بانقطاع النت تكون قد اكتملت عزلة اليمنيين عن المحيط

ربما أصبح الاتصال بالعالم اليومي أهم من الخبز، إذ لا يمكن لمواطن اعتاد على تصفح الانترنت يوميا، والتجول في وسائل التواصل الاجتماعي الاستغناء عن المحركات التي تربطه بالقرية الواحدة.

اليمنيون وحدهم من صبروا على فساد الساسة، وغياب الخدمات الضرورية من كهرباء وماء وغاز ونفط، والعديد من الخدمات الصحية والغذائية، لكن أن يصل الأمر إلى عزلهم عن العالم فإن ذلك لا يستحق الجهد في التفكير إقامة ثورة كاملة الأركان.

تضارب الأنباء.
تتحدث التقارير الأولية عن خروج أكثر من 80% من سعة الانترنيت الدولية في اليمن جراء انقطاع كابل في قناة السويس. وذلك ما أعلنته عنه مؤسسة الاتصالات تليمن.

ما يعني إنقطاع شبه كامل لكل وسائل الاتصال، على اعتبار أن تعرض الكابل البحري "فالكون" في قناة السويس لمشكلة هو من يقف وراء هذا.

الحكومات في صنعاء وعدن اكتفت بإصدار البيانات الغير واضحة، دون التحرك الجاد لحل الإشكالية، برغم أن اليمن أحد الدول الهامة التي يمر الكابل من خلالها.

لا مبالاة.

كان قد سبق هذا الانقطاع وإن افترضنا أن المشكلة خارج الإرادة، العديد من الضغوطات التي مارستها حكومة صنعاء على مالكي شبكات الانترنت وتم مصادرة العديد من الأجهزة والاطباق دون مسوغ قانوني بعد حملة تعسفية قام بها رجال أمن.

أضف إلى ذلك تعمد إبطاء النت من وقت لآخر من قبل وزارة الاتصالات رغم العائدات الهائلة التي تعود عليها، وشكاوى المواطنين اليومية.

ظهور وزير الاتصالات في حكومة المليشيا قبل أقل من شهرين كان له انعكاساته، حيث ظهر في حديث غير واضح وفيه مبالغة وعدم منطقية ما يعني اليوم أن أمر الانقطاع طبيعي جدا ولا يستحق أي جلبة.

البعض علق بأن هذا يصب في صالح الحوثيين من ناحية لن يخسروا شيء وسيحملون المواطن الفاتورة أضف إلى ذلك من الناحية الأمنية، بحيث يظل المواطن معزولا عما يدور حوله.

رأي مغايير.

من جهته ذكر الصحفي المتخصص في الشؤون الإقتصادية رشيد الحداد بأن اليمن كانت على موعد مع رفع قدرات الانترنت إلى أكثر من ضعف ما هو عليه أواخر العام ٢٠١٧م.

واضاف. لكن 《الفور جي》 وصلت كابلاته عدن وتم السيطرة عليها من قبل حكومة هادي كجزء هام من إستعادة الشرعية.

وقد حمل حكومة هادي المسؤولية وفشلها، في تشغيل ما تسمى 《عدن نت》وتغطية حارات في عدن وليس مدينة كلها.

وختم حديثه اليوم ومعظم المدن اليمنية ترزح تحت وطأة انقطاع النت ماذا قدمت الحكومة.

خلاصة موجعة
وسواء سخط المواطن أم لم يسخط أو تحرك المعنيين أم لم يتحركوا فإن الأمر سيان لدى اليمنيين، فهم في كلا الحالات يعيشون أسوأ عزلة منذ أكثر من 5 سنوات.

وما كل هذا العبث والحرب والصراعات اليومية ونقص الأغذية والخدمات وصمت العالم وانتهازية حكومة الأمر الواقع، ونوم حكومة هادي في العسل إلا دليل واضح على أن اليمنيين استسلموا لواقع مرير، أصبحوا يواجهون بالسخرية وبعض النكات المسلية.

خسائر فادحة

انقطاع الانترنت بهذه الصورة شل جزء كبير من حركة التجارة، أخرج جميع المصارف عن الخدمة، عطل مصالح الآلاف من الناس، وهذا لوحده يستدعي أن لا تقف الحكومة مكتوفة الأيدي.

المعاناة الأكبر أن المواطن اليمني يعيش على حوالات الخارج فكيف سيكون وضعه في ظل وضع سيء كهذا أضيف إليه انقطاع أهم شرايين الحياة في القرن الواحد والعشرين.