من منع علي سالم البيض من العودة إلى الجنوب؟!

لطالما حلم الرئيس علي سالم البيض أن يعود إلى أرض الجنوب ليحكمها من داخل أراضيها بعد أن أجبرته متغيرات اتفاق الوحدة اليمنية في العام 1990م وحرب 1994م للخروج إلى سلطنة عمان التي مكث فيها قرابة الـ 13 عاماً .

انتفض الجنوبيون في 7 يوليو 2007م للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية وطرد المحتل الشمالي.. الانتفاضة الجنوبية اجبرت الرئيس علي سالم البيض الانتقال من سلطنة عمان إلى لبنان واعلن حينها انضمامه للثورة المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية .

شكل انضمام الرئيس البيض للدعوات الجنوبية حافز مهم للشعب في جنوب اليمن حيث واستمرت هذه المطالب بتنظيم مهرجانات مليونية وتشكيل مكونات ولجان ساهمت في تقديم الرسالة بوضوح حتى تم قبول الانتفاضة الجنوبية المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية ما قبل عام 1990م .

ووعد البيض في إحدى تصريحاته بأنه سيأتي اليوم الذي سيعود فيه إلى عاصمة الجنوب (عدن) وأنه سيسلم راية القيادة للأجيال القادمة التي عبرهم سوف يبنى الجنوب ودولته التي اخل الشماليون باتفاقيات الوحدة بين الدولتين واجتاحوها بقوة السلاح في 1994م .

عاد الجنوب إلى أهله إلا أن الرئيس علي سالم البيض مكث في رحلته الأخيرة في دولة الإمارات وظل في مكانه ولم يعد إلى أرضه التي طالما تغنى بها، وتمنى بالعودة إليها.. تساؤلات كثيرة تطرح عن الأسباب التي منعت البيض من العودة لرئاسة الجنوب، حيث وأن السلطة والحكم بيد الجنوبيين .

من جرد البيض من رئاسة الجنوب؟!!
تطرح على الساحة السياسية الكثير من التساؤلات عن الأسباب التي دعت الرئيس علي سالم البيض للبقاء في الامارات وعدم إيفائه بوعده برئاسة الجنوب من داخل العاصمة الجنوبية عدن .

تخلي البيض عن منصبه رئيسا للجنوب هل تقف خلف قوى اقليمية ودولية وخليجية أم ان البيض كانت له أهداف اخرى عاكست واقع الجنوب اليوم .

تفاجأ الجنوبيون في 4 مايو 2017م بتنصيب اللواء عيدروس الزبيدي رئيسا شكليا للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أكد انصاره انه الممثل الوحيد للقضية الجنوبية وان الزبيدي هو الرئيس الشرعي لهم .

تنصيب عيدروس الزبيدي رئيسا للمجلس الانتقالي جاءت عقب إقالته من منصبه كمحافظ لمحافظة عدن بمعية عدد من المحافظين والمسئولين في الحكومة الشرعية الذين اعلنوا انضمامهم للمجلس .

يرى مراقبون ان اقالة الزبيدي من منصبه كمحافظ قد اضر دول خارجية مما استدعى دعمهم لإعلان تشكيل المجلس الانتقالي وتنصيب عيدروس رئيسا له .

وأكد المراقبون أن حرب المصالح الخارجية في الجنوب كانت سببا رئيسيا في فقدان علي سالم البيض لمنصبه رئيسا للجنوب وظل حبيس القرار الخارجي دون أن يستطيع الخروج بأي تصريح ازاء هذه التغيرات .

صمت الرئيس البيض
أشار سياسيون إلى ان صمت علي سالم البيض على ما يجري من صراع للمكونات الجنوبية وتلقي عيدروس الزبيدي دعم من دول في التحالف العربي يأتي بسبب اختلاف التوجه السياسي للبيض ومعارضته لوجود التحالف في اليمن ككل (شماله وجنوبه).

ورأى سياسيون ان التوجه السياسي للرئيس الجنوبي علي سالم البيض يخالف اهداف التحالف العربي مما جعله خارج الدائرة .. مشيرين إلى أنه قد تأتي فترة تعيد البيض الى الساحة السياسية ويطيح بكل التوقعات التي رأت ان البيض قد ولت فترة مشاركته في قيادة دولة الجنوب التي وعد بتولي قيادتها من داخل عاصمة الجنوب (عدن).

الرئيس عيدروس
أكد مراقبون أن اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ما هو إلا كرت تم طرحه لتمشية مرحلة سياسية محدودة وورقة ضغط، ومن ثم سيتم الاستغناء عنه، ليعود إلى أدراجه السابقة .
كما رجح المراقبون أن صراع رئاسة الجنوب ستؤول إلى مصير مجهول كون القضية الجنوبية تقاسمتها أطراف وقوى إقليمية ودولية مما صعب مهمة تحديد هوية الشخص الذي سيتم الاجماع عليه ليكون الرئيس الرسمي للجنوب .
وتساءل مراقبون عن الطريقة التي سيستعيد فيها الشعب الجنوبي دولته في حين أن قياداته قد رهنت نفسها للخارج ، ولا تستطيع أن تكون سيدة قرارها .