرة على الحكم الإمامي، الذي تحاول الجماعة إعادته في اليمن بنسخته الخمينية.
والعلفي هو أحد الضباط الجمهوريين الذين أعدمهم نظام الإمام، بعد أن حاولوا اغتياله أثناء زيارته للمستشفى في مدينة الحديدة، وذلك قبل نحو عام من اندلاع ثورة «26 سبتمبر (أيلول)» ضد نظامه عام 1962.
وفي محافظة إب، أطلقت الجماعة اسم «الصماد»، على مبنى «المجمع التربوي» التابع لجامعة إب، كما أطلقته على عدد من المستشفيات والمدارس في صنعاء، من بينها مستشفى «48» الذي يخلد اسمه السنة التي شهدت أول انتفاضة يمنية في القرن العشرين، ضد نظام الإمامة عام 1948.
وكانت مصادر تربوية في صنعاء، قد أفادت بأن الجماعة الحوثية أعدت لائحة بأسماء عشرات المدارس، من أجل تغيير أسمائها ذات البعد الوطني الجمهوري، وإحلال أسماء بديلة محلها، تعكس هوية الجماعة الطائفية ومشروعها المرتبط بإيران.
وإمعاناً منها في الانتقام من التاريخ السياسي للرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، وسعياً لطمس آثاره المعنوية بعد تصفيته، قامت بتبديل اسم المسجد الذي يحمل اسمه، من «جامع الصالح» إلى «جامع الشعب»، كما سطت على المؤسسة الخيرية التي تحمل اسمه، وبدلتها إلى «جمعية الشعب».
كما أزاحت عناصر الميليشيات الحوثية كافة الآثار المادية والمعنوية للرئيس صالح، ولبقية الشخصيات والرموز الوطنية الجمهورية، من المتحف الحربي في صنعاء، وأحلت مكانها ملابس مؤسسها حسين الحوثي، وملابس عدد من قادتها الصرعى، سعياً لتخليدهم في الذاكرة المجتمعية.
وبلغت الحال في ظل إلحاح الجماعة على تعميم وجودها الطائفي والانقلابي على الذاكرة الشعبية، أن أطلقت مسابقة في أوساط المزارعين اليمنيين، تحمل اسم رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد، وشكلت لجنة ميدانية مهمتها إقناع المزارعين بالمشاركة فيها، والحصول على جوائز تمنح لأكثرهم إنتاجاً.

(الشرق الأوسط)

 

 

.

 
المزيد في الأخبار
    الدار البيضاء/خاص    أهدى الباحث الاعلامي محمد سعيد الحامدي نسخاً من كتابه  "فن المقال الافتتاحي في صحيفة الطليعة الحضرمية" إلى مكتبة آل سعود العريقة
المزيد ...
بیان صادر عن قيادة وكوادر ديوان عام وزارة الشباب والرياضة   عقدت قيادة وكوادر وموظفي ديوان عام وزارة الشباب والرياضة بالعاصمة عدن، اليوم الاثنين ٢ رجب / ١٤٤٧ هـ
المزيد ...
      عدن- سبأ:   أعلنت وزارة المالية في العاصمة المؤقتة عدن، إطلاق التعزيزات المالية الخاصة بمرتبات موظفي الدولة في القطاعين المدني والعسكري، بما في ذلك
المزيد ...
بمشاركة قيادات عسكرية ومدنية رفيعة..  شهدت ساحة الاعتصام المفتوح بمديرية خور مكسر بالعاصمة عدن، ظهر اليوم الأحد، أداء صلاة الجنازة على روح فقيد الساحة والمناضل
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
فضيحة حفل كولدبلاي.. السيدة "الخائنة" تخرج عن صمتها لأول مرة
نيوزيلندي يبتلع أثمن بيضات العالم والشرطة تنتظر الحل!
لماذا منع بيل غيتس ابنته من استخدام اسمه في المدرسة؟
دعوات لمساندة مديرة مكتب الثقافة بساحل حضرموت وسط حملات إساءة على مواقع التواصل
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    أ.د مهدي دبان    من يريد بناء مؤسسات دولة حقيقية فعليه أن يبدأ بالتعليم، ومن يفكر في القضاء على
  في مفارقات عجيبة وغريبة في الخطابات، تراهم يحثون الناس على الصبر على الجوع والحاجة، ويؤكدون أن الشعب
النخب اليمنية السياسية التي بيدها القرار أدمنت الفشل والهروب من المسئولية ، لم تتعلم من تجارب الحياة غير شيء
عبدالله النينو   ظهر عبدالله النينو في صفوف فريق شمسان قبل بروز النونو في أهلي صنعاء، غير أن الآلة
    شهد مقر الاتحاد العام لكرة القدم بصنعاء، إجراء قرعة دوري الدرجة الثانية للموسم الرياضي 2024/2023، بحضور
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025