بعد كشفها لفسادهم .. الحوثيون يشنون حملة ضد المنظمات التابعة للأمم المتحدة (تفاصيل)

شنت المليشيا الحوثية حملة إعلامية ضد المنظمات التابعة للأمم المتحدة بعد اتهامها للمليشيا بسرقة المساعدات الإنسانية وتحويلها للمقاتلين التابعين لها واصفة تصرفات الحوثيين " بسرقة الطعام من أفواه الفقراء والمساكين " .

وقالت مصادر ميدانية عاملة في مجال توزيع هذه المساعدات "للمشهد اليمني " أن المنظمات الدولية بعد تعليقها الجزئي لعملها في مناطق سيطرة الحوثين عادت للعمل مرة أخرى وفق عدة شروط فرضتها هذه المنظمات .

وأضافت المصادر أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وضع عدة شروط على المليشيا قبل بدأ عملية توزيعه للمواد الغذائية للفقراء في مناطق سيطرة الحوثيين وهو ما تسبب في تأخر عملية الصرف التي كانت مقررة بداية شهر نوفمبر الجاري إلى نهايته .

وأكدت المصادر أن من بين هذه الشروط إنزال البرنامج لعدد من الموظفين التابعين له للتأكد من وجود هؤلاء الأسماء على أرض الواقع كما اشترطت استلام هذه المساعدات بالبطاقة الشخصية ولنفس المستفيد بالإضافة إلى تصوير صورة بطاقته الشخصية بعد أخذ بصمة المستفيد نفسه .

كما قام البرنامج بتوزيع بطائق تابعة له تحتوي على أرقام هاتفية مجانية للمستفيدين للإبلاغ عن أي حالة اختلاس لهذه المساعدات كما تضمنت البطاقة حجم المعونة الغذائية والمكونة من 75 كيلو جرام من الدقيق بالإضافة إلى أثنين جالون من الزيت وخمسة كيلو من العدس بالإضافة إلى كيلو جرام من السكر وكيلو آخر من الملح .

ادت هذه العملية بحسب المصادر إلى إكتشاف البرنامج لأسماء وهمية بالإضافة إلى تكرار صرف أكثر من حالة لنفس المستفيد ووجود حالات يتم استلامها من قبل قيادات المليشيا لأسماء اشخاص آخرين .

هذا وكان البرنامج قد تلقى عدة شكاوي من قبل المستفيدين أنفسهم بشكل مباشر من خلال حديثهم للموظفين التابعين للبرنامج وهو ما جعل المليشيا تفقد أعصابها وتتهم هؤلاء الموظفين بالعمالة والتجسس .

بدأت ردة فعل المليشيا في تغريدة للقيادي الحوثي محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين و الذي كشف عن فساد هذه المنظمات واتهام العمال التابعين لها بالتجسس بهدف تشويه سمعت الموظفين التابعين للبرنامج للحد من حركتهم وخاصة بعد تخوف هؤلاء الموظفين من العناصر المتشددة المتطرفة التابعة للمليشيا وخاصة بعد اتهامها من قبل قيادات عليا في صفوف المليشيا .

قد تكون اتهامات محمد علي الحوثي تحمل جزء من الحقيقة وخاصة فيما يتعلق بارتفاع النفقات التشغيلية لكن توقيت حديثه جاء كرده فعل بعد كشف المنظمات لفساد الحوثيين وهو ما يجعلنا نقول أنه ينطلق عليه المثل القائل " سكت دهرا ونطق كفرا " .

وبعد تغريدة محمد علي الحوثي شنت القنوات الإعلامية التابعة للحوثيين حملات منظمة ومركزه ضد المنظمات وصولا إلى عقد الحوثيين مؤتمرات صحفية أقامها المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية بعنوان " الإهدار والعبث المتعمد بأموال المساعدات الإنسانية المخصصة للشعب اليمني من قبل المنظمات الأممية والرد على ادعاءات مساعد الأمين العام للأمم المتحدة في المؤتمر الذي عقد في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء والقريب من جامع الصالح شن أمين عام المجلس عبد المحسن طاووس هجوما عنيفا ضد هذه المنظمات .

وكان من بين هذه الحملة عدة مؤشرات تدعوا لإعادة النظر في عملية المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن ومن أبرزها ارتفاع نسبة النفقات التشغيلية إلى أكثر من سبعين في المائة وهو ما يعكس الفساد الذي تمارسه هذه المنظمات في أعلى قمة قبل صرف هذه المساعدات بالإضافة إلى نهب الحوثيين وهو الفساد المرافق لعملية التوزيع وهو ما يعكس عدم جدية هذه المساعدات بالشكل المطلوب .