من نحن | اتصل بنا | الأحد 21 ديسمبر 2025 10:11 مساءً

الأخبار

تحبك لإنها ترغب بالزواج بك..وهذا ليس عيبًا بذاته ولا يشكل إدانة!

انباء عدن الثلاثاء 13 أكتوبر 2020 06:01 صباحاً
محمد دبوان المياحي

لماذا ينشأ الملل بين الأزواج..؟ لإنهم فقدوا الحب وحولوه لشركة للإنجاب، فقدوا الغاية واحتفظوا بالوسيلة، دمروا مسافة الحرية بينهم وصاروا مقيدين بشروط ملزمة، حياة سالبة للعاطفة، والحب لا يترعرع دون حرية. لا تسيل العاطفة إذا كانت واجبة، ولا ينبض القلب إذا كان مرغمًا على النبض بدافع المسؤولية.
ولماذا أصبحت علاقتنا بالدين مرهقة، لإننا فقدنا الله في أعماقنا ولم يتبق لنا غير الكنائس والمساجد وحراسها وعلماءها وكلهم يحجبون الله عنا.
في البداية كان الحب مثل الدين، فكرة روحية خالصة، علاقة حرة بعالم المطلق، رباط باطني دون شروط ولا قيود، أن تحب؛ يعني أن تنتمي للأخر بحرية، تذهب إليه متى أردت ويعطيك أكثر مما طلبت، تغادر فلا يحنق منك، وتعود فلا ينهرك. لا يشترط عليك موعدًا ولا تفرض عليه قيودًا.
لاحقًا أفسد البشر الفكرتين معًا، حولوا الدين لمؤسسة خانقة، يحرسها رهبان وأوصياء بينك وبين الله، وشوشوا علاقتك به، ومثله تحول الحب لعلاقة تجارية، تقوم على العقود والمواثيق، رباط وظيفي يشبه فكرة " الزواج".
لن يستعيد البشر إحساسهم الحر بالله، ما لم يعيدوا ضبط علاقتهم به خارج فكرة الأديان، ولن يستعيد العاشقون إحساسهم ببهجة الحب، ما لم يحرروه من فكرة الزواج، لا أعني أن الزواج بذاته قيد يربك الحب، لكنه حين يغدو غاية، تتراجع فكرة الحب ونفقد قدرتنا على التدفق فيه بحرية.
هي لا تتزوج بك لإنها تحبك، بل تحبك لإنها ترغب بالزواج بك، هذا ليس عيبًا بذاته ولا يشكل إدانة؛ لكن مجرد التقديم والتأخير في الفكرتين، يترتب عليه شعور مختلف في كل حالة، في الحالة الأولى، الهدف هو الحب، والزواج فكرة عارضة، الحالة الثانية الزواج هو الهدف والحب فكرة هامشية..نحن هكذا ندمر القيمة المطلقة وهي "الحب" لصالح فكرة مقيدة هي "الزواج".
لقد أفسد القساوسة قدرتنا على الإيمان، كما أفسد المجتمع قدرتنا على الحب، يتوجب أن تقاتل كل القيود التي تُفقدك القدرة على أن تعيش اللحظة الخاطفة، أنت لا تملك من عمرك غير تلك اللحظة؛ فلماذا تؤجل عيشها بحجة تلبية شروط المجتمع.
اشتري خاتمًا وضعه في جيبك، ثم اقعد معها للحديث، وبعدها ناولها الخاتم، إذا كان نبضها تجاهك وملامح وجهها قبل أن تهبها الخاتم، مختلف عما بعده، صافحها، ثم غادر، لا تسترد منها خاتمك ولا ترتبط بها بعد ذلك، إنها لا تحبك، بل ترغب بطفلها الأول فحسب، وتلك علاقة للتكاثر، هدفها المحافظة على النسل، وليس أنت.
أحبوا، ثم افعلوا بعدها ما تشاؤون، أحبوا بصدق ونزاهة، وهذا هو جوهر الحياة، كل ما عدا ذلك مجرد تفاصيل.

 

محمد دبوان المياحي
 

 

 

.

 
المزيد في الأخبار
      عدن- سبأ:   أعلنت وزارة المالية في العاصمة المؤقتة عدن، إطلاق التعزيزات المالية الخاصة بمرتبات موظفي الدولة في القطاعين المدني والعسكري، بما في ذلك
المزيد ...
بمشاركة قيادات عسكرية ومدنية رفيعة..  شهدت ساحة الاعتصام المفتوح بمديرية خور مكسر بالعاصمة عدن، ظهر اليوم الأحد، أداء صلاة الجنازة على روح فقيد الساحة والمناضل
المزيد ...
  حضرموت/إعلام الجامعة    التقى رئيس جامعة حضرموت أ.د. محمد سعيد خنبش في العاصمة السعودية الرياض مؤخرًا القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى
المزيد ...
القاهرة/ إعلام الجامعة      شهدت فعاليات المنتدى الخامس لاتحاد رؤساء الجامعات العربية والروسية في القاهرة، توقيع رئيس جامعة حضرموت أ.د. محمد سعيد خنبش خمس
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
فضيحة حفل كولدبلاي.. السيدة "الخائنة" تخرج عن صمتها لأول مرة
نيوزيلندي يبتلع أثمن بيضات العالم والشرطة تنتظر الحل!
لماذا منع بيل غيتس ابنته من استخدام اسمه في المدرسة؟
دعوات لمساندة مديرة مكتب الثقافة بساحل حضرموت وسط حملات إساءة على مواقع التواصل
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    أ.د مهدي دبان    من يريد بناء مؤسسات دولة حقيقية فعليه أن يبدأ بالتعليم، ومن يفكر في القضاء على
  في مفارقات عجيبة وغريبة في الخطابات، تراهم يحثون الناس على الصبر على الجوع والحاجة، ويؤكدون أن الشعب
النخب اليمنية السياسية التي بيدها القرار أدمنت الفشل والهروب من المسئولية ، لم تتعلم من تجارب الحياة غير شيء
عبدالله النينو   ظهر عبدالله النينو في صفوف فريق شمسان قبل بروز النونو في أهلي صنعاء، غير أن الآلة
    شهد مقر الاتحاد العام لكرة القدم بصنعاء، إجراء قرعة دوري الدرجة الثانية للموسم الرياضي 2024/2023، بحضور
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025